تعد أبرز أنشطة البنوك عامة القيام بعمليات الوساطة المصرفية، حيث تتيح الوساطة المصرفية الوصول إلى أموال الجمهور فيما يعرف بنشاط قبول الودائع المصرفية، تم تشكيل حسابات مصرفية متنوعة بهدف تلبية حاجات ورغبات المودعين، ويعد التقسيم الأشهر للحسابات بحسب مضمونها العقدي ويتضمن: حسابات الجارية، وحسابات التوفير، وحسابات الودائع.

فيما يلي سوف نتناول هذه الحسابات ونبين ميزاتها، ونبين أبرز الملاحظات على هذه الحسابات من الوجهة نظر الاقتصاد الإسلامي، باعتباره نموذج يقدم وجهة نظر مختلفة عن الاقتصاد التقليدي.

اقرأ أيضاً: 8 أمور لابد معرفتها عن الاقتصاد الإسلامي

الودائع المصرفية: الحسابات الجارية

التعريف بالحساب الجاري

يطلق على الحسابات الجارية أيضاً  الودائع المصرفية الجارية و الودائع تحت الطلب، وهو حساب بنكي يقوم العميل بتسليم المبالغ المالية للمصرف على أن يلتزم المصرف برد هذه الأموال لهم دون زيادة بمجرد طلبهم لهذه الأموال.

يكون حساب التوفير بدون فوائد مصرفية ويعطي العميل الصلاحية في القيام بمجموعة من العمليات المصرفيّة مثل الإيداع الأموال وسحبها سواء من داخل البنك أو من أجهزة الصراف الآلي من خلال بطاقة السحب، ويمكن استخدام هذه البطاقة أيضاً لدفع قيمة المشتريات لدى المحلات وأماكن التسوق التي توفر خدمة الدفع بواسطة بطاقة السحب في أيّ وقت، طبعاً هذا في حدود الرصيد المتوفر لديك في الحساب، ويمكن من خلال الحسابات الجارية الحصول على دفتر شيكات والدفع  بواسطتها أو تحصيلها، ويمكن دفع فواتير الخدمات من الحساب الجاري مباشرةً عن طريق الخدمة المصرفيّة الهاتفية أو عبر الإنترنت، بحسب الخدمات التي يوفرها.

مميزات يوفرها الحساب الجاري

  1. إيداع وسحب الأموال المتوفرة في حسابك إذا كان الحساب نشط وهناك رصيد متاح.
  2. الحصول على دفتر شيكات في حال طلب ذلك.
  3. إمكانية الحصول على بطاقة صرّاف آلي في حال طلب ذلك.
  4. إمكانية الحصول على كشف حساب دوري.
  5. تحويل وقبض الأموال محلياً ودولياً.
  6. غالباً يشترط وجود حد أدنى للرصيد ليتم فتح الحساب.
  7. فتح الحساب يتم بدون أي رسوم.
  8. لا يقدّم البنك أية أرباح في البنوك الإسلامية، ولا يستحق فائدة في البنوك التقليدية على الأموال المودعة في الحساب الجاري.

استثمار الأموال في الحساب الجاري

يعد الحساب الجاري بمثابة قرض مضمون على البنك، يلتزم برده إلى صاحب الحساب بمجرد طلبه للأموال، بغض النظر عن ربح أو خسارة البنك، ولذلك لا يكون على هذه الحسابات أي عوائد ربحية، وطبعاً لا فوائد ربوية عليها كذلك مع اتفاقنا على حرمة الفائدة المصرفية في الشريعة الإسلامية.

لكن السؤال ماذا تستفيد المصارف من هذه الودائع المصرفية أو الحسابات طالما أنها تلتزم بضمان هذه الأموال وردها لأصحابها حال طلبهم؟، ببساطة الحسابات الجارية تعد مصدراً مهما لتحقيق الربح للبنوك، فهي موارد غير مكلفة إذ لا يلتزم البنك برد أي عائد لأصحابها، وهو يستثمرها على ضمانه لأنها قرض ، فله أرباحها وعليه الخسارة حال حدوثها، كلما استطاع المصرف اجتذاب المزيد من الحسابات الجارية اتسعت فرصه الاستثمارية.

الودائع المصرفية: حسابات التوفير

التعريف بحسابات التوفير

يتميز هذا الحساب بالمرونة، حيث يمنح العميل امكانية استثمار الأموال وفي ذات الوقت لديه القدرة على سحب الأموال عند الحاجة، حيث أن هذا الحساب المصرفي يسمح للعميل بالسحب والإيداع في الحساب دون الخضوع لمدة محددة. كما أنه وسيلة آمنة لحفظ أموال العميل، يقدم غالبية هذه الحسابات هامش ربح على الرصيد المودع في الحساب. وهناك بعض المصارف تمنح عملائها بطاقات صرف آلي عند فتح حساب توفير وهذا يحدد بحسب قوانين البنك، كما أنّ بعض البنوك قد لا تمنح دفتر شيكات لهذا النوع من الحسابات.

اقرأ أيضاً: كيف يكون الادخار المالي أسلوب حياة

مزايا حساب التوفير 

  1. حساب التوفير أنسب أنواع الحسابات البنكية، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يرغبون في فتح حساب بنكي لادخار مبلغ قليل من المال.
  2. يمنح حساب التوفير العميل إمكانية سحب المبالغ النقدية وإيداع المبالغ النقدية في أي وقت.
  3.  إمكانية الحصول  بطاقة صرّاف آلي.
  4.  تقدم  حسابات التوفير هامش ربح على الرصيد المودع.
  5.  إمكانية استخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية عبر الإنترنت والجوال والهاتف.
  6.  تضع البنوك حد أدنى لفتح حساب التوفير لايمكن فتح الحساب بأقل منه.

استثمار الأموال في حساب التوفير

ماهي إمكانية الإستفادة من حساب التوفير في استثمار الأموال؟، كما أشرنا سابقاً أن حساب التوفير يتميز بالمرونة، فهو يجمع بين ميزات الحساب الجاري وحساب الوديعة الاستثمارية.

حساب التوفير تتم معاملته في البنك باعتبار الأموال المودعة فيه تنتمي إلى نوعين، قسم منها يعامل على أنه أشبه بالحساب الجاري يمكن سحبه في أي وقت ولا يدخل في الاستثمار كما أنه يكون قرض مضمون على البنك، ولايستحق العميل شيء من الربح مقابل هذا الجزء. أما الجزء الآخر يعامل على أنه وديعة استثمارية تدخل في الاستثمار ولا يضمنها المصرف ويستحق العميل مقابل هذا القسم من الوديعة أرباحاً حال تحققها.

ويشار أنه في المصارف التقليدية تعامل حسابات التوفير معاملة الحساب الجاري، حيث تعد قرض مضمون على المصرف لصالح العميل، ولكن يختلف من حيث الميزات، فحساب التوفير يأخذ فوائد مصرفية في حين لا يأخذ الحساب الجاري أي فوائد غالباً ، مع الـتأكيد على حرمة الفائدة المصرفية وأنها تعد ربا محرم.

الودائع المصرفية: حسابات الاستثمار

التعريف بحسابات الاستثمار

هي يسلمها أصحابها للمصرف بهدف الحصول على عائد، ويتيح هذا الحساب للعملاء إمكانية إيداع الأموال في المصرف بهدف الاستثمار مقابل مبلغ نسبة محددة من الربح، ويجب أن يبقى المال لدى المصرف لفترة محدد ويمنع سحب مبلغ قبل انتهاء المدة المحددة، أو مخالفة العميل للإتفاق والرغبة في سحب المال يخسر العميل الأرباح المتفق عليها، وهناك مسميات عدة للحساب الاستثماري مثل الودائع المصرفية الثابتة، أو الودائع المصرفية الاستثمارية أو الوديعة لأجل.

ميزات حسابات الاستثمار

  1. يتطلب الحساب الاستثمار حداً أدنى لقبول المبلغ كوديعة، ويكون مرتفع مقارنة بالحسابات الاخرى.
  2. لا يمنح هذا الحساب الحق للعميل في الحصول على دفتر شيكات.
  3. لا يمكن للعميل الحصول على بطاقة صرّاف آلي
  4. تفرض رسوم عند سحب الوديعة قبل انتهاء فترة سريان الوديعة في بعض الأحيان.
  5. لا يمكن السحب والإيداع بحرية في الحسابات الاستثمارية.
  6. يمكن تمديد فترة استحقاق الوديعة لفترات إضافية.
  7.  يكون هامش الربح عادة في حساب الوديعة لأجل أعلى من هامش الربح لحساب التوفير.
  8. يعتبر هذا الحساب مناسب لمن لديه مبلغ كبير ولا يحتاجه حالياً، حيث يتم حجز المبلغ لمدة زمنية محددة تتراوح عادة من شهر إلى 5 سنوات أو أكثر.
  9. عندما تسحب من الوديعة قبل موعد المحدد يتم كسرها وتخسر الفائدة عنها بالكامل في البنوك التقليدية، وعندما تودع مبلغ جديد يتم اعتباره وديعة جديدة.

استثمار الأموال في الودائع المصرفية الاستثمارية

لا تختلف الودائع المصرفية الاستثمارية في المصارف التقليدية عن باقي الودائع الجارية او ودائع التوفير فجميعها قرض ربوي وتكون بعائد ثابت، حيث يلتزم المصرف برد مبلغ الوديعة بالإضافة للعائد المتفق عليه وتكون هذه الزيادة مقابل المدة الزمنية التي بقي المبلغ فيها لدى المصرف.

أما في المصارف الإسلامية فإن الوديعة المصرفية الاستثمارية تعتبر رأس مال مضاربة، يكون العميل رب مال مضاربة ويكون المصرف عامل المضاربة، حيث يقدم العميل المال لاستثماره ويقدم البنك العمل ويكون الربح بالإتفاق بينهما وتكون الخسارة كل من جنس ما قدم، حيث يخسر العميل المال ويخسر عامل المضاربة جهده وعمله، وهذا بشرط أن لا يكون هناك تعدي أو تقصير أو مخالفة للشروط المتفق عليها.

اقرأ أيضاً: 6 فروق يجب معرفتها ما بين البنوك الإسلامية والتقليدية

تشترك المصارف الإسلامية مع التقليدية في اشتراط وجود حد أدنى للوديعة والإلتزام بوجودها لمدة محددة لدى المصرف.

تعد الودائع المصرفية الاستثمارية من أهم مصادر أموال المصارف الاسلامية والتقليدية على حد سواء، لأن المصرف يستطيع دفعها إلى المجالات الاستثمارية طويلة الأجل، وبذلك تكون نسبة الحصول على عائد مرتفع أكبر.

والان بعد أن تبينت الفروق بين الحسابات المختلفة، أصبحت قادراً على التمييز بين الودائع المصرفية ومعرفة أي الحسابات الاستثمارية أفضل لاستثمار أموالك والوفاء باحتياجاتك.

ما هي أنواع الودائع المصرفية ؟
هل تحقق حسابات التوفير أرباحاً ؟
هل تختلف الودائع المصرفية الاستثمارية في البنوك الإسلامية عن البنوك التجارية ؟
ماذا يحدث إذا سحبت الوديعة الاستثمارية قبل إنتهاء المدة المحددة ؟