ما هي المشروعات الصغيرة؟ في الآونة الاخيرة في الدول النامية، وذلك لدورها الفعال في تحقيق التنمية للفرد والمجتمع في مختلف الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، الثقافية، والسياسية.
قبل أن تفكر في إنشاء مشروعك الصغير لابد من التعرف على المشاريع الصغيرة من الناحية النظرية، في هذا المقال سنعمل على التعريف بالمشاريع الصغيرة لإيجاد أرضية معرفية لابد منها قبل بدء أي مشروع صغير.
اقرأ أيضاً: دليلك المبسط لفهم الضرائب
ما هي المشروعات الصغيرة
اختلفت الاجابات علي ما هي المشروعات الصغيرة؟ حيث يختلف تعريفها من بلد الى اخر، ومن فترة الى أخرى وكذلك باختلاف وتعدد المعايير التي تستند إليها، ويمكن حصر أهم المعايير التي يختلف تعريف المشروع الصغير بناءً عليها: معيار العمالة “عدد المشتغلين”، ومعيار رأس المال المستثمر، ومعيار العمالة ورأس المال معا كمعيار ثنائي، ويعتبر المعيار الأخير أكثر المعايير استخدما.
يمكن تعريف المشاريع الصغيرة: ” كل مشروع اقتصادي يتخذ شكل كيان حي مستقل يملكه ويديره منظم يعمل على التأليف والجمع بين عناصر الإنتاج ويوجهها لإنتاج أو تقديم سلعة أو خدمة وطرحها في السوق ليستحوذ على نصيب محدود من هذه السوق ويحقق أهداف معينة في ظل درجة من المخاطر”، ويظهر في هذا التعريف التركيز على وصف المشروع الصغير من حيث الشكل والإدارة والهدف، لتمييزه عن غيره وفيما يلي نورد خصائص المشروع الصغير لتوضيحه بصورة أكبر.
خصائص المشروعات الصغيرة
تتميز المشروعات الصغيرة بعدة خصائص تجعلها الأكثر انتشاراً، حيث تشكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ما نسبته 95% من الاقتصاد الأردني على سبيل المثال، وهنا نحاول حصر أهم الخصائص للمشروعات الصغيرة:
- سهولة التأسيس: حيث أن انخفاض رأس مالها مقارنة بالمشروعات الكبيرة، يعد عامل جذب لأصحاب المدخرات القليلة الراغبون في تحقيق حاجاتهم، دون اللجوء الى المشاركة.
- الملكية الفردية أو العائلية وذلك يتناسب مع انخفاض راس مالها، وهذا يترتب عليه استقلالية الإدارة، مما يسهل قيادة هذه المؤسسات، حيث تصنف 80% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأردن أن ملكيتها فردية كما جاء في تقرير التنمية البشرية 2011.
- وجود نظام معلومات داخلي يتميز بقلة التعقيد حيث يسهل التواصل في المؤسسة صعوداً ونزول.
- انخفاض تكلفة العمالة، فالمشروعات الصغيرة تستخدم تقنية إنتاجية أقل تعقيداً أو أقل كثافة لرأس المال، بالتالي يمكنها امتصاص العمالة، كما أن قلة التعقيد فيها يجعل التدريب أكثر سهولة ويسر.
- انخفاض حجم الإنتاج يقلل التكاليف وأعباء التخزين، لكن ذلك يحرم المؤسسة من وفورات الحجم الكبير.
- قصر فترة الاسترداد: وهي الفترة اللازمة لاستعادة تكاليف استثمار المشروع من التدفق النقدي للمشروع وذلك لصغر حجم رأس مال المشروع، وسهولة التسويق وقصر دورة الإنتاج.
اقرأ أيضاً: الدورات الاقتصادية ، كيف تحدث الأزمات الاقتصادية؟
التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة
تختلف التحديات التي تواجهها المشروعات الصغيرة، تبعاً لاختلاف البلد التي هي فيه، وكذلك لاختلاف القطاع التابعة له صناعي أم زراعي أم خدمي، لكن بالمجمل فإنها تشترك جميعها في مجموعة من التحديات التي تواجهها، وفيما يلي نبين أهم هذه التحديات:
1- التحديات التمويلية
تعتبر التحديات التمويلية من أهم التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة في الدول العربية، حيث تتعامل المؤسسات الائتمانية بحذر مع هذه المشروعات، وذلك يرجع الى أن الضمان بالنسبة لهذا النوع من المشروعات غير كاف وأن مخاطر الائتمان مرتفعة، بالتالي فإنها قد تلجئ إلى الإقراض غير الرسمي وتعتبر معدلات الفوائد فيه مرتفعة، أو أنها تعتمد على الادخار الفردي أو التدفقات النقدية للمشروع وهذه تتصف بعدم الانتظام، فضلا عن أنها لا تكون بالحجم المطلوب.
2- التحديات الفنية
تبدأ التحديات الفنية في مواجهة المشروعات الصغيرة منذ بدأ اختيار نشاط المشروع، والتي غالبا ما تتم وفق اختيار غير مناسب، حيث تفتقر للدراسات الفنية ودراسات الجدوى، كما يوجد هناك ضعف في توافر المعلومات الدقيقة حول حركة السوق والبيئة الاقتصادية والمستلزمات الضرورية لإقامة المشروع، ينعكس ذلك كله في تكاليف الإنتاج وأسعار المبيعات وعدم القدرة على مواكبة التطورات الحديثة في انتاج السلع والخدمات.
3- التحديات التسويقية
تواجه المشروعات الصغيرة عدد من التحديات التسويقية، أهمها صغر السوق المحلية ووجود مؤسسات مشابهة، بالإضافة إلى مزاحمة المنتجات الأجنبية المشابهة والتي يثق بها المستهلك بشكل أكبر، ويتزامن ذلك مع عدم وجود سياسات حمائية لها خاصة في مراحلها الأولى، كما أن محدودية رأس المال يقف عائق في وجه التوسع في حجم الناتج، كما أن نقص الخبرات والكفاءات اللازمة لتسويق المنتجات بشكل فعال يمثل عقبة في يوجه تطور ونمو المشروع الصغير.
4- تحديات القوى البشرية
تعتمد المشاريع الصغيرة على العنصر البشري بشكل أساسي في التخطيط والتنظيم وتحقيق أهدفها، حيث يعاني قطاع المشاريع الصغيرة من نقص في برامج التدريب وهذا يؤثر سلبا على الإنتاجية، فكثيراً ما تبدأ المشاريع الصغيرة عملها دون أن يكون لديها فكرة واضحة عن كيفية إدارة المشروع ، كما يتم الخلط بين اعمال المشروع والأعمال الخاصة مما يؤدي لمحدودية الأرباح بسبب الخلط بين الذمة المالية للمؤسسة والذمة المالية الخاصة بصاحب المشروع ، ويضاف إلى ذلك ارتباط حياة المشروع بحياة ملاك العمل وقدرتهم على الاستمرار بالعمل، كما أن الاضطرار لتوظيف الأبناء والاقارب يؤثر على نمو المشروع.
5- التحديات التنظيمية
تعاني المشاريع الصغيرة الخاصة من مشاكل تنظيمية داخلية وخارجية، من أبرز المشاكل التنظيمية الخارجية تعدد جهات الرقابة (الاقتصادية، والصحية، والضمان الاجتماعي، والدوائر الضريبية والجمركية، ودوائر المواصفات المقاييس…)، بالإضافة لغياب التنسيق بين الأجهزة الجهات الناظمة للمشروعات الصغيرة.
أما التحديات الداخلية كمركزية اتخاذ القرارات اليومية فهي مجتمعة بيد المدير المالك الذي قد لا تؤهله خبرته للقيام بدور فعال، كما يلاحظ انعدام الوصف الوظيفي في المشروعات الصغيرة وغياب أساسيات الرقابة على المخزون مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تراكم المشاكل وانهيار المشروع.
دور المشروعات الصغيرة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية
تعتبر التنمية الاقتصادية ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك نظراً لسهولة تكييف المشاريع الصغيرة ومرونتها، فيما يلي سنلقي الضوء على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للمشاريع الصغيرة في تحقيق التنمية.
- تعمل المشاريع الصغيرة على رفع كفاءة تخصيص الموارد في البلدان النامية، وذلك لأنها تميل إلى الاستخدام الكثيف لاستخدام العمل، بالتالي فإنها تساهم في الحد من البطالة وتوفير فرص العمل وتوليد الدخل تبعا لذلك.
- تنمية الموارد البشرية، من خلال اكساب المهارات للعاملين في المشاريع الصغيرة، مما يؤهلهم إلى الإنتقال إلى وظائف أفضل والبدء بمشاريع صغيرة جديدة.
- تؤدي المشاريع الصغيرة إلى الكفاءة في استخدام الموارد الأولية والخدمات المتاحة، وهذا يؤدي إلى رفع القدرات الإنتاجية الشاملة.
- تعمل على دعم الاقتصاد الوطني من خلال تشغيل مدخرات الأفراد، وهذا يؤدي إلى التخفيف من التضخم لأنها توظف الأموال المعطلة في عملية الإنتاج والتوليد للدخل.
- تخفيف الأوبئة الاجتماعية والحد من انتشار الجريمة والانحرافات السلوكية، بالتالي تسهم في تخفيف الإنفاق الحكومي على هذا الاتجاه.
- تنمية الطلب على السلع الاستهلاكية من خلال توفير سلع وخدمات منخفضة التكلفة، خاصة لقطاعات المواطنين من ذوي الدخول المنخفضة.
- تصلح المشاريع الصغيرة للتكامل مع المشاريع الكبيرة من خلال توفيرها لبعض الخدمات، فهي ركيزة تساند وتدعم القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.
- خلق قيمة مضافة للسلع والخدمات، وإنتاج سلع وخدمات قابلة للتصدير، وإنتاج سلع وخدمات بديلة عن المستوردة، وبالتالي الاحتفاظ بالعملات الأجنبية.
- تعد المشروعات الصغيرة أداة لتشجيع الاستثمار، حيث يؤدي صغر رأس المال اللازم لتأسيسها إلى إيجاد جيل من الشباب المستثمرين مما لا يملكون رؤوس أموال كبيرة، كما يشجع على ذلك انخفاض المخاطر في هذا النوع من المشروعات لقصر فترة الاسترداد، وسرعة دوران البضائع، وحرية الدخول والخروج من السوق لقلة الأصول الثابتة المستخدمة في المشاريع الصغيرة، وسهولة تحويل المشروع الصغيرة الى السيولة في فترة قصيرة وبدون خسارة كبيرة، هذه الخصائص جميعها تجعل من المشاريع الصغيرة أداة فعالة في تنمية الاستثمار.
- تحقيق التنمية الجهوية: تعاني الدول النامية من عدم التوازن الجهوي للانتشار الصناعي، لهذا تحاول الدول تحقيق التنمية في المناطق الريفية المعزولة، وتعد المشاريع الصغيرة الأداة الأكثر فعالية في دعم التوازن الجهوي، حيث لا تستلزم استثمارات كبيرة، كما أنها تستخدم أسلوب كثيف استخدام العمل الذي يتناسب مع الدول النامية.
لابد أنك أدركت أهمية المشاريع الصغيرة، والآن أخبرنا صديقي القارئ هل تمتلك مشروعك الخاص؟، وما هي الصعوبات التي تواجهك؟، شاركنا ما تواجهه من تحديات.
اقرأ أيضاً: 5 معلومات أساسية عن صندوق الادخار للطوارئ