على الرغم من وجود العديد من أوجه الاختلاف بين أنواع الودائع في البنوك الإسلامية والبنوك التجارية إلا أن ذلك لا ينفي وجود أوجه تشابه فيما بينها، مثل عملية الصرافة وعملية الحوالة والخزائن الحديدية غيرها من أوجه التشابه، لكننا في هذا المقال سنتطرق لأحد أهم الاختلافات ما بينهما بشيء من الإطناب وهو الفرق بين الوديعة في المصارف الإسلامية والبنوك التجارية.

تعريف المصارف

يمكن تعريف المصارف بأنها شركات مساهمة عامة مرخصة قانونيًا تسعى لتحقيق الربح من خلال ممارسة النشاط المصرفي وذلك بتلقي الموارد من جمهور المتعاملين والتعهد بتنمية الأموال وتقديم الخدمات المصرفية. تتميز المصارف الإسلامية عن البنوك التجارية في أنها تلتزم في معاملاتها بضوابط الشريعة الإسلامية.

تعتبر المصارف على اختلاف أنواعها من أهم مؤسسات النظام الاقتصادي، حيث تقوم بوظيفة الوساطة المالية، حيث تنقل المدخرات من وحدات الفائض إلى وحدات العجز ولذلك تهيأ موارد المجتمع للاستثمار، كما تقدم الخدمات المطلوبة في المعاملات المالية والتجارية.

اقرأ أيضًا: 8 فروق يجب معرفتها ما بين البنوك الإسلامية والتقليدية

الفرق بين الوديعة في المصارف الإسلامية والبنوك التجارية

ما هي الوديعة البنكية (المصرفية) 

تعتبر الودائع البنكية من أهم مصادر الدخل الخارجية و أهم أدوات الاستثمار في المصارف الإسلامية والتجارية.

قبل التطرق لما نقصده بالوديعة لابد من استعراض مفهوم الوديعة من عدة جوانب:

  1. يقصد بالوديعة في اللغة: ما يدفعه المالك لشخص آخر ليحفظه عنده على أن يرده عند الطلب.
  2. الوديعة في الإصطلاح الشرعي: مال يدفعه مالكه لغيره لحفظه دون عوض. 
  3. الوديعة النكية: أموال يدفعها الأفراد أو المؤسسات الى البنوك على أن بتعهد المصرف  برد مساوٍ لها، أو رد نفسها عند الطلب، أو بالشروط المتفق عليها.

وهنا يجب أن نشير إلى فرق مهم ما بين الوديعة في الاصطلاح لشرعي والوديعة البنكية سواء كانت في المصارف الإسلامية أو البنوك التجارية، أن الوديعة في الاصطلاح الشرعي عقد تبرع بحفظ المال وردة ذاته، ولا يجوز التصرف بها أو الانتفاع بها ويجب رد ما تم إيداعه بعينه (نفسه) وليس بقيمته، في حين أن الوديعة البنكية تختلف باختلاف نوع الوديعة فقد تكون قرضًا على البنك يلتزم البنك برد القيمة بغض النظر عن تحقيقه الربح أو الخسارة وبعضها يشارك في الاستثمار ويتحمل الربح والخسارة، وما سنقصده في هذا المقال بمصطلح الوديعة هي الوديعة البنكية.

اقرأ أيضًا: أنواع الودائع المصرفية، أين ادخر الأموال؟

أنواع الودائع البنكية في المصارف الإسلامية والبنوك التجارية

تشترك المصارف الإسلامية والبنوك التجارية في مسميات حسابات الودائع لديها، إلا أن حقيقة هذه الودائع تختلف في المصارف الإسلامية عنها في البنوك التجارية، وهذا ما سنبينه فيما يلي: 

  • أولًا: الودائع البنكية الجارية (حساب تحت الطلب) 

يقصد بالوديعة الجارية الأموال التي يتم إيداعها في البنك على أن تكون جاهزة للسحب متى احتاجها العميل في أي مكان أو زمان دون النظر إلى أي اعتبارات، وتمتاز هذه الحسابات بالحركة الدائمة حيث يمكن سحبها كلها في أي لحظة كما يمكن التصرف بها بموجب الشيكات أو أوامر الدفع أو غيرها من الصيغ.

تعتبر هذه الحسابات قرضًا على المصرف سواء كانت هذه الودائع في المصارف الإسلامية أو البنوك التقليدية الربوية (التجارية)، فالبنك هو مقترض من العميل له حق التصرف والانتفاع بالوديعة بما يراه مناسبًا له، ويستحق الربح المتحقق من استثمارها كما يكون ضامنًا لها في حال خسارته للمال.

لا تدفع المصارف الإسلامية ولا البنوك التجارية أي مقابل لهذه الحسابات سواء عوائد ربح أو فوائد بنكية، ولا تدخل في الاستثمار لصالح العملاء ويتم توفيرها بمجرد طلبها العميل (تحت الطلب).

يقدم بعض البنوك الجوائز والهدايا لأصحاب هذه الحسابات، سواء كانت الجوائز لا ترتبط بمقدار الوديعة البنكية (رصيد العميل)، أو جوائز تتناسب من حيث القيمة طرديًا مع رصيد العميل، بحيث ترتفع قيمتها مع ارتفاع حجم الوديعة (رصيد العميل)، هذا النوع من الهدايا ينطبق عليه حكم هدية المقترض للمقرض وهي محرمة شرعًا حيث تنطبق عليها القاعدة الشرعية كل قرضٍ جر نفعًا فهو ربا.

تعتبر الودائع تحت الطلب من أهم مصادر تحقيق الربح للبنوك لأنها موارد الربح غير المكلفة حيث لا يلتزم بأي عوائد للمودعين، إلا أنه يجب الحذر في إدارة هذه الموارد ومراعاة اعتبارات السيولة وحركات السحب المفاجأة.

أنواع الودائع في البنوك الإسلامية والبنوك التجارية

اقرأ أيضًا: توليد النقود ، كيف تضاعف البنوك الأموال لديها؟

  • ثانيًا: الودائع لأجل (الحسابات الاستثمارية)

هي الودائع التي يهدف أصحابها إلى الحصول على العائد نتيجة لدفع أموالهم للبنك وتمكينه من استثمارها، ولا يمكن سحبها إلا بعد إخطار البنك بنية السحب بمدة معينة

الوديعة لأجل في البنوك التجارية هي قرض ربوي على المصرف التجاري، حيث يلتزم المصرف برد أصل المبلغ بالإضافة إلى عائج معلوم ومضمون يمثل الفائدة الربوية التي يدفعها المصرف إلى العميل في الودائع الجارية.

في حين أن الودائع الجارية في المصارف الإسلامية تكيف شرعيًا على أنها رأس مال المضاربة يدفعه المودع (رب المال) إلى المصرف (عامل المضاربة)، ويشترك كليهما في الربح المتحقق نتيجة الاستثمار بحسب النسبة التي يتفقان عليها ابتداءً، وفي حال الخسارة سيتحمل المودعين الخسارة المتحققة من حيث الأصل، وتنطبق على هذا الحساب أحكام عقد المضاربة المعروفة في الفقه.

تنقسم أنواع الودائع في البنوك الإسلامية إلى ودائع استثمارية مطلقة يفوض فيها أصحاب الأموال المصرف الإسلامي باستثمارها في أوجه الاستثمار الحلال وعلى أن تنقسم الأرباح على الشيوع بين المصرف والمودعين.

النوع الثاني الودائع الاستثمارية المقيدة يتم إيداعها في حسابات خاصة بهدف استثمارها في مشاريع محددة ويتحمل المودع الأرباح والخسائر لهذا الاستثمار بشكل مباشر عند نهاية المشروع. ويمكن للمودع الانسحاب من المشروع قبل انتهاءه بعد الحصول على موافقة المصرف.

تعتبر حسابات الاستثمار من أهم مصادر الأموال في المصارف الإسلامية والبنوك التجارية على حد سواء، حيث يستطيع المصرف استخدامها في استثمارات طويلة الأجل وتحقيق عوائد مرتفعة، ذلك أن السحب المفاجئ للأموال أمر غير وارد.

اقرأ أيضًا: كيف تحسب الفوائد البنكية ؟

  • ثالثًا: ودائع التوفير (الحسابات الادخارية)

غالبًا ما يلجئ لودائع التوفير صغار المدخرين الذين يسعون لتحقيق توليفة تحقق حفظ الأموال والاستفادة من السيولة النقدية وتحقيق العائد. يتميز هذا النوع من الودائع بالمرونة من حيث إمكانية الإيداع المتتابع والسحب عند الحاجة.

في البنوك التجارية فإن هذا النوع من الودائع يعامل على أنه قرض كالنوعين السابقين، في حين تعامل هذه الودائع في المصارف الإسلامية معاملة خاصة حيث تنقسم الوديعة إلى قسمين أحدهما يعامل على أنه قرض مضمون على المصرف الإسلامي ويحق للعميل سحبه في أي وقت أي أنه يعامل معاملة الودائع تحت الطلب، في حين القسم الثاني منه يعامل معاملة الحساب الوديعة الاستثمارية ويطبق عليها أحكام عقد المضاربة حيث يشترك في الأرباح ويتحمل مخاطر الاستثمار.

ترى المصارف عمومًا حسابات التوفير فرصة لتوسيع  قاعدتها من المتعاملين واجتذاب صغار المدخرين ونشر الوعي بثقافة الادخار

اقرأ أيضًا: الآثار الاقتصادية للربا: كيف ينظر الاقتصاديون للربا

ولابد من التذكير بأن المصرف الإسلامي يستثمر الودائع الاستثمارية وما يعامل معاملتها في ودائع التوفير في نشاطات متوافقة مع الشريعة الإسلامية، في حيث أن البنوك التجارية تقوم بتجميع الأموال من المودعين واقراضها بفائدة للأغراد أو الهيئات والحكومات.

أنواع الودائع في البنوك الإسلامية والبنوك التجارية

أنواع الودائع في البنوك الإسلامية

يُمكنك الآن التعرف على الفرق بين الوديعة في المصارف الإسلامية والبنوك التجارية بالتفصيل:

البنوك التجارية فإن هذا النوع من الودائع يعامل على أنه قرض كالنوعين السابقين، في حين تعامل هذه الودائع في المصارف الإسلامية معاملة خاصة حيث تنقسم الوديعة إلى قسمين أحدهما يعامل على أنه قرض مضمون على المصرف الإسلامي ويحق للعميل سحبه في أي وقت أي أنه يعامل معاملة الودائع تحت الطلب، في حين القسم الثاني منه يعامل معاملة الحساب الوديعة الاستثمارية ويطبق عليها أحكام عقد المضاربة حيث يشترك في الأرباح ويتحمل مخاطر الاستثمار.

تنقسم أنواع الودائع في البنوك الإسلامية إلى ودائع استثمارية مطلقة يفوض فيها أصحاب الأموال المصرف الإسلامي باستثمارها في أوجه الاستثمار الحلال وعلى أن تنقسم الأرباح على الشيوع بين المصرف والمودعين.