تمثل البنوك في أساس نشأتها جهة لحفظ الأموال، يقوم الأفراد بإيداع الأموال لحفظها من السرقة والضياع، ومع ملاحظة عدم قيام المودعين بسحب أموالهم بدأت البنوك بعمليات الاقراض، وظهرت وظيفة البنوك كمؤسسات وسيطة بين وحدات الفائض (من يملكون المال) ووحدات العجز (من لا يملكون المال) مقابل عائد يحدد كنسبة من رأس المال.
القرض هو تقديم المال من طرف إلى آخر للإنتفاع به على أن يرد مثله، في النظام الرأسماليالقروض في أصلها قروض ترتبط بعوائد ثابتةكنسبة من رأس المال حيث ينظرون للعائد على أنه ثمنالاستغناء عن السيولة، يسمى هذا العائد بالفائدة. ويمكن أن يقوم بعملية الاقراض هذه الأفراد فيما بينهم، ويمكن أن يقوم بها الجهاز المصرفي وعندها ستسمى هذه العوائد بالفوائد البنكية.
في حين النظام الاقتصادي الإسلاميالقرض بهذه الصورة غير موجود، وينحصر القرض فيما يسمى القرض الحسن وهو من عقود التبرعات التي يقصد بها الإحسانوالتكافل في المجتمع، ولا يكون مقابلها عائد أو أجر مالي،فالقرض في الاقتصاد الإسلاميدفع مبلغ من المال لمن ينتفع به على أن يرد مثله، أي من دون أي مقابل.
وهذا ينسجم مع النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يربط استحقاق الربح فيه بتحمل المخاطرة. لذلك فالبنوك الإسلامية تمنح التمويلات من خلال مشاركتها في نتائج الإستثمار من حيث الأصل في حال تقديم تمويلات استثمارية.
هي نسبة مئوية من مبلغ القرض، المدفوع من المقترض للمقرض مقابل الحصول على امتياز استخدام المال. عادة يتم تحديد المبلغ كمعدل سنوي، وكذلك يمكن حساب الفائدة لفترات أطول أو أقصر من عام واحد.
من يأخذ الفوائد البنكية
بشكل عام فإن الذي يقدم المال للمقترض هو من يستحق الفائدة، ففي حال كان التعامل بين أشخاص عاديين فإن المقرض هو من سيأخذ الفائدة، والمقترض هو من سيدفعها.
في حال دخول البنك كوسيط ستكون المعاملة بالشكل التالي: الذي يملك المال سيودعه في البنك في حساب توفير مقابل سعر فائدة محدد – حيث اشرنا سابقاً بأن البنوك تعامل جميع الحسابات لديها على أنها قروض باستثناء البنوك الإسلامية– ، البنك سيقوم باقراض المال لأحد العملاء مقابل سعر فائدة يدفعه العميل للبنك. بالطبع سعر الفائدة الذي يدفعه المقترض سيكون أكبر من سعر الفائدة الذي يأخذه المودع وسيستفيد البنك من الفرق بين سعري الفائدة.
هناك نوعين أساسيين من الفوائد البنكية، هما الفائدة البسيطة والفائدة المركبة.
الفائدة البسيطة
يطلق على الفائدة البسيطة كذلك الفائدة ذات السعر الثابت، وهي الفائدة التي يتم احتسابها كنسبةمئوية من المبلغ الرئيسي للقرض سواء كان إيداع أم قرض. وبغض النظر عن المدة التي يقضيها المقترض دون دفع مبلغ الدين أو المدة التي يحتفظ بها صاحب الحساب بالمال في البنك، حيث سيبقى حساب الفائدة على المبلغ الأصلي فقط.
هي الفائدة التي يتم احتسابها بإضافة مبلغ الفائدة المستحقة إلى المبلغ الرئيسي، أي أنها فائدة على الأموال التي تم اكتسابها سابقًا كفائدة. حيث تصبح الفائدة جزءًا من المبلغ الرئيسي. ولذلك يطلق على الفائدة المركبة ” الفائدة على الفائدة”
كيف يتم احتساب الفوائد البنكية
كيف يتم احتساب الفوائد البسيطة
يتم احتساب الفائدة البسيطة وفق القانون التالي:
نسبة الفائدة البسيطة = المبلغ الذي تم إيداعه * نسبة الفائدة البنكية * مدة القرض
مثال:
لو أن علي اقترض من المصرف مبلغ 20 ألف دولار لمدة ثلاث سنوات، وبنسبة فائدة تبلغ 5%، فإن نسبة الفائدة بناءًا على القانون السابق تساوي:
نسبة الفائدة= 10000 * 5% * 3
نسبة الفائدة = 1500
أي أن إجمالي المبلغ = 11500
أي أن علي سوف يسدد للبنك 11500 وهي مبلغ القرض مضافًا إليه نسبة الفائدة.
كيف يتم احتساب الفوائد المركبة
تحسب الفائدة المركبة على المبلغ الأصلي، بالإضافة للمبالغ المتراكمة عليه في كل عام أو في نهاية كل فترة زمنيّة محددة
فيما يلي سنوضح كيفية احتساب الفائدة المركبة:
بناءً على المثال السابق أن علي اقترض من المصرف مبلغ 10 ألف دولار لمدة 3 سنوات وسعر فائدة 5%، سنحسب أولاً مبلغ الفائدة لكل عام، وفق القانون التالي:
ويمكن احتساب إجمالي الفائدة المركبة وفق القانون التالي:
م=ب×(1+ف/ت) ن×ت
والرموز هذه تشير إلى:
م: المبلغ المستقبلي بعد إضافة الفائدة المركبة للمبلغ.
ب: المبلغ الأصلي للقرض
ف: نسبة الفائدة المركبة ( على شكل عدد عشري).
ت: عدد مرات المضاعفة خلال السنة.
ن: عدد السنوات.
لو عدنا للمثال السابق حيث قام علي باقتراض 10 آلاف دولار بفائدة مركبة سنوية 5%، نحصل مرة واحدة في العام، يمكن حساب إجمالي مبلغ الفائدة المركبة بناءًا على القانون
إجمالي الفائدة المركبة= 10000* (1+1/0.05)3*1
إجمالي الفائدة المركبة = 11,576.25 دولار
وبمقارنة بسيطة بين الناتج النهائي للمبلغ من احتسابه مرة بالفائدة البسيطة ومرة بالفائدة المركبة ستلاحظ عزيزي القارئ الفرق، فبالطبع المبلغ عند احتساب فائدة مركبة أكبر،وتزداد حدة الفرق بينهما إذا كانت السنوات أكثر، وإذا تكرار الفائدة أكثر فقد تكرر خلال العام الواحد.
وما سبق حول احتساب الفائدة البسيطة والمركبة، يمكن أن يتقاضاه المصرف باعتباره مقرضاً، ويمكن أن يتقاضاه العميل باعتباره مودعاً للمال.
وفي الختام عزيزي القارئ يجب الإشارة والتأكيد أن الفوائد البنكية هي فوائد ربوية منع التعامل بها في النظام الاقتصادي الإسلاميولها آثار سلبية على الاقتصاد ككل، حيث تعد عائد مضمون على رأس المال لا يشارك في مخاطر الاستثمار، مما يحمل المستثمر جميع مخاطر الاستثمار، ويضمن للمقرض أصل المال، بالإضافة للفوائد على المال.
هذا الأمر ينطبق على جميع الفوائد البنكية سواء فوائد بسيطة أم مركبة، إلا أن آثارها السلبية أكبر وأكثر حدة في حال كانت فوائد مركبة.
ما الفرق بين القرض في الاقتصاد الاسلامي والرأسمالي ؟
في النظام الرأسمالي القروض في أصلها قروض ترتبط بعوائد ثابتة كنسبة من رأس المال حيث ينظرون للعائد على أنه ثمن الاستغناء عن السيولة، يسمى هذا العائد بالفائدة. ويمكن أن يقوم بعملية الاقراض هذه الأفراد فيما بينهم، ويمكن أن يقوم بها الجهاز المصرفي وعندها ستسمى هذه العوائد بالفوائد البنكية.
في النظام الاقتصادي الإسلامي القرض بهذه الصورة غير موجود، وينحصر القرض فيما يسمى القرض الحسن وهو من عقود التبرعات التي يقصد بها الإحسان والتكافل في المجتمع، ولا يكون مقابلها عائد أو أجر مالي، فالقرض في الاقتصاد الإسلامي دفع مبلغ من المال لمن ينتفع به على أن يرد مثله، أي من دون أي مقابل.
أماني محمّد مطاحن، مدونة من الاردن، طالبة دكتوراه في الاقتصاد والمصارف الإسلامية، باحثة في الاقتصاد الإسلامي ومهتمة بنشر الوعي المالي والثقافة المالية، وترشيد الاستهلاك.