يقبل علينا شهر رمضان المبارك حاملًا نفحات إيمانية وبركات لا تحصى، وحمل في طياته فرصة ذهبية لإعادة ترتيب أولوياتنا، سواء على المستوى الروحي أو على مستوى إعادة ترتيب الأولويات اجتماعيًا وماليًا. وعلى الرغم من ذلك يتحول رمضان إلى موسم استهلاكي بامتياز، حيث نشهد ارتفاع في معدلات الإنفاق بشكل يتجاوز ما هو معتاد نتيجة للتسوق المكثف، والولائم العائلية، مما يجعل رمضان سبب للضغط المالي للأسرة بشكل عام.

إلا أن التخطيط لرمضان بشكل مسبق يجعل رحلتك المالية في رمضان أكثر سهولة واريحية، في هذا الدليل الشامل، سنستعرض كيفية التخطيط لرمضان بذكاء سواء للنفقات المعيشية اليومية، أو التخطيط للولائم، وحتى الصدقات، مما يتيح لك الاستمتاع برمضان بروح مطمئنة وميزانية معتدلة.

اقرأ أيضًا: بناء العادات المالية في رمضان

أولًا: التخطيط لرمضان – نفقات المعيشية للأسرة

يعتبر شهر رمضان من الشهور التي تتضاعف بها النفقات بشكل كبير، فقد تلاحظ زيادة مخصصات الطعام، وكذلك الترفيه، والفواتير، وذلك نظرًا للتغير في نمط الحياة الذي يرافق الشهر الكريم، لذلك التخطيط لرمضان لا يعتبر رفاهية، بل هو ضرورة لتجنب الضغط المالي والوقوع في الديون.

لكن كيف يمكنني تجنب الضغط المالي في هذا الشهر خاصة في حال محدودية الدخل؟ الجواب ببساطة أن تخطط بشكل مسبق لهذه النفقات، مما يزيد من المنفعة المتحققة من المال المتاح. تذكر أن دولار تشتري به قهوة لا يساوي في المنفعة دولار تشتري به خبز.

النفقات المعيشية للأسرة يقصد بها جميع النفقات اليومية التي تحتاجها الأسرة للعيش معيشة كريمة، وتشمل الطعام والشراب، والتدفئة، وفواتير كهرباء، ومياه، واتصالات، تكاليف نقل، وغير ذلك من النفقات التي تتعلق بمعيشة أفراد الأسرة أنفسهم. ويخرج منها نفقات الولائم، والصدقات، والتجهيزات الخاصة بالعيد.

يمكنك البدئ في التخطيط لرمضان فيما يتعلق بالنفقات المعيشية من خلال الخطوات التالية:

  • تحديد مصادر الدخل

كخطوة أولى في التخطيط لرمضان لابد من معرفة المخصصات المالية لهذا للنفقات المعيشية في شهر رمضان، لأن الدخل هو الأساس الذي سنبني عليه خطتنا، ولا يمكننا تجاوزه.

احضر ورقة وقلم وابدأ بحصر جميع مصادر الدخل لديك، بما في ذلك أي أموال تم رصدها وتخصيصها لهذا الشهر. على سبيل المثال الراتب الشهري، وإيراد إيجار عقار، مكافأة من العمل، وأي مدخرات مخصصة لنفقات رمضان.

هذا الدخل لن يتم انفاقه بأكمله على النفقات المعيشية، لأن هذه النفقات تشمل فقط نفقات الأسرة دون الالتفات للالتزامات الاجتماعية مثل الولائم، ولا تشمل تجهيزات العيد، أو حتى الصدقات. بالتالي يمكن تخصيص 50% من الدخل لتغطية النفقات المعيشية.

  • إعداد قائمة مصروفات رمضان

الآن حان وقت تقدير النفقات، يتم ذلك بناء على عدد أفراد الأسرة، ونمط الطعام خلال الشهر، استرشد بنفقات الأسرة في الأشهر العادية كأساس للتقدير. البنود التي تحتاج إلى تقديرها غالبًا هي:

  1. نفقات الطعام: أرز، وزيت، ودقيق، ولحوم، وخضار، وغيرها من نفقات المأكل والمشرب.
  2. الفواتير ونقل: كهرباء، ومياه، واتصالات، ومواصلات أو وقود، والتدفئة.
  3. الترفيه: ويشمل الزينة، الأكل من المطاعم، الخروج مع الأصدقاء.

قم بتقدير هذه النفقات بشكل مبدئي، وتذكر أنها قابلة للتعديل، لا تستهين بهذه الخطوة لأنها تمثل الخطة التي تسترشد بها خلال الشهر لابد أن تكون النفقات مساوية لما تم تخصيصه للنفقات المعيشية.

اقرأ أيضًا: الاستهلاك في رمضان ، كيف تم برمجتنا؟

أخطاء شائعة في التخطيط للنفقات المعيشية في رمضان

هناك بعض الأخطاء الشائعة التي نقع بها أثناء التخطيط لرمضان فيما يخص التخطيط للنفقات المعيشية، معرفتك بها تمنحك الفرصة لتجنبها، إليك أبرز الأخطاء الشائعة:

  1. بدء شهر رمضان دون وجود خطة مكتوبة اعتقادًا بأن التخطيط الذهني يفي بالغرض، إلا أن عدم التخطيط المكتوب يؤدي إلى العشوائية في الإنفاق، و نفاد الأموال قبل منتصف الشهر، مما يدفعنا إلى اللجوء إلى القروض.
  2. التقليل من تقدير التكاليف، غالبًا ما يزداد حجم النفقات الأساسية في رمضان مثل أساسيات الحياة من مكونات الطعام لذلك قد نخطئ في تقدير تكلفة هذه النفقات، أضف إلى ذلك عدم مراعاة ارتفاع أسعار بعض السلع مع موسم رمضان. كل ذلك يتراكم ليظهر عجزًا في الميزانية.
  3. إغفال النفقات النثرية، يقصد بها النفقات التي نتذكرها أثناء التسوق ولا نتذكرها بشكل خاص، هذه النفقات تأخذ جزء لا بأس به من الدخل، لذلك عدم وجود ضبط لها ومقاومتها يعرضنا إلى عجز في الميزانية.
  4. الشراء العشوائي والاستجابة للعروض، لا يختلف اثنان على أن العروض فرصة يمكننا التوفير من خلالها، إلا أن هذا صحيح في حال كانت العروض تنسجم مع خطتنا لنفقات المعيشية، لكن ما الفائدة من شراء كميات تفوق احتياجنا، خاصة وأن العروض غالبًا ما تكون على منتجات اقتربت صلاحيتها على الانتهاء، لذلك فالعروض فرصة جيدة إن انسجمت مع خطتنا.
  5. عدم تتبع النفقات اليومية، فعلى الرغم من أن التخطيط لرمضان بشكل مسبق يقينا من الوقوع في المشكلات إلا أن عدم تتبع الإنفاق يبقي خطة الإنفاق دون أي فائدة، فتتبع النفقات هو ما يبقينا على المسار الصحيح.
  6. المبالغة في الإنفاق على الكماليات مثل زينة رمضان، وشراء تريندات الحلويات على حساب الأساسيات على اعتبار أنها من ضمن ما تعودناه في رمضان، مما قد يضطرنا للاقتراض لتغطية الأساسيات، لذلك ابدأ بتخصيص الأموال للأساسيات أولًا، ثم الكماليات بشكل معتدل.

اقرأ أيضًا: التخطيط المالي: الاستعداد لرمضان 6 نصائح ذهبية.

ثانيًا: التخطيط للولائم والاجتماعات العائلية في رمضان

لا يمكننا الحديث عن التخطيط لرمضان دون الحديث عن الاجتماعات العائلية، حيث يعتبر الاجتماع على مائدة الإفطار فرصة لصلة الأرحام وصناعة ذكريات عائلية فريدة. إلا أن هذه التجمعات قد تتحول إلى عبء مالي كبير في حال لم يتم التخطيط لها بالشكل المناسب، فالولائم تعتبر من أكبر الفخاخ المالية التي نقع بها في حال عدم التخطيط لرمضان، إليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتحقيق الهدف الحقيقي منها بعيدًا عن الاسراف والتبذير.

  • تحديد عدد الولائم

أول مرحلة في التخطيط للولائم أن يتم تحديد عدد الولائم التي سيتم استضافتها خلال الشهر الفضيل، وتحديد حجم كل وليمة صغيرة أم متوسطة أم كبيرة. ويكون ذلك في بداية الشهر وبما يتناسب مع ميزانيتك، واحرص على تقسيم الولائم على مدار الشهر حتى لا تشكل عبء مالي خلال مدة قصيرة، وتذكر أنك تستضيف ولائم بما يتناسب مع إمكانياتك دون الوقوع في فخ المجاراة.

  •  تحديد عدد الحضور

في كل وليمة يجب أن يكون لديك تصور عن عدد الحضور، وهنا يمكن احتساب أعداد الأطفال بشكل منفصل نظرًا لاختلاف الكمية التي يمكن للطفل تناولها.

  •  حدد ميزانية لكل وليمة

الإنفاق غير المحسوب على إعداد الوليمة والضيافة يؤدي إلى تجاوز حدود ميزانيتك الشهرية، لذلك من المهم تحديد مبلغ خاص من المال لكل وليمة يتناسب مع حجمها ويغطي ما تحتاجه من مأكولات ومشروبات، مع الالتزام بهذا المبلغ وعدم العشوائية في الشراء كميات كبيرة.

  •  إعداد قائمة طعام متوازنة

عند إعداد الطعام للولائم في رمضان غالبًا ما نقع تحت ضغط شعور الصائم بالجوع وأنه سيأكل الكثير من الطعام، والخوف من مظهرنا أمام الضيوف في حال لم يكف الطعام. لذلك حاول أن تختار أطباق رئيسية وأطباق جانبية تتناسب مع عدد الضيوف، دون مبالغة في تنوع الأطباق أو كمياتها، حدد الكميات بناء على عدد الأشخاص مع زيادة الكمية لشخصين أو ثلاث للاحتياط، وقم بالتركيز على الأطباق الممكن استخدامها في أطباق أخرى بدلًا من إهدارها بعد الوليمة.

  • تجنب إهدار الطعام

خطط للفائض من الولائم كما تخطط للوليمة نفسها، فإلقاء الطعام الزائد في القمامة يخالف روح الشهر الفضيل الداعية للشعور بالغير والتكافل، يمكنك اتباع الخطوات التالية لإدارة الفائض من الطعام:

  1. قدم الطعام بطريقة تحافظ على الطعام نظيفًا، وخصص أطباق متوسطة لسكب الطعام مع اتاحة إعادة التعبئة.
  2. اختر أطباق يمكن استخدامها في أطباق أخرى، أو تحويلها لأطباق جديدة.
  3. خطط مسبقًا للتصرف في الفائض، حدد أسر فقيرة، أو جمعية خيرية بحيث يتم توزيع الطعام طازجًا.

أبرز الأخطاء الشائعة في التخطيط لولائم رمضان

  1. التركيز على التفاخر الاجتماعي بدلًا تعزيز الصلات الأسرية، مما يحول العزائم لمهرجان من استعراضي ينطوي على الكثير من التبذير.
  2. تنظيم الولائم دون تخطيط، والاستجابة للدعوات دون تخطيط، مما يجعلك تحت ضغط مالي غير محسوب.
  3. إهدار الطعام والتخلص من كميات كبيرة منه في القمامة، وهذا فيه كفران للنعمة وتناقض مع روح الشهر الداعية للتكافل.

اقرأ أيضًا: شهر الصوم | 6 نصائح لتحقيق التوازن المالي

ثالثًا: التخطيط للصدقات في رمضان

يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للعطاء حيث تتضاعف الأجور وتزداد الرغبة في الإقبال على فعل الخيرات، ولكن لابد من أخذ الصدقات بعين الاعتبار عند التخطيط لرمضان لتحقيق أكبر منفعة ممكنه منها سواء للمحتاج أو لنفس المتبرع. وهذا يجعلنا نحظى بأجر الإحسان في العبادة بالإضافة لأجر الصدقة. لا يعني التخطيط للصدقات الحد من العطاء بل يهدف إلى تنظيمه وتوزيعه بما يحقق أكبر فائدة ممكنة.

أهمية التخطيط للصدقات في رمضان

قد تتساءل لماذا احتاج للتخطيط للصدقات في رمضان؟ لماذا لا اترك قرار الصدقة يتخذ بشكل عفوي بحسب ما تسمح به الظروف؟ هل التخطيط للصدقة يعني أنها ستكون قليلة؟ التخطيط للصدقات ينقل الصدقة لمستوى أعلى من حيث الجودة والاستمرارية، إليك بعض الأسباب التي تدفعنا لمراعاة الصدقات عند التخطيط لرمضان:

  1. ضمان الاستمرارية: بدلًا من التصدق لمرة واحدة في الشهر، التخطيط للصدقات يضمن أن تكون هذه العبادة موزعة على مدار الشهر الكريم، مما يضمن الدعم المستمر للمحتاجين، ويحقق تنويع العبادة بالنسبة للمتبرع.
  2. الاختيار الأنسب: التخطيط للصدقة يعطيك مساحة للتفكير في تخصيص الأموال للمشاريع أو الأشخاص الأكثر احتياجًا، بدلًا من العشوائية التي قد تعطي المال لمن لا يستحق أو لمن تلقى مساعدات من أكثر من جهة.
  3. تجنب الضغط المالي: التبرع المدروس يحقق التوازن عند تخصيص الأموال بشكل عادل ومنظم.
  4. تعزيز العادات المالية الإيجابية: الصدقات المدروسة تعزز العادات المالية الجدية، وتحقق التوازن بين الالتزامات المالية والعمل الخيري، مما يدفعك للاستمرار عليها بعد رمضان.

اقرأ أيضًا: 10 نصائح تضمن لك تسوقاً ناجحاً.

كيف اخطط للصدقات في رمضان

  1. إخلاص النية لله: قبل البدء في التخطيط لرمضان ككل وللصدقات بشكل خاص لابد من استشعار النية الصادقة لله، لأن النية هي أساس قبول العمل في الإسلام، استشعر أهمية الصدقة في الإسلام وأنها تطهر المال وتباركه، وتجلب الخير لصاحبها.
  2. تحديد أنواع الصدقات اليت ترغب في تقديمها: فكر في أنواع الصدقات التي ترغب في تقديمها خلال شهر رمضان فالصدقات لا تنحصر بتقديم المال، هناك صدقات عينية مثل تقديم المواد الغذائية، أو الملابس، والأدوية، وصدقات معنوية وهي التبرع بالوقت والجهد والمهارات، والصدقات الجارية مثل المساهمة في بناء بئر أو مسجد. يساعد ذلك في التركيز على مختلف أنواع الصدقات دون تشتت.
  3. تحديد ميزانية الصدقات المالية: خصص جزءًا محددًا من دخلك في رمضان للصدقات، يمكن تحديده على أساس النسب المئوية مثل 15% أو 10%، كما يمكن تحديد مبلغ ثابت. تخصيص الميزانية بشكل مدروس يغنيك عن الإنفاق العشوائي، مما يضمن قيامك بالصدقة بالشكل الذي تريده دون توهم أن قمت بالصدقة كما يجب في حين أنك تصدقت بأقل مما تريد في الواقع.

آليات تنفيذ الصدقة في رمضان

لضمان وصول الصدقة لمستحقيها يمكنك إتباع الخطوات التالية:

  1. إعداد قائمة بأسماء جهات خيرية موثوقة، أو أشخاص تعتقد أنهم مستحقين لها، لا تنس الأقارب والجيران هم أولى بالصدقة إذا كانوا محتاجين.
  2. التحقق من الجهات المستفيدة سواء كانت أشخاص أو مؤسسات خيرية، في حال اخترت التبرع لجهة خيرية تأكد أنها تتمتع بسمعة جيدة، ومسجلة ومرخصة بما ينص عليه القانون، وفي حال التبرع لأشخاص يمكنك التأكد من خلال سؤال المحيطين بهم.
  3. توزيع الصدقات على مدار الشهر: فبدلًا من تقديم الصدقة مرة واحدة يمكن تقسيمها على بشكل أسبوعي على مدار الشهر.
  4. التنويع في الصدقات: عند التخطيط لرمضان نوع في أشكال الصدقات المقدمة بحسب حال المحتاج، قدم الصدقات المالية للأسر التي تعاني من فواتير أو لديها التزامات تفوق دخلها، قدم فطور أو مكونات وجبة فطور لأسرة كبيرة، وساهم في الطرود الغذائية. وبذلك تنوع أبوب الخير التي تطرقها ما بين تفريج كرب مسلم، وتفطير صائم، وإعالة محتاج.

اقرأ أيضًا: ما يجب معرفته عن الزكاة في الإسلام.

نصائح لتعزيز ثقافة الصدقة

  • وأنت تقوم بعبادة الصدقة في رمضان لا تنس إشراك أطفالك بها من خلال مساهمتهم بجزء من مصروفهم الشخصي لدعم المحتاجين
  • كن صاحب مبادرة في محيطك وابدأ حملة تبرعات لتجهيز طرود غذائية للأسر المحتاجة، هناك الكثير من الأشخاص الذين يحتاجون للتذكير فقط لفعل الخير.
  • انشر ثقافة الصدقة في محيطك من تحدث عن فضل الصدقة وأهميتها، وأرو لهم القصص عنها وعن مضاعفة أجرها في رمضان، وأثرها في المجتمع.
  • اجعل بينك وبين الله تعالى صدقة سر، تكن عبادة خفية لا تحدث بها أحد، وتذكر أن من السبعة الذي يظلهم الله تعالى في ظله يوم القيامة ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.

واجعل قول الله تعالى: “هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ” محمد| 38 ، شعارًا ومنهاجًا لك في رمضان وغيره من الشهور، وتذكر أن رسولنا وقدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أجودَ الناسِ بالخير، وكان أجود ما يكون في شهرِ رمضان.

اقرأ أيضًا: هلع التسوق في الأزمات – كيف يدفعنا الخوف إلى تخزين السلع؟

شهر رمضان تجربة روحانية فريدة، وفرصة للتقرب إلى الله تعالى، كما أنه فرصة لنكتشف أنفسنا وقدراتنا الحقيقية، من خلال تقييم حياتنا المالية وتوجيهها نحو مسارات أكثر فعالية. التخطيط لرمضان بشكل مسبق يمنحنا الفرصة للتدبير الحكيم، وتجويد الصدقات، كما يمكننا اعتبار الشهر الفضيل نقطة انطلاق نحو مستقبل مالي أكثر استقرارًا.

من ناحية أخرى التخطيط المسبق لرمضان يمنحك الفرصة لعيش تجربة روحانية هادئة، خالية من القلق بشأن الضغوط المالية، لعلمك أن كل دولار في مكانه الصحيح.

في الختام تقبل الله طاعاتكم وأعانكم على فعل الخيرات.

الأسئلة الأكثر شيوعًا

ماهو الفرق بين الكرم والإسراف والتبذير؟

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ مَنْ كانَ يُؤمنُ بِاللَّه واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ“، وفي ذات الوقت هناك نهي واضح في الشرع عن الإسراف والتبذير، فكيف نجمع ما بينما.
الكرم هو العطاء بسهولة وطيب نفس، في الأمور النافعة، مع مراعاة التوازن وعدم الإفراط. وهو سمة محمودة في الإسلام.
بداية لابد من توضيح الفرض بين الإسراف والتبذير، فالإسراف هو تجاوز الحد في الإنفاق على المباحات، بالتالي فأصل الإنفاق يكون على شيء مباح شرعًا، لكن الإشكالية تكون في مقدار الإنفاق وأنه متجاوز للحد الطبيعي. في حين التبذير هو إنفاق أي مبلغ مهما كان صغيرًا على أمر محرم شرعًا.
قد نكون أكثر تنبهًا لعدم الوقوع في التبذير لوضوح حرمة ما يتم الإنفاق عليه، أو على الأقل من يقوم بذلك يعلم أنه واقع في معصية التبذير، في حين الإسراف كثيرًا ما يختبئ في لباس الكرم فنقع به دون إدراك منا.

ماهي أهم الأمور الواجب مراعاتها في التخطيط لرمضان؟

هناك ثلاث أقسام رئيسية في التخطيط لرمضان وهي:
– التخطيط لنفقات معيشة الأسرة، وتشمل نفقات المأكل والمشرب، والفواتير، والتنقل وغيرها من المصاريف المتعلقة بالحياة اليومية.
– التخطيط للولائم، أهم ما يجب معرفته عدد الولائم التي سيتم استضافتها، وعدد المدعويين، وحجم الوليمة.
– التخطيط للصدقات: وهنا يتم التخطيط لأنواع الصدقات المادية والمعنوية، وتقسم على طوال الشهر، مع التخطيط للصدقات المالية على نحو خاص.

كيف اخطط للولائم في رمضان؟

– حدد عدد الولائم التي سيتم استضافتها.
– حدد عدد تقريبي للحضور في كل وليمة.
– حدد حجم الوليمة، هل هي وليمة رسمية أم أنها تجمع عائلي أسبوعي قائم على المشاركة.
– جهز قائمة الطعام: حدد الأطباق الرئيسية، والمقبلات، والحلويات.
– تأكد من عدد المدعويين قبل الوليمة بيوم.

ماهي أنواع الصدقات في رمضان؟

الصدقات المالية: تشمل تقديم المال للمحتاجين، والأيتام، والعائلات المستورة.
الصدقات العينية: وتشمل التبرع بمواد ملموسة سواء كانت مواد غذائية، أو ملابس، أو أثاث، أو أي شيء ممكن أن يحتاجه الناس.
الصدقات المعنوية: تشكل التبرع بالوقت والجهد والمهارات لمساعدة الآخرين، مثل التطوع في الأعمال الخيرية أو تقديم الرأي والمشورة، التعليم بشكل مجاني.