جميعنا نسعى لتحقيق الحرية المالية، ونحلم بأن نعيش حياة مستقرة مالياً دون الخوف من شبح المستقبل، إلا أن هذا لن يتحقق مالم نطور مهارات الوعي المالي لدينا.

من المؤسف أن أغلب الآباء لا يهتمون بالتربية المالية لأبنائهم إلا في وقت متأخر، لكن هذا لا يبرر عدم تطوير مهارات الوعي المالي لدينا.

في مايلي عزيزي القارئ مجموعة من الخطوات التي تعينك في تطوير مهارات الوعي المالي لديك.

أولا: الالتزام بالتغيير

الخطوة الأولى والأهم في تطوير الوعي المالي لديك عزيزي القارئ هي معرفة سولكك تجاه المال. كن صادقاً مع نفسك هل أنت على استعداد لتحمل مسؤولية تغيير وضعك المالي؟ هل تعتقد أنه بامكانك تغير طريقة اتخاذك للقرارات المالية؟.

يمكنك عزيزي القارئ أن تحضر ورقة وتكتب عليها لماذا ترغب في تغيير سلوكك المالي، وفي الجهة المقابلة من الورقة تحدد الإيجابيات التي ستتحقق لك جرّاء تطوير الوعي المالي لديك وتحسين إدارة أموالك.

اقرأ أيضاً: أشهر 6 أخطاء مالية نقع بها

ثانياً: تحديد وتوثيق النفقات الشهرية الثابتة

تحديد وتوثيق النفقات الشهرية الثابتة

تحديد وتوثيق النفقات الشهرية الثابتة

 

تنقسم النفقات إلى نفقات متغيرة ونفقات ثابتة، النفقات الثابتة تمتاز بأنها متكررة في كل شهر ولا يمكنك التحكم في مقدارها، من الأمثلة على النفقات الثابتة مدفوعات السيارات أو مدفوعات الإيجار،  النفقات الثابتة هي الأكثر صعوبة لأننا لا نتحكم في تقليصها.

ثالثاً: تتبع الإنفاق 

يعد من أهم الخطوات اللازمة لبناء الوعي المالي هي تتبع الإنفاق، تتبع الإنفاق سيكشف لك عن الجوانب التي تستهلك أكثر دخلك، وهذا سوف يتيح لك إعادة هيكلة وتوزيع الدخل على الجوانب المختلفة بتوازن أكبر، كما يمكنك من تقليص بعض النفقات وادخار جزء من الدخل.

رابعاً: التخطيط للإنفاق يعزز الوعي المالي

يعد التخطيط للانفاق من الأمور الجوهرية لتحقيق الوعي المالي، فيجب تقسيم الدخل إلى أجزاء، جزء مخصص للإنفاق وجزء مخصص للطوارئ وجزء مخصص للادخار طويل الأجل، ثم يتم تقسم ما خصص للإنفاق بين حاجات الفرد الضرورية والتحسينية.

تحديد أولويات الإنفاق تخلصك من الفوضى المالية، التخطيط للإنفاق سوف يكبح حماسك للتسوق وشراء ملابس دون الحاجة لها، سيجعل قرار الخروج مع الأصدقاء لتناول العشاء مدروس. هذه القرارات البسيطة هي ما يستهلك جزء كبير من دخلك دون وعي منك.

اقرأ أيضاً: كيف يكون الادخار المالي أسلوب حياة

خامساً: التقييم الدوري للوضع المالي

التقييم الدوري للوضع المالي

التقييم الدوري للوضع المالي

يساعد التقيم المستمر للوضع المالي من تحقيق الأهداف واكتشاف الاخطاء أولا بأول قبل تفاقمها وهذا بالطبع يقلل الآثار السلبية.

لابد أن تسأل نفسك في كل شهر تقريباً كيف حالك ماليا وماهي نقاط قوتك؟ كيف يمكن تحسين بعض المجالات المالية لديك؟ يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ابتداءً بشأن علاقتنا بالمال. لاتبخل على نفسك بساعة من وقتك كل شهر لمراجعة أمورك المالية.

سادساً: تنويع مصادر الدخل

الاعتماد على مصدر دخل واحد يعد مخاطرة بحد ذاته من ناحيتين، الناحية الأولى أنه من الممكن فقدان هذا المصدر، والناحية الاخرى تفويت فرصة في الحصول على أموال إضافية من مصدر دخل آخر.

لابد لك عزيزي القارئ أن تبحث عن مصدر دخل إضافي، سواء من خلال العمل لساعات إضافية، أو العمل على الانترنت، أو بدء استثمار خاص بك.

كما يمكنك عزيزي القارئ إنفاق أموالك على شراء الأصول هي الممتلكات التي تجني أرباحا، فبدلاً من انفاق المال على الخصوم التي تمثل انفاق غير مولد للربح، لابد من استثمار الأموال في شراء الأصول مثل  العقارات، والأراضي، والمدخرات.

اقرأ أيضاً: أيهما أفضل تملك أم استئجار المنزل؟

سابعاً: اقتناء الأشياء ذات الجودة مرتفعة

قد يرى بعض الأفراد أن اقتناء الأشياء الرخيصة يعني التوفير، ألا أن ذلك غير صحيح فجودة الاشياء تعني استخدامها لفترات أطول وتعزز الاستفادة منها، كما يوفر نفقة اصلاحها وصيانتها بين الحين والاخر.

ثامناً: تخفيض الإنفاق عن معدل الدخل

تعد هذه الخطوة بديهية، لايمكن للفرد الاغتناء عن حاجة غيره من الناس، طالما كان إنفاقه أكبر من دخله مما يضطره للاقتراض، فلا بد من تحقيق التعايش مع الدخل المتاح إلى حين إيجاد مصادر دخل أخرى.

اقرأ أيضاً: أساسيات الوعي المالي

تاسعاً: تحمل المسؤولية

يمثل القتراض أحد الأساليب التي نلجأ لها عند الوقوع في الأزمات، نعم عزيزي القارئ يمكنك اللجوء للأصدقاء وطلب المساعدة منهم في الظروف الاستثنائية لكن بشكل مؤقت، لكن هذا غير مقبول إلا في حالات قليلة وغير متكررة، فواجب الفرد أن يكون واعيا بأن حياته هي مسؤوليته الشخصية بشكل مباشر وأن تصرفات الفرد هي ما تحدد كيفية حياة الفرد، ولذلك لابد من إنشاء صندوق للطوارئ لتفادي الاقتراض.

عاشراً: التخلص من الديون

التخلص من الديون

التخلص من الديون

لن تحقق عزيزي القارئ الحرية المالية، ما دمت غارقاً في الديون، هناك طريقتان للتخلص من الديون :

  1.  التركيز على سداد الدين الأصغر أولا ثم الانتقال للأكبر فالأكبر، فبعد سداد الدفعات المطلوبة منك يمكنك تخصيص رصيد إضافي يوجه للدين الأصغر حجماً، وبعد الانتهاء منه تحول الدفعة الشهرية التي كانت تدفع للدين الأصغر حجماً والبلغ الاضافي المخصص للسداد للدين التالي، وتستمر الآلية بهذه الطريقة إلى حين الانتهاء من جميع الديون، تتميز هذه الطريقة بسرعة التقدم والانتهاء من الديون.
  2. التركيز على سداد الدين الذي عليه أعلى سعر فائدة، ستوفر هذه الطريقة جزء من الأموال التي تدفعها إضافة على أصل الدين، بغض النظر عن الطريقة التي تختارها يجب أن تتحلى بالصبر والمثابرة.

وهنا أود أن إذكرك عزيزي القارئ بأهمية الابتعاد عن القروض بالفوائد البنكية، فبالإضافة لحرمة الربا من منظور الاقتصاد الإسلامي، إلا أن الاقتصاديون ذكروا الكثير من الآثار السلبية على التمويل بالفوائد البنكية التي تؤذي الاقتصاد ككل.

اقرأ أيضاً: الآثار الاقتصادية للربا: كيف ينظر الاقتصاديون للربا

الحادي عشر: الوعي بمعنى الثراء

من المفاهيم المهمة التي تتعلق بالوعي المالي هو مفهوم الثروة، الثروة مفهوم واسع، وقد يتغير تبعاً للفترة من حياة الفرد، لذلك لابد أن يتحدد معنى الثراء في كل مرحلة، قد يكون الثراء في فترة عدم الاقتراض وقد يكون في فترة لاحقة شراء بيت، وقد يكون امتلاك المال الكثير، وقد يكون عدم حاجتك لوالديك مالياً، لذلك لابد من تحديد معنى الثروة بدقة في بحسب الفترة التي يكون فيها الفرد.

الثاني عشر: التعلم من تجارب الأثرياء

يُمكن اكتساب الحكمة في التعامل مع المال من خلال الإطلاع على تجارب الأثرياء، والدخول في الحوارات معهم سواء في الواقع أو في الفيديوهات المنشورة وكذلك الإطلاع على كتبهم وقصصهم في السعي لتطوير أنفسهم وتحقيق الثروة كل ذلك سيعزز الوعي المالي لديك.

اقرأ أيضاً: 5 معلومات أساسية عن صندوق الادخار للطوارئ

الثالث عشر: المال يجذب المال

المال يجذب المال

المال يجذب المال

امتلاك المال يدعم القدرة على امتلاك المزيد إذا تم التعامل معه بصورة صحيحة ، كلما زادت الثروة الممتلكة زادت قدرة الفرد على امتلاك المزيد من المال وتحقيق ارباح اكثر.

يقول ريتشارد تمبلرفي كتاب قواعد الثراء

الغني هو الشخص الذي يجد نفسه قادراً على العيش معتمداً ليس على الأموال التي اكتنزها (والتي يطلق عليها رأس المال) أو حتى على أرباح رأس المال هذا، وإنما الذي يستطيع العيش اعتماداً على أرباح أرباح رأس المال

الرابع عشر: الاستثمار مع الموثوقين والتعلم عن الاستثمار

لا يخلو الاستثمار من المخاطرة، لذلك عند التفكير في استثمار الأموال لابد من البحث عن الأشخاص الموثوقين ويتميزون بالوعي المالي، ولابد من الدخول في الاستثمارات بناءً على أدلة منطقية وليس على المشاعر والاندفاع. لكن قد يتعرض الفرد لخسارة بعض الأموال في مشوارهم لتحقيق الثروة.

يقول روبرت كيوساكي

لم أقابل أبدًا رجلًا ثريًا لم يفقد الكثير من المال، لكنني قابلت الكثير من الرجال الفقراء الذين لم يفقدوا أبدًا سنتًا

الخامس عشر: الاستعداد للفرص

تقول الحكمة ” فرص الحياة كبضائع السوق” بما معناه أن الفرص ليس لها موعد محدد، لذلك لابد من أن يكون الفرد على استعداد دائم لاغتنام هذه الفرص، فلا بد من التخطيط المسبق والتنبؤ بأي فرصة قادمة وانتهازها.

يساعدك الوعي المالي في أن تًكون أكثر فهماً لما يظهر حولك من فرص، كن يقضاً ومبادراً،لكن ادرس الفرص بشكل جيد.

اقرأ أيضاً: قبل البدء: تعرّف على المشاريع الصغيرة

السادس عشر: يمكن لأي شخص جني المال

يمكن لأي شخص جني المال

يمكن لأي شخص جني المال

لا يحتاج جني المال إلا للسعي الجاد والمستمر، لأن الكسب ليس حكر على فئة معينة، فلكي تبدأ بجني المال لابد من السعي بالطريقة الصحيحة. ابدأ بالسعي وسترى كيف تسير الأمور بشكل أفضل من المتوقع، لا تبالغ في حذرك، فقط كن جاداً في سعيك مخلصاً في عملك وسترى الفرق بعينيك.

في نهاية عزيزي القارئ أفضل طريقة لتحقيق الوعي المالي لديك هي أن تبدأ بالتطبيق، ليس من المشترط أن تختار جميع النقاط لتطبقها مرة واحدة، لكن يمكنك التدرج، اختر بعض النقاط وأعطِ نفسك أسبوعين لتقوم بتطبيقها، ثم اضف إلها مهارات أخرى، ستكون بعد مدة شخص يتمتع بالمهارات المالية التي تحفظ له أمواله وكرامته.

ما المقصود بالوعي المالي ؟
ماهو صندوق الادخار للطوارئ ؟
كيف اتخلص من الدين ؟
ما الفائدة من تتبع النفقات ؟
أيهما أفضل شراء البضائع الرخيصة أم الغالية ؟