تقول الحكمة أن الادخار وحده لا يكفي، فلا بد من التفكير في سبيل استثمار الأموال وتنميتها، تعد صناديق الاستثمار أحد أهم طرق الاستثمار المناسبة لصغار المستثمرين ممن دخلوا سوق الاستثمار لأول مرة، ستوفر عليك ادارة الصنايق الاستثمارية عناء إدارة الاستثمار فهي توفر الخبرات اللازمة لتحقيق أكبر فائدة ممكنة من استثمارات الصندوق. سنتعرف في هذا المقال علي اجابة سؤال ما هي صناديق الاستثمار؟ بكل التفاصيل.
ماهي صناديق الاستثمار ؟
تعد صناديق الاستثمار إحدى مؤسسات الاستثمار الاجتماعي التي تتخذ شكل الشركة المساهمة أو الوحدة التنظيمية المستقلة بداخل الجهة المنشئة لها، وهي وعاء استثماري يقوم على جمع الأموال من الأشخاص الطبيعين أو الاعتبارين وإدارتها وفقاً لأهداف وخطط استثمارية محدد من قبل مدير الصندوق، يحقق الصندوق ميزات استثمارية لا يمكن للاستثمار الفردي تحقيقها نظراً لمحدودية الموارد المتاحة. يتم استثمار الأموال في محافظ استثمارية للأوراق المالية ويتولى إدارتها مديرون محترفون في سبيل زيادة العائد وتقليل المخاطر وتوفير السيولة وتحقيق باقي أهداف صناديق الاستثمار.
وبناء على ما سبق يتضح أنّ صناديق الاستثمار تشتمل على مايلي :
- هي شركات تتخذ شكل الشركات المساهمة وتتلقى أموال المدخرين.
- حصيلة صناديق الاستثمار يتم توظيفها في شراء وبيع الأوراق المالية في الأسواق المالية .
- تراعى في الاستثمارات التنويع من حيث أنواع الأوراق المالية او الشركات المصدرة لها .
- يقوم على إدارة الصندوق إدارة متخصصة ويحصل المدخرين على وثائق استثمار ، ويكونوا شركاء في الربح والخسارة.
أنواع صناديق الاستثمار
تتنوع الصناديق الاستثمارية وفقاً لعدد من الاعتبارات وبناءً عليها تتنوع أنشطيتها ، ونورد منها :
أنواع الصناديق الاستثمارية من حيث الهيكل التمويلي
الصناديق الاستثمارية ذات النهاية المغلقة
هي الصناديق الاستثمارية التي يكون حجم الموارد المالية المستثمرة فيها محدداً، وبالتالي تصدر عدد ثابتاً من الوثائق المالية توزع على المستثمرين حسب حصة كل منهم، يكون لهذه الصناديق آجال محددة تترواح ما بين 3-5 سنوات واكثر، وبالتالي فهي متوسطة وطويلة الاجل.
لا يجوز لمالكي الوثائق استرداد قيمتها من الصندوق الاستثماري المصدر لها، ولا تقوم إدارة الصندوق بشرائها منهم، وفي حال رغب حامل الوثيقة في التخلص منها، فله أن يبيعها في سوق الأوراق المالية “البورصة” المنظمة أو غير المنظمة. توزع عوائد الاستثمارات والارباح الرأسمالية التي تتحقق وفقاً للشروط المبينة في نشرة الإصدار .
الصناديق الاستثمارية ذات النهاية المفتوحة
هذه الصناديق الاستثمارية لا يتم تحديد حجم الموارد المالية المستثمرة فيها، ولا يحدد عدد الوثائق المصدرة عنها، حيث يجوز لإدارة الصندوق الاستثماري أن تصدر المزيد من الوثائق لتلبية حاجة المستثمرين، وبالتالي فهي تزيد وتنقص حسب استرداد المستثمرين لها.
الوثائق في الصناديق المفتوحة غير قابلة للتداول، فإدارة الصندوق على استعداد دائم لاسترداد ما أصدرته من الوثائق متى رغب المستثمر بذلك، ولذلك فهي حريصة على توفير سيولة تمكنها من دفع قيمة الوثائق المطلوب استردادها، وهذا ما يجعل صناديق ذات النهاية المفتوحة اكثر جاذبية للمستثمرين، فمرونة الدخول والخروج منها تساعدها على الانتشار.
يمكن للمستثمرين الحصول على أرباح الوثائق على دفعات شهرية، أو ربع سنوية، أو نصف سنوية، أو سنوية كما يحدد في نشرة الاصدار.
صناديق الاستثمار الضامنة
تجمع من خصائص النوعين السابقين ، حيث تشبه الصناديق ذات النهاية المغلقة في أنها تقوم بإصدار عدد محدد من الوثائق، وتشبه الصناديق المفتوحة في أن الوثائق تباع وتشترى من قبل الشركة المصدرة فقط، غالباً ما تقوم باستثمار أموالها في السندات.
أنواع صناديق الاستثمار من حيث مكوناتها
صناديق الأسهم
تشتمل هذه الصناديق الاستثمارية على الأسهم، وتختلف باختلاف سمات الأسهم، فصناديق الأسهم العادية تتسم بدرجة عالية من النمو، وهناك صناديق تصدرها منشآت صناعية في مجال معين، وقد تكون هناك صناديق للأسهم العادية وأخرى للممتازة، ومنها المحلية ومنها الدولية، وتتسم هذه الصناديق عموماً بأنها ذات خطورة عالية.
صناديق السندات
هي صناديق تختص بالسندات فقط ، منها الحكومية ومنها غير الحكومية ، وهناك صناديق تتكون من سندات عالية الجودة وقليلة المخاطر يقل فيها العائد .
الصناديق المتوازنة
صناديق تتكون من مزيج من الأسهم و أوراق مالية أخرى ذات دخل ثابت محدد ، مثل السندات الحكومية، أو سندات قابلة للتحويل إلى أسهم .
صناديق سوق النقد
هو صندوق استثمار يتعامل بالاوراق المالية قصيرة الأجل، والتي تتداول في سوق النقد مثل أذونات الخزينة، سندات الإيداع، والأوراق التجارية.
أنواع صناديق الاستثمار من حيث أهدافها
يتحدد هدف الصندوق الاستثماري بطريقة تجذب المستثمرين ويمكن التمييز بين اربعة أهداف رئيسية وهي: النمو، والدخل، والنمو، وإدارة الضريبة .
صناديق النمو
تهدف هذه الصناديق الاستثمارية الى نمو رأس المال في استثمارات طويلة الأجل، حيث تعمل على استثمار أموالها في اسهم منشآت وشركات تتسم بدرجة عالية من النمو، وخطورتها المرتفعة، تجذب هذه الصناديق الأشخاص الذين يرغبون في تحقيق عائد مرتفع ولا يعتمدون في نفقات معيشتهم في عائد استثماراتهم، ويخضع المستثمرين في هذه الصناديق الى شريحة ضريبية عالية.
صناديق الدخل
تهدف الصناديق الاستثمارية الى الحفاظ على رأس المال وتحقيق عائد ربحي معقول، تجذب هذه الصناديق المستثمرين الذين يعتمدون على استثماراتهم في تحقيق نفقاتهم المعيشية، وغالبا ما يخضعون الى شريحة ضريبية صغيرة، وتُستثمر هذه الصنايدق في سندات حكومية، وأسهم شركات ممتازة وشركات عرف انها توزع الجانب الأكبر من الأرباح المتولدة.
صناديق النمو والدخل
تجمع هذه الصناديق الاستثمارية بين الهدفين السابقين، حيث تسعى للمحافظة على الأصول وتحقيق نمو راس مال الصندوق في استثمارات طويلة الاجل، حيث تقبل بمعدلات مخاطرة معتدلة، تجذب هذه الصناديق المستثمرين الذين يعتمدون بشكل جزئي على عوائد استثماراتهم في توفير أعبائهم المعيشية.
صناديق إدارة الضريبة
هذه الصناديق تتميز بأنها لا تجري توزيعات أرباح على المستثمرين بل تقوم باستثمار ما يتولد من أرباح مقابل حصول المستثمر على أسهم إضافية بما يعادل قيمتها ، وبالتالي فإن المستثمر لا يدفع ضريبة طالما لم يحصل على توزيعات نقدية.
خصائص الصناديق الاستثمارية
تكتسب الصناديق الاستثمارية أهمية بالغة نظراً لما تتميز فيه من خصائص مما يجعلها الوجهة الأفضل لكثير من المستثمرين، فيما يلي سنعرض لخصائص الصناديق الاستثمارية التي جعلتها تأخذ هذه المكانة.
الإدارة المتخصصة
تخفف الصناديق الاستثمارية عن المستثمرين عبء الاستثمار المباشر، وما يتبعه من اتخاذ قرارات ومراقبة سجلات وحركة الأسعار وغير ذلك ، حيث تقوم إدارة متخصصة مكونة من محترفين متفرغين ومختصين بالإدارة، يقومون بإعداد الدراسات وتحديد الاستثمارات بما يحقق الربح للصندوق، مما يوفر عامل الثقة بهذه الصناديق وادارتها.
الحد من المخاطر
من خلال التنويع الكفء تتميز الصناديق الاستثمارية بقدرتها على تنويع التشكلة التي تستثمر فيها، مما يخفض المخاطر التي قد تتعرض لها، فتجدها تحتوي على أوراق مالية لمنشآت متعددة النشاطات وداخل وخارج البلاد، كما يوفر التنويع استقراراً أكثر لسعر الوحدة في الصندوق، وهذا لا يتحقق في الاستثمار المباشر.
تكلفة التداول المنخفضة
يتيح حجم صندوق الاستثمار الكبير تقليل تكلفة التداول مقارنة بالتكلفة التي يتحملها المستثمر المستقل.
الملائمة والسيولة
تتيح صناديق الاستثمار المفتوحة مرونة الاسترداد او الاشتراك في الصناديق الاستثمارية، حيث يكون الصندوق على استعداد لإعادة شراء الحصص المراد بيعها، وهذا يعطي ميزة للمستثمرين الذين قد تتغير أهدافهم عبر الزمن.
ملائمة ظروف المستثمرين
اختلاف وحدات الصناديق الاستثمارية بين الكبير والصغير من حيث الأسعار مما في الاستثمار يتيح المشاركة برأس مال صغير، والتنويع المتوفر فيها من حيث الأوراق المالية وانخفاض المخاطر ، كل ذلك يعد عامل جذب لجميع شرائح المستثمرين لانها تحقق الظروف المناسبة لكل منهم .
الشفافية
حيث تشرف على هذه الصناديق جهات رسمية، تطالبها بالشفافية والإفصاح عن قائمها وتخضعها للتقيم، مما يتيح للمستثمرين الإطلاع على الاستثمارات والعوائد المتحققه.
أثر الصناديق الاستثمارية على الاقتصاد القومي
- تنشيط حركة أسواق راس المال من خلال جذب المدخرات من المستثمرين خاصة صغار المستثمرين للاستثمار في الأوراق المالية ، وتظهر هذه الأهمية بشكل أوضح في البلدان النامية حيث تقدم ما يناسب هؤلاء المستثمرين المحتملين، كما أنها تحافظ على استقرار سوق الأوراق المالية فهذه الصناديق لا تخاطر في مضاربات، بل تعمل على تشكيل محافظها من أسهم شركات لها مركزاً مميزاً، مما يحقق التوازن للسوق.
- توسيع قاعدة الملكية خاصة للمشروعات العملاقة.
- تعبئة الموارد المالية وتوجيهها للمشروعات المختلفة لخدمة الاقتصاد القومي.
- حماية المدخرات الوطنية ومنع تسربها للخارج ، فهي تفتح مجالات جديدة للاستثمار امام المدخرين الذين لا يرغبون في إيداع مدخراتهم في البنوك.
تعد الصناديق الاستثمارية من أفضل السبل للدخول في الاستثمار خاصة لصغار المستثمرين، واللذين ليس لديهم خبرة في الاستثمار، وفي نهاية المقال قد تعرفنا علي اجابة سؤال ماهي صناديق الاستثمار؟ وكل ما تريد معرفته عنها.