عالم الأعمال مليء بالشركات العملاقة، لكن هل تساءلت يومًا كيف يمكن لهذه الكيانات إدارة الاستثمارات المتنوعة في آن واحد؟ كيف تتحكم شركة واحدة بقطاعات متنوعة مثل العقارات والصناعة، والخدمات المالية ضمن مظلة واحدة؟

في هذا السياق يظهر لنا مفهوم الشركات القابضة، والتي تمثل العقل المدبر في عالم الأعمال من خلال امتلاك حصص مؤثرة في الشركات، دون أن تتورط في عملياتها اليومية.

يمنحنا فهم ماهية الشركات القابضة وآلية عملها نظرة أعمق لعالم الأعمال واستراتيجيات الاستثمار طويل الأجل، كما يكشف لنا كيف تُبنى الشركات العملاقة.

هذا المقال يتطرق إلى تعريف الشركة القابضة، وخصائصها، ومميزات الشركة القابضة، وكيف تكون أداة للسيطرة على الأسواق العالمية؟

اقرأ أيضًا: الشركات التجارية | 3 أنواع رئيسية.

ما هي الشركة القابضة؟

ما هي الشركة القابضة؟

يمكن تعريف الشركة القابضة بأنها كيان تجاري يمتلك شركات أخرى، حيث يمتلك الحصة الأكبر من أسهم الشركات المتداولة؛ مما يمنحه الحق في السيطرة والتأثير في إدارة الشركة. لكن على الرغم من أن الشركة القابضة تمتلك أصولًا في شركات أخرى، إلا أنها غالبًا ما تقوم بدور رقابي عليها، ولا تشارك في إدارة العمليات اليومية للأعمال التجارية في الشركات التابعة لها.

عادة ما تكون الشركات القابضة شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة أو شركة ذات الشخص الواحد، ينتشر هذا النوع من الشركات في العديد من الصناعات، إلا أنه أكثر انتشارًا في القطاع المالي والقطاع الصحي.

مما سبق يتضح أن الشركة القابضة لا يعد الهدف الأساسي لها تقديم منتج أو خدمة بمقدار سعيها لإدارة واستثمار أموالها في شراء حصص مؤثرة في شركات أخرى، وتسمى هذه الشركات بالشركات التابعة.

ويمكن تعريف الشركة التابعة بأنها شركة تسيطر عليها شركة أخرى، بحيث تمتلك الشركة المسيطرة أكثر من 50% من الأسهم في الشركة التابعة، مما يمنحها السيطرة على عملياتها.

ومن المسميات الأخرى للشركات القابضة الشركة المِظلة.

ما الفرق بين الشركة القابضة والشركة التابعة؟

العنصرالشركة القابضةالشركة التابعة
التعريفشركة تملك حصصًا مسيطرة في شركات أخرى، لكن لا تدير عملياتها التشغيلية اليومية.شركة تملكها جزئيًا أو كليًا شركة قابضة وتخضع لسيطرتها.
الدور الرئيسيالتحكم والإشراف على مجموعة من الشركات التابعة لها، ورسم الاستراتيجيات العامة.تنفيذ العمليات اليومية وتحقيق الأرباح التشغيلية.
الإدارةلا تتدخل عادة في إدارة العمليات اليومية للشركات التابعة.تدير أعمالها التشغيلية بشكل مباشر تحت إشراف الشركة القابضة.
الأرباحتحصل على الأرباح من خلال توزيعات الأرباح أو المكاسب استثمارية من الشركات التابعة.تحقق أرباحًا تشغيلية مباشرة من نشاطها التجاري.
الملكيةتمتلك جزئيًا أو كليًا أسهمًا في الشركات التابعة.تكون مملوكة لشركة قابضة بنسبة تزيد غالبًا عن 50%.
الهدف الأساسيالسيطرة على استثمارات متعددة وتنويع مصادر الدخل.التركيز على نشاط تجاري أو قطاع محدد وتحقيق الأرباح التشغيلية.

متى يتم تأسيس شركة قابضة؟

يتم تأسيس شركة قابضة عندما يرغب مجموعة من المستثمرين أو الشركات في تنظيم استثماراتهم المتعددة تحت مظلة كيان واحد، عوضًا عن إدارة كل مشروع على نحو مستقل.

زعادة ما يتم اللجوء إلى تأسيس شركة قابضة في الحالات التالية:

  1. التوسع في قطاعات متعددة (مثل العقار، والصناعة، والخدمات) ذات إدارة مركزية.
  2. تقليل المخاطر من خلال توزيع الأصول في شركات متعددة تابعة.
  3. السيطرة على الشركات دون الحاجة إلى التدخل في العمليات التشغيلية الدقيقة.
  4. تحقيق الكفاءة القانونية والضريبية من خلال تنظيم الأصول والشركات على نحو يقلل الضرائب المستحقة، ويحمي الأصول من المخاطر القانونية. مما يتيح تعظيم الأرباح وتقليل الخسائر بشكل قانوني.

اقرأ أيضًا: التمويل الجماعي طريق رواد الأعمال.

كيف تعمل الشركات القابضة؟

كيف تعمل الشركات القابضة؟

تمتلك الشركات القابضة الشركات التابعة، يمكن أن تمتلك 100% من أسهمها، ويمكن أن تمتلك من الأسهم ما يمنحها السيطرة عليها وهو عادة ما يكون 51% من أسهمها.

تمارس الشركات التابعة أنشطتها الرئيسية، سواء كانت التصنيع أو القيام بأعمال تجارية، كما يحق لها امتلاك عقارات وممتلكات فكرية أو مركبات أو أي شيء يمكن أن تستخدمه.

وتكون كل شركة من الشركات التابعة لها إدارتها الخاصة التي تدير عملياتها اليومية دون تدخل من إدارة الشركة القابضة، إلا أن الشركة القابضة تشرف على كيفية إدارة الشركات التابعة، وانتخاب مديري الشركات وإزالتهم، واتخاذ القرارات الرئيسية للشركة مثل قرار الدمج مع شركات أخرى أو حل الشركة.

تتحمل إدارة الشركة القابضة مسؤولية تحديد مكان استثمار الأموال، كما يمكنها الحصول على الأموال لتمويل استثماراتها من خلال بيع حصص من حقوق الملكية في الشركة القابضة نفسها أو الشركات التابعة لها، أو تموّل استثماراتها من خلال إيرادات الأرباح التي تتلقاها من الشركات التابعة لها، أو من خلال الاقتراض.

بالتالي تتلخص مهام  الشركة القابضة في الإشراف على إدارة الشركات التابعة وسياساتها العامة، بالإضافة إلى متابعة مصروفاتها وإيراداتها، وتوفر الأموال اللازمة التي قد تحتاج إليها أي شركة من الشركات التابعة، وبالتأكيد استثمار رؤوس الأموال المتوفرة لدى الشركة القابضة لتحقيق أكبر عائد ممكن.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن صناديق الاستثمار ؟

شروط الشركة القابضة

شروط الشركة القابضة

حتى يتم تأسيس شركة قابضة، وتعمل بشكل متوافق مع القانون لابد من توفر عدة شروط (قد يكون هناك بعض الاختلاف من دولة إلى اخرى).

  • تحديد الغرض من الشركة بوضوح

يجب أن ينص النظام الأساسي في الشركة القابضة على أن الغرض الرئيس من تأسيس الشركة هو امتلاك الأسهم أو الحصص في شركات أخرى. وأن يكون نشاطها إداريًا استثماريًا فقط، دون أن تمارس أنشطة تشغيلية بشكل مباشر.

  • امتلاك نسبة مؤثرة أو كاملة من شركات أخرى

يجب أن تمتلك الشركة القابضة حصة لا تقل عن 51% من أسهم أو حصص التصويت في الشركات التابعة بحيث تضمن السيطرة عليها.

  • تشكيل مجلس إدارة مؤهل ومحترف

لابد أن يكون مجلس الإدارة في الشركة القابضة قادرًا على الإشراف والمتابعة لأداء الشركات التابعة له بشكل كفوء.

  • الالتزام بالمتطلبات القانونية والتنظيمية

لابد أن تكون الشركة القابضة مسجلة حسب القانون، وتمتثل لأي لوائح خاصة بالاحتكار أو المنافسة غير العادلة، وإعداد ميزانية مجمعة وبيان الأرباح والخسائر والتدفقات النقدية، لها وللشركات التابعة مع كل نهاية سنة مالية وفقًا لمعايير وأصول المحاسبة والتدقيق الدولية.

أنواع الشركات القابضة

أنواع الشركات القابضة

تنقسم الشركات القابضة إلى عدة فئات وهي الشركة القابضة النقية والشركة القابضة المختلطة والشركة القابضة الفورية.

  • الشركة القابضة النقية: يكون الهدف الوحيد من هذه الشركة هو امتلاك أكبر قدر من أسهم الشركات الأخرى والإشراف عليها، دون أن يكون لها أي نوع آخر من الأعمال.
  • الشركة القابضة العاملة أو المختلطة: وهي شركة قابضة تقوم بعمليات تجارية خاصة بها، بالإضافة لامتلاكها الحصة الأكبر من الأسهم في شركات أخرى والإشراف عليها إداريًا، ولا يشترط أن يكون نشاط الشركة القابضة نفس نشاط الشركات التابعة لها.
  • الشركة القابضة الفورية: وهي شركة تمتلك الحصة الأكبر من أسهم شركات أخرى، إلا أنها مملوكة لشركة قابضة أخرى، أي أنها شركة قابضة تابعة لشركة قابضة أخرى.

اقرأ أيضًا: 7 معلومات عليك معرفتها عن شهادات الاستثمار.

مميزات وعيوب الشركات القابضة

مميزات وعيوب الشركات القابضة

الشركات القابضة من النماذج الاستثمارية البارزة التي تعتمدها العديد من المؤسسات لتحقيق التوسع وتنويع الاستثمارات. لفهم هذا النموذج بشكل أكثر عمقًا، لابد من استكشاف مزاياه وعيوبه؛ مما يساعد المستثمرين وصناع القرار في اتخاذ خطوات استراتيجية مدروسة.

مميزات الشركة القابضة

يلجأ المستثمرون للاستثمار في الشركات القابضة لما تتمتع به من ميزات اقتصادية وقانونية:

  • المسؤولية المحدودة.

الهيكل القانوني في الشركات القابضة يعمل كدرع يحمي أصول الشركة، حيث تمارس الشركة القابضة السيطرة على عدة شركات، وكل شركة تعتبر كيانًا مستقلًا، بحيث تكون شركة قابضة ذات مسؤولية محدودة، بالتالي إذا تعرضت إحدى الشركات التابعة للإفلاس، فإنه لا يحق للمدَعين المطالبة بأصول الشركات التابعة الأخرى، ولا تتحمل الشركة القابضة أي مسؤولية.

وهذا الأمر ينطبق على الديون فديون كل شركة تابعة تنتمي إلى نفس الشركة، ولا يمكن لدائني الشركة التابعة مطالبة الشركة القابضة أو الشركات التابعة الأخرى. إلا أنه في حال إفلاس شركة تابعة، فإن الشركة القابضة تخسر رأس المال المستثمر في الشركة المفلسة ومما يؤدي انخفاض في صافي القيمة.

  • السيطرة على الإدارة.

تمتلك الشركات القابضة حصة مسيطرة في الشركات التابعة، دون الحاجة إلى شراء 100% من أسهم الشركة التابعة، فعندما تشتري الشركة القابضة 51% أو أكثر من أسهم الشركة التابعة، تكتسب حق السيطرة على الإدارة تلقائيًا، وهذا يعني أن الشركات القابضة تكتسب السيطرة على كيانات أخرى مقابل استثمار صغير نسبيًا.

من ناحية أخرى تخول حصة الأسهم المملوكة الشركة القابضة من تغيير الإدارة، دون الحاجة إلى التدخل في الإدارة اليومية للشركة، كل ما تحتاجه اختيار إدارة ذات كفاءة ثم مراقبة أدائها دون تدخل إلا في القرارات الاستراتيجية.

  • انخفاض تكلفة تمويل الديون.

تتمتع الشركات القابضة عادة بقوة مالية تمكنها من الحصول على القروض بسعر فائدة أقل وسرعة أكبر مقارنة بالشركات التابعة، خاصة إذا كانت الشركة المحتاجة للتمويل شركة ناشئة أو مشروع عالي المخاطر، بالتالي يمكن للشركة القابضة الحصول على التمويل بسرعة ثم تحويله للشركات التابعة لممارسة أعمالها.

  • توزيع المخاطر.

تقوم الشركات القابضة بالاستثمار في قطاعات مختلفة وشركات ناشئة دون الخوف من الخسارة، لأن كل شركة تابعة تعتبر كيانًا مستقلًا، ففي حال فشل أي مشروع لا يعتبر خطر عليها؛ لأن هناك مشاريع أخرى تعوض هذه الخسارة، لذلك نرى الشركات الكبيرة تقبل على عمليات الاستحواذ دون خوف؛ لأن لديها مشاريع أخرى تحقق أرباح.

  • المزايا الضريبية.

يمكن للشركات القابضة الاستفادة من المزايا الضريبية من خلال تقديم إقرارات ضريبية موحدة، بحيث تُجْمَع السجلات المالية الخاصة بالشركات التابعة مع السجلات المالية للشركة القابضة، بالتالي إذا حققت إحدى الشركات التابعة خسارة، فإنها تعوض من أرباح شركات أخرى، بالتالي يُدْفَع ضرائب أقل.

من ناحية أخرى غالبًا ما تكون الشركات التابعة في بلدان مختلفة، مما يعني وجود أنظمة ضريبية مختلفة، وهذا يُمَكن الشركة القابضة من تقديم إقرارها الضريبي في البلدان التي تقدم تسهيلات ضريبية أكثر.

اقرأ أيضًا: كيف ظهرت أزمة سلاسل الإمداد ؟

عيوب الشركات القابضة

على الرغم من المزايا العديدة التي تتمتع بها الشركات القابضة، إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب والتحديات. لهذا، من المهم أن نتوقف عند تساؤل: ما هي عيوب الشركات القابضة؟ لفهم الصورة كاملة قبل تبني هذا النموذج الاستثماري.

  • التكاليف التشغيلية.

يتطلب تأسيس الشركة القابضة، وكل شركة فرعية دفع رسوم تأسيس، بالإضافة إلى رسوم الإدارة للشركة القابضة إذا كانت لا تمارس أي نشاط تجاري لتحقيق إيرادات، بالتالي سيكون هناك رسوم إدارة إضافية مثل إدارة الموارد البشرية والموارد القانونية.

  • الهيكل المعقد.

نمط الشركة القابضة والشركات التابعة لها يتصف بالتعقيد، بسبب وجود العديد من الشركات الواجب متابعتها، كما يجب على الاحتفاظ بالسجلات التي تحتوي على الأصول والخصوم بشكل مناسب كي تثبت للقانون وأصحاب المصلحة أن الشركات مستقلة، لأن عدم القيام بذلك بصورة مناسبة قد يؤدي إلى وصول الدائنين إلى أصول تتعدى الشركة التابعة للشركة القابضة.

  • تضارب المصالح.

في الحالات التي لا تمتلك الشركة القابضة ملكية الشركة التابعة 100%، قد تظهر حالات من تضارب المصالح ما بين الشركة القابضة والأقلية المالكة لباقي الأسهم.

من ناحية أخرى لا يجب على إدارة الشركة القابضة أن تكون خبيرة بأعمال الشركات العاملة، بالتالي قد تتخذ الشركة القابضة قرارات رئيسية في الشركة التابعة تتعارض مع مصلحة الأقلية.

كما قد تقوم بعض الشركات القابضة بإجبار الشركات التابعة على التجارة فيما بينها بأسعار مخفضة أو أعلى من السوق. أو إجبارهم على تعيين أعضاء مجلس إدارة مختارين أو اتباع سياسات محددة.

  • المخاطر المالية

تتأثر الشركات القابضة بالتقلبات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع أسعار الفائدة التي تؤثر سلبًا في قدرتها على تمويل عملياتها الجديدة. كما تتأثر بتقلبات أسعار الصرف نتيجة وجود شركات تابعة لها في دول متعددة.

  • صعوبة التقييم المالي

قد يصعب على المستثمرين والمحللين الوصول لتقييم حقيقي لأداء الشركات القابضة، وذلك نتيجة لتنوع أنشطتها وتعدد الشركات التابعة لها، مما قد يؤدي إلى ما يعرف “بالخصم التكتلي” حيث تُقييم الشركة بأقل من قيمتها الحقيقية المتمثلة بمجموع قيم الشركات التابعة لها.

فيما يلي جدول يوضح مزايا وعيوب الشركات القابضة:

العيوبالمزايا
التكاليف التشغيلية العاليةالمسؤولية المحدودة
الهيكل الإداري المعقدالسيطرة على الإدارة
تضارب المصالح مع المساهمينانخفاض تكلفة تمويل الديون
المخاطر المالية العالميةتوزيع المخاطر
صعوبة التقييم الماليالاستفادة من المزايا الضريبية

اقرأ أيضًا: كيف تعمل شركات التأمين ؟

أمثلة على الشركات القابضة

أمثلة على الشركات القابضة

المثال الأول: Alphabet Inc

جميعنا يستخدم محرك البحث جوجل وقد تأسست شركة جوجل، في 1998 من قبل Larry Page و Sergey Brin، إلا أنها خضعت لإعادة الهيكلة في 2015 لتظهر لنا شركة Alphabet Inc، لتصبح الشركة الأم التي تمتلك جوجل والعديد من الشركات الأخرى.

كان الهدف من ذلك تضييق نطاق عمل جوجل للتركيز على أعمالها الأساسية، وإنشاء إدارة أفضل للشركات التابعة لها من خلال تشغيل الشركات بشكل منفصل.

تشتمل شركة Alphabet Inc على عدة شركات مثل Calico و CapitalG و Chronicle و DeepMind Technologies و GV (Google Ventures سابقًا) و Google Fiber و Jigsaw و Makani و Sidewalk Labs و Verily و Waymo.

المثال الثاني: شركة سوني (Sony Corporation)

شركة سوني اليابانية تعتبر تكتل متعدد الجنسيات، ولها انتشار واسع في مجال الإلكترونيات والموسيقى والبلاي ستيشن، تم تأسيس سوني من قبل Akio Morita و Masaru Ibuka في عام 1946.

تدير شركة سوني العديد من الشركات التابعة مثل هي Sony Electronics Inc، و Sony Global Manufacturing & Operations Corporation، و Sony Interactive Entertainment Inc، و Sony Mobile Communications و Sony Music Entertainment (مجموعة CBS سابقًا).

المثال الثالث: JPMorgan Chase & Co

جي بي مورجان تشيس وشركاه إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الاستثمار وصناعات الخدمات المالية. تأسست في عام 2000 من خلال اندماج بنك جي بي مورجان وتشيس مانهاتن. مقرها في نيويورك، الولايات المتحدة.

تمتلك الشركة أكثر من 40 شركة تابعة حول العالم لإدارة الأصول والثروات، وتقديم الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار، والمصرفية التجارية، والخدمات المصرفية الاستهلاكية والمجتمعية.

من الشركات التابعة لها JPMorgan Chase Bank و JPMorgan Asset Management Holdings Inc، و JPMorgan Securities LLC و Chase Bank USA.

المثال الرابع: شركة المملكة القابضة

من أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية، تأسست عام 1970 برأس مال 100 ألف ريال سعودي، تحت مسمى مؤسسة المملكة للتجارة والمقاولات، وكانت مملوكة بالكامل للوليد بن طلال، وبعد 16 عامًا وفي عام 1995 أُعِيدَت هيكلتها وتحويلها إلى شركة قابضة.

تمتلك الشركة العديد من الاستثمارات في قطاعات استراتيجية في عدة بلدان، مثل الاتصالات، والإعلام والقنوات التلفازية، والبنوك، والفنادق والعقارات، بالإضافة إلى التقنية والتكنولوجيا.

فهي تمتلك مجموعة روتانا (القنوات – شركة الإنتاج – الإصدارات الرقمية)، مجموعة مدارس المملكة، فنادق Four Seasons.

اقرأ أيضًا: السياسة المالية | كيف تسعى الدول لتحقيق الاستقرار الاقتصادي ؟.

المثال الخامس: شركة إعمار العقارية

شركة تطوير عقاري تأسست في عام 1997 مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة. وتدير الشركة عملياتها في العديد من الأسواق العالمية، وتقدم باقة متكاملة من الخدمات التطويرية والإدارية. تعمل في ستة قطاعات وتدير أعمالها من خلال 60 شركة.

تعمل شركة إعمار في عدة قطاعات مثل العقارات والتأجير والضيافة، قطاع العقارات في الإمارات المسؤول عن تطوير وبيع الوحدات السكنية والفلل والوحدات التجارية وقطع الأراضي، بالإضافة إلى قطاع التأجير المسؤول عن تطوير وتأجير وإدارة مراكز التسوق والتجزئة والمساحات التجارية والسكنية، أما قطاع الضيافة الذي يطور الفنادق والشقق الفندقية ويمتلكها ويستحدث الأنشطة الترفيهية ويديرها.

قامت شركة إعمار بمشاريع عملاقة مثل برج خليفة ودبي مول، وفي مصر عام 2002 أنهت شركة إعمار-مصر  إعادة تطوير مكتبة الإسكندرية، وفي 2015 وقعت عقد بناء العاصمة الإدارية الجديدة.

في السعودية طورت شركة إعمار مدينة الملك عبد الله الاقتصادية كما عملت على تطوير الميناء التابع لها، في حين قامت إعمار تركيا بعدة مشاريع مثل توسكان فالي الذي يشتمل على مجموعة من الفلل الفاخرة والمساحات التجارية، ومشروع إعمار سكوير الذي يتضمن أكبر مركز تجاري في تركيا.

اقرأ أيضًا: الاقتصاد الدائري | من المهد إلى المهد.

على الرغم؛ مما تتمتع به الشركات القابضة من أهمية في العديد من القطاعات، إلا أنها دائما ما يحيط بها المخاوف من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، فهي تعمل على تعميق الفجوة بين طبقات المجتمع؛لأنها تزيد قوة أصحاب رؤوس الأموال الضخمة. من ناحية أخرى تستغل الشركات القابضة نفوذها في التأثير على القرارات السياسة، عدا عمّا تمارسه من احتكار في بعض القطاعات.

لذلك كثيرًا ما نرى دعوات للحد من سيطرة الشركات القابضة، مع محاولة الحفاظ على ما تحققه من آثار إيجابية في الجانب الاقتصادي.

كانت هذه رحلة سريعة حول الشركات القابضة، يمكنك عزيزي القارئ طرح الأسئلة حول الموضوع، بالإضافة لاقتراح مواضيع جديدة.

الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الشركات القابضة:

ما هي وظيفة الشركة القابضة؟

تتمحور وظيفة الشركة القابضة حول امتلاك حصص مؤثرة أو كاملة في شركات أخرى بحيث تصبح تابعة لها، الهدف من ذلك التحكم بهذه الشركات والإشراف عليها دون الحاجة إلى إدارة العمليات التشغيلية اليومية. بالتالي الشركة القابضة تدير الصورة الكبيرة، وتبني شبكة استثمارية متماسكة.
وتركز الشركة القابضة على المهام التالية:
1- وضع السياسات العامة والاستراتيجيات لمجموعة الشركات التابعة.
2- تنظيم الاستثمارات وتوزيع الموارد.
3- تقليل المخاطر من خلال توزيع الأصول على الشركات التابعة.
4- إدارة الشركات والاستثمارات بطريقة فعّالة.

ما هي أهم أنشطة الشركات القابضة؟

1- امتلاك أسهم أو حصص في شركات أخرى.
2- إدارة الشركات التابعة والإشراف عليها.
3- استثمار الفوائض المالية في الأسواق المالية.
4- تقديم التمويل والدعم المالي.
5- حماية الملكية الفكرية.
6- التوسع عبر الاستحواذ.

ما هو الفرق بين الشركة المحدودة والقابضة؟

الشركة المحدودة: كيان مستقل يهدف لمزاولة نشاط تجاري أو صناعي أو خدمي، يسعى لتحقيق الأرباح من العمليات التشغيلية المباشرة، تتحمل الشركة مسؤولية قانونية في حدود رأس مالها أو حسب نسبة المساهمة فيها.
الشركة القابضة: كيان يؤسس بغرض امتلاك حصص أو أسهم في شركات أخرى، دون ممارسة نشاط تجاري مباشر بنفسها، وظيفتها الأساسية الإشراف على الشبكات التابعة، وتنظيم استثماراتها، دون التدخل في الأنشطة التشغيلية اليومية.

ما هو الفرق بين الشركة القابضة والشركة الأم؟

الشركة القابضة: الغرض الأساس منها امتلاك حصص أو أسهم في شركات أخرى تابعة، لكن دون ممارسة أنشطة تجارية أو صناعية على نحو مباشر.
الشركة الأم: شركة تمتلك حصة مؤثرة أو كاملة في شركة أخرى تابعة، لكن تمارس نشاطًا تجاريًا خاصًا بالإضافة إلى ملكيتها للشركات.
بالتالي فالشركة الأم قد تكون منتجة أو مقدمة للخدمات بالإضافة امتلاك وإدارة شركات تابعة.

Hurry Up!