تعد مشكلة البطالة من أهم المشكلات التي تواجهها المجتمعات في العصر الحديث، كما يعد الوصول إلى التوظيف الكامل من أهداف الاقتصادية التي تطمح لها الدول، يستخدم معدل البطالة كمقياس لصحة الاقتصاد، لذلك فجميع المجتمعات تسعى لتقليل معدل البطالة، لكن مالا تعمله عزيزي القارئ أن معدل البطالة صفر له آثار سلبية على المجتمع، في رحلتنا هذه سنتعرف على البطالة الاجبارية وباقي انواع البطالة بالتفاصيل كما لم نعرفها من قبل.
أقرأ أيضاً: ماهي أهداف المجتمع الاقتصادي
أولاً: ما هي البطالة الاجبارية؟
البطالة هي حالة يكون فيها الفرد راغباً في العمل قادراً عليه وباحثاً عنه وراضياً بمستوى الأجر السائد ولكنه لا يجده. وهذا ما يطلق عليه البطالة الإجبارية حيث يتوقف جزء من القوة العاملة جبراً عن المشاركة في النشاط الاقتصادي، ولا يشمل البطالة الاختيارية التي يعزف فيها الشخص عن العمل بمحض إرادته.
تعريف البطالة من منظمة العمل الدولية
“العاطل عن العمل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن معينة بلا عمل و هو قادر على العمل و راغب فيه و يبحث عنه عند مستوى أجر سائد لكنه لا يجده”
الذين لا يحسبون ضمن معدل البطالة
- العاطلين عن العمل ولا يبحثون عنه على مدى أربعة أسابيع.
- الذين يعيشون في مؤسسات مثل السجون أو مستشفيات الامراض العقلية دور رعاية المسنين.
- الأشخاص ضمن الخدمة العسكرية العاملة.
- الذين لا يبحثون عن عمل مثل المتقاعدين والطلاب.
- من تقل أعمارهم عن 16 عامًا، حتى لو كانوا يعملون.
حساب معدل البطالة
يمكن حساب معدل البطالة كالآتي:
(عدد المتعطلين/ إجمالي القوة العاملة × 100%)
ويقصد بالمتعطلين: كما سبق بيانه أن يكونوا قادرين على العمل وراغبين فيه وباحثين عنه وراضين بمستوى الأجر السائد، ومع ذلك لا يجدون فرصة عمل.
إجمالي القوة العاملة: هو مجموع السكان مطروحاً منه من هم دون سن العمل”الأطفال“، ومن هم فوق سن العمل “كبار السن” والطلبة على مقاعد الدراسة ومنتسي الجيش والأجهزة الأمنية، حيث تنحصر القوة العاملة غالباً ما بين سن 18-65 عاماً.
وقد بلغت البطالة في العام 2019 معدلات مختلفة في دول العالم العربي. نورد معدل البطالة في بعض العالم العربي حسب موقع Trading Economics:
السعودية: نسبة البطالة في السعودية 5.6%.
الإمارات: بلغت نسبة البطالة في الإمارات 2.57%.
الكويت: بلغت نسبة البطالة في الكويت 2.06%.
معدل البطالة في البحرين: بلغت نسبة البطالة في البحرين 3.7%.
قطر: بلغت نسبة البطالة في قطر 0.1%.
العراق: بلغت نسبة البطالة في العراق 7.9%.
الأردن: بلغت نسبة البطالة في الأردن 19.1%.
سوريا: بلغت نسبة البطالة في سوريا 8.3%.
لبنان: بلغت نسبة البطالة في لبنان 6.2%.
فلسطين: بلغت نسبة البطالة في فلسطين 24.6%.
مصر: بلغت نسبة البطالة في مصر 7.8%.
ليبيا: بلغت نسبة البطالة في ليبيا17.3%.
تونس: بلغت نسبة البطالة في تونس 15.1%.
الجزائر: بلغت نسبة البطالة في الجزائر 11.7%.
المغرب: بلغت نسبة البطالة في المغرب 9.4%.
السودان: بلغت نسبة البطالة في السودان 12.9%.
اليمن: بلغت نسبة البطالة في اليمن 12.9%
ثانياً: المعدل الطبيعي للبطالة
الحديث عن البطالة يقترن دائما بالحديث عن التوظيف الكامل حيث تعد حالة تطمح لها الأنظمة الاقتصادية، حيث يتم توظيف جميع العمال والموارد في دورة النشاط الاقتصادي، تسعى المجتمعات إلى تحقيق الكفاءة الإنتاجية والتي تعد سبيل تحقيق الكفاءة الاقتصادية التي تعد من أهداف المجتمع الاقتصادية، والبطالة تعني نقيض ذلك.
قانون أوكون
أن زيادة البطالة بنسبة 1% تؤدي إلى تراجع الناتج القومي بنسبة 2% تقريباً.
اتفق الباحثون على أنه إذا كان معدل البطالة يتراوح ما بين 4% – 6% من مجموع القوى العاملة يعتبر معدلاً طبيعياً للبطالة على المدى الطويل.
ثالثاً: أنواع البطالة
ما هي أنواع البطالة؟
-
البطالة الدورية
يرتبط هذا النوع بدورات الأعمال أو الدورات الاقتصادية، فمع تراجع النشاط الاقتصادي يبدأ أرباب العمل بتسريح العمال، لتصبح البطالة الظاهرة الأكبر في مرحلة الكساد الاقتصادي، وتكون مدتها غالباً من 3 إلى 10 سنوات.
اقرأ أيضاً: الدورات الاقتصادية ، كيف تحدث الأزمات الاقتصادية؟
-
البطالة الاحتكاكية
وهي البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين، بين المناطق والمهن المختلفة، حيث يترك العامل عمله باختياره بحثاً عن عمل أفضل، وينشط هذا النوع في أوقات الرواج والانتعاش الاقتصادي، وهي بطالة مؤقتة تنتهي بمجرد استقرارهم.
-
البطالة الهيكلية
نوع من التعطل يحدث نتيجة إلى عدم تناسب مهارات وقدرات العمال مع متطلبات السوق، نتيجة لظهور فنون إنتاجية جديدة أو تغير في أنماط الطلب بسبب حركة التمدن أو الإنفتاح المفاجئ في العلاقات الدولية.
تعتبر البطالة الهيكلية الأكثر كلفة وضرراً لأنها تحتاج إلى وقت كبير لإعادة تأهيل العمال وتحتاج إلى موارد مالية لتدريبهم.
وفي حال عدم قدرة العمال على التكيف مع أنماط العمل الجديدة فإن هذا سيؤدي إلى خروجهم من سوق العمل. -
البطالة الفنّية
ينتج هذا النوع عن إحلال الآلة محل العامل، فمع التطور التقني المتسارع أصبحت فنون الانتاج تميل لاستخدام مكثّف لرأس المال وموفر للقوى العاملة، وهذا يعني ضيق في فرص العمل، ودفع المزيد والمزيد من العمال للبطالة.
-
البطالة الموسمية
وهي البطالة التي تكون بسبب طبيعة بعض أنواع الأعمال واعتمادها على مواسم محددة للتشغيل، حيث ينتعش قطاع العمال في فترة زمنية معينة، ثم يختفي بانتهاء الموسم، وغالباً ما يرتبط هذا النوع من البطالة بالإنتاج الزراعي والأعمال المتعلقة بها، والصناعات الغذائية المرتبطة به، مثل عمل معاصر الزيتون.
-
البطالة المقنعة
وهي الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العاملين في نشاط اقتصادي أكثر مما يحتاج إليه، مما يعني وجود عمالة زائدة أو فائضة، حيث تنخفض إنتاجيتها إلى الصفر حيث يمكن سحب عدد منهم دون التأثير على الناتج الكلي، ويسود هذا النوع في أغلب مؤسسات القطاع العام في بعض دول العالم الثالث وكذلك في القطاع الزراعي.
أقرأ أيضاً: كيف يؤثر سلوك الأفراد في الأسعار
رابعاً: الآثار السلبية للبطالة
- البطالة تشير إلى عدم قدرة العمال في الحصول على عمل للمساهمة في الإنتاج الاقتصادي. وهذا يعني المزيد من العمال العاطلين وأن إجمالي الإنتاج الاقتصادي سيكون أقل مما قد يحدث الحالات العادية. سيظل العمال العاطلون عن العمل بحاجة إلى استهلاك الكفاف على الأقل خلال فترة البطالة. وبهذا سيفقد الاقتصاد محركه الأساسي، فالاقتصاد الذي يعاني من بطالة عالية لديه إنتاج أقل بدون انخفاض نسبي في الحاجة إلى الاستهلاك الأساسي. يمكن أن تشير البطالة المرتفعة المستمرة إلى ضائقة خطيرة في الاقتصاد ، بل وقد تؤدي إلى اضطراب اجتماعي وسياسي.
- انخفاض إنفاق المستهلكين من العمال العاطلين وهذا يقلل من إيرادات الأعمال، مما يجبر الشركات على خفض المزيد من الرواتب للحد من تكاليفها. يمكن أن تصبح دوامة إلى أسفل بسرعة كبيرة.
- العجز في الموازنة العامة بسبب انخفاض الإيرادات العامة وحصيلة الضرائب نتيجة لتراجع مستوى النشاط الاقتصادي، وتزايد تعويضات البطالة ومدفوعات الضمان الإجتماعي، هذا يعني زيادة الإنفاق الحكومي في وقت تتناقص فيه الإيرادات العامة مما يؤدي إلى تعاظم عجز الميزانية.
- تزايد المشكلات النفسية والاضطرابات السياسية وتكاليف الأمن الاجتماعي ومواجهة الجريمة.
- ارتفاع تكايف التعليم المهني وتكاليف إعادة تدريب وتأهيل العاطلين، لأن البطالة تؤسس لاستمرار حالة من التعطيل مالم يتم تداركها.
أصبحت البطالة من الأمراض المستحكمة التي تسعى البلدان لحلها ومواجهتها. فانخفاض معدل البطالة يشير إلى أن الاقتصاد ينتج بالقرب من كامل طاقته ويعظم الإنتاج، ويعمل على دفع نمو الأجور وارتفاع مستويات المعيشة بمرور الوقت. إلا أنه لابد من الإشارة أن معدلات البطالة المنخفضة جدًا هي أيضًا علامة تحذيرية على أن الاقتصاد المحموم ويشير إلى أن هناك ميول تضخمية وظروف صعبة تعيشها الشركات التي تحتاج إلى عمال إضافيين.
وفي النهاية تعتبر البطالة من الأمراض الإجتماعية التي تحمل في طياتها مجموعة من المشكلات الإجتماعية التي قد تتفاقم مع الوقت.