جدول المحتويات
تخيل أنك ذهبت للتسوق من متجرك المفضل، وعند الدفع قدمت للبائع ألف دولار ليتم خصم ثمن مشترياتك 300 دولار. إلا أن البائع أخبرك أن المتجر حاليًا لا يملك من المال ما يكفي لإعادة الباقي. وبدلًا من النقد، أعطاك ورقة مكتوب عليها:
“نحن المتجر (سين) نلتزم بدفع مبلغ 700 دولار للسيد فلان خلال شهر من تاريخ اليوم، ويمكن استلام المبلغ من أحد فروعنا”.
ثم وقعها وقام بختمها.
هذه الورقة تعد مثالًا مبسطًا على الأوراق التجارية، لأنها تعتبر التزامًا مكتوبًا وموقعًا من الجهة المسؤولة بدفع مبلغ محدد خلال مدة محددة.
في المثال السابق، أدركنا كيف يمكن استخدام ورقة بسيطة كضمان لاسترداد مبلغ مالي في وقت لاحق. في الواقع هناك مجموعة من الأدوات المالية الرسمية التي تنظم مثل هذه العمليات بشكل قانوني منضبط.
هذه الأدوات تعرف في عالم المال والتجارة باسم الأوراق التجارية، تلعب هذه الأوراق دورًا حيويًا في تسهيل المعاملات وتأمين الحقوق بين الأفراد والشركات.
فما هو تعريف الأوراق التجارية؟ وما أنواعها؟ وكيف يمكننا استخدامها؟
هذا ما نتناوله في هذا المقال.
ما هي الأوراق التجارية؟

الأوراق التجارية شكل من أشكال الديون قصيرة الأجل غير المضمونة، تصدرها الشركات والمؤسسات المالية، تتضمن أمرًا بدفع مبلغ مالي معين، بمجرد الاطلاع عليها أو عند حلول تاريخ محدد (موعد الاستحقاق).
تستخدم الأوراق التجارية كوسيلة للوفاء بالديون والالتزامات المالية، وجرى العرف على قبولها كأداة معادِلة للنقود خاصة في أنشطة البيع الآجل والتمويل قصير الأجل.
ومن أشهر أنواع الأوراق التجارية: الكمبيالة، والشيك، والسند الأذني، ولكل منها خصائص قانونية واستخدامات عملية تميزها عن غيرها.
من التعريف السابق نستنتج أهداف استخدام الأوراق التجارية:
- تسهيل العمليات التجارية بدون الحاجة إلى وجود النقود بشكل مباشر.
- تأمين حقوق الدائنين من خلال وجود مستند رسمي يمكن تحصيله وقابل للتداول.
- المساعدة على إدارة السيولة المالية بين الشركات والتجار في الأجل القصير.
كيف تعمل الأوراق التجارية؟
الورقة التجارية أداة من أدوات سوق النقد غير المضمونة، محددة بمبلغ يتم إرجاعه بحلول التاريخ المتفق عليه. غالبًا ما تلجأ الشركات إلى إصدار الأوراق التجارية لتلبية حاجتها إلى السيولة على المدى القريب، وعلى وجه التحديد لتلبية احتياجات رأس المال العامل على المدى القصير مثل رواتب الموظفين.
المنفعة التي تحققها الشركات المصدرة لها أنها عند اللجوء إلى جمع رأس المال عبر الأوراق التجارية لا تحتاج إلى التسجيل في هيئة الأوراق المالية والبورصة، إلا في حال كانت مدة الاستحقاق أطول من 270 يومًا.
ونظرًا لطبيعة الورقة التجارية أنها قصيرة الأجل، فإن أسعار الفائدة عليها أقل من أسعار الفائدة على الديون طويلة الأجل مثل القروض. يتم التعبير عن الفائدة في الأوراق النقدية كنسبة مئوية من المبلغ الأصلي لكل فترة، كما تُحَدَّد وتيرة دفع الفائدة على سبيل المثال تُحْسَب الفائدة يوميًا أو شهريًا.
من ناحية أخرى هذه الأوراق غير مضمونة أي أنها غير مدعومة بأي ضمانات رسمية إلا ثقة المستثمرين بالجهة المصدرة. ففي حال إفلاس الشركة المصدرة قد لا يتمكن المستثمرون من استرداد أموالهم. وتكون الجهات المصدرة عادة الشركات الكبيرة والمؤسسات المالية ذات التصنيف الائتماني المرتفع.
ما هي أهمية الأوراق التجارية؟
ترجع أهمية الورقة التجارية إلى كونها وسيلة تسهل النشاط التجاري دون اللجوء إلى النقد على نحو مباشر.
فالتجار عادة لا يحتفظون بالنقود، لأن ذلك تجميد للنقود وتعطيلًا للاستثمار. لذلك يعتمدون على نظام الائتمان، حيث يمنح المشترون أو المدينون مهلة زمنية لسداد قيمة المشتريات أو الوفاء بالديون في المستقبل القريب.
في هذا السياق ظهرت الحاجة إلى وجود مستندات موثوقة ومنظمة قانونيًا تضمن حقوق الأطراف المتعاملة، وهي ما عرفت لاحقًا باسم الأوراق التجارية.
فالأوراق التجارية تثبت الحق لحاملها بمبلغ مالي معين عند موعد الاستحقاق أو عند الاطلاع عليها، حتى في حال موت المدين. حيث تمنح “المحرر له” الحق بمطالبة المدين “المحرّر” أو طرف ثالث يسمى “المسحوب عليه” بسداد المبلغ المحدد في الورقة.
وتختلف الأوراق التجارية عن الأوراق المالية التي تناولناها بالتفصيل في مقال مستقل.
خصائص الأوراق التجارية

أولًا: القابلية للتداول
تعد القابلية للتداول من أبرز خصائص الأوراق التجارية، حيث يمكن نقلها من شخص لآخر بسرعة وسلاسة دون الحاجة إلى إجراءات قانونية معقدة، سواء كان تداولها بالتظهير (توقيع المالك الحالي على ظهر الورقة)، أو بالتسليم باليد (الحيازة).
تستخدم هذه الخاصية لتسهيل المعاملات التجارية، حيث يمكن استخدام الورقة التجارية كوسيلة دفع أو ضمان للديون.
ثانيًا: أداة ائتمان
تستخدم الأوراق المالية مثل الكمبيالات والسندات الأذنية، وسيلة لإثبات الديون المستحقة بين الأطراف، على نحو يمكن الدائن من المطالبة بحقه في الوقت المحدد. تصدر هذه الأوراق وفق شروط قانونية محددة، وتعد مستندات قانونية تُلزم المدين بسداد المبلغ المحدد في تاريخ الاستحقاق.
توفر القوانين حماية لحامل الورقة التجارية، حيث يمكنه اللجوء إلى القضاء في حال عدم السداد عند الموعد المحدد، ويمكن لحاملها اتخاذ إجراءات قانونية مباشرة دون الحاجة إلى إثبات العلاقة بين الأطراف.
ثالثًا: تسهيل العمليات التجارية
تعتبر الأوراق التجارية وسيلة لتأجيل الدفع، وهذا يمكن المشترين من الحصول على السلع أو الخدمات على نحو فوري مع السداد في تاريخ لاحق. هذا التأجيل يتيح الفرصة لتوليد إيرادات مالية من خلال بيع البضائع أو الخدمات قبل موعد السداد، مما يحسن التدفق النقدي، ويقلل من الحاجة إلى التمويل الفوري.
فعلى سبيل المثال، في حال اشترى تاجر بضاعة من المورد، وأصدر له ورقة تجارية بتاريخ استحقاق بعد ثلاثة شهور، هذه المدة تتيح للتاجر أن يبيع البضاعة، ويستخدم العائدات لتسديد قيمة الورقة عند الاستحقاق. تسهم هذه الآلية في مرونة العمليات التجارية، وتنشط الاقتصاد دون الحاجة إلى السيولة النقدية الفورية.
رابعًا: أداة لتوفير المال
تعتبر الأوراق التجارية وسيلة فعالية لتوفير التمويل منخفض التكلفة، لذلك تعتبر خيارًا مفضلًا للعديد من الشركات ذات التصنيف الائتماني المرتفع.
حيث تصدر هذه الأوراق عادة بأسعار فائدة أقل من أسعار الفائدة في القروض البنكية، وهذا يمكن الشركات من تقليل النفقات المرتبطة بالحصول على تمويل.
من ناحية أخرى تتمتع الأوراق التجارية بالمرونة العالية، حيث يمكن للشركات إصدارها بفترات استحقاق تتناسب مع الاحتياجات التمويلية الفورية. مما يعزز قدرة الشركات على إدارة تدفقاتها النقدية بفعالية.
اقرأ أيضاً: توليد النقود ، كيف تضاعف البنوك الأموال لديها؟
مزايا وعيوب الأوراق التجارية

مزايا الأوراق التجارية
ألمحنا فيما سبق لبعض من مزايا الأوراق التجارية، ونتناول هذه المزايا بصورة أكثر تفصيلًا فيما يلي:
- تمويل منخفض التكلفة: حيث تُصدر الأوراق التجارية بسعر فائدة أقل من أسعار الفائدة في القروض المصرفية التقليدية، مما يجعلها خيارًا جذابًا للشركات ذات التصنيف الائتماني المرتفع.
- سهولة وسرعة الإصدار: حيث يمكن إصدارها بسرعة دون الحاجة إلى إجراءات تسجيل معقدة، مما يتيح للشركات الحصول على تمويل بوقت قصير يسمح تغطية الاحتياجات التمويلية العاجلة.
- مرونة فترات الاستحقاق: الأوراق التجارية من أدوات سوق النقد قصيرة الأجل، حيث تتراوح فترة الاستحقاق ما بين يوم و270 يومًا. مما يتيح الفرصة للشركات تخصيص الأدوات التمويلية وفقًا لاحتياجاتها قصيرة الأجل.
- قابلية التداول: يقصد بقابلية التداول إمكانية تحويلها بين الأطراف بسهولة، سواء من خلال التظهير أو التسليم، وهذا يعني أنها تمتاز بسيولة عالية.
- لا تتطلب ضمانات: الأوراق التجارية أدوات غير مضمونة، بالتالي لا تحتاج الشركات إلى تقديم أصول مالية عند إصدارها كضمان لها، مما يبسط عملية الحصول على تمويل.
عيوب الأوراق التجارية
لا تخلو الأوراق التجارية من بعض العيوب التي تتعلق بالمخاطر أو محدودية الوصول وغيرها من العيوب، نستعرض هذه العيوب بشكل أكثر تفصيلًا:
- مخاطر الائتمان: نتيجة لعدم وجود ضمانات، يتحمل المستثمرون مخاطرة عدم قدرة الجهة المصدرة على سداد المبالغ المستحقة في موعد الاستحقاق، ويتعاظم هذا الخطر في حالات التدهور المالي أو الإفلاس.
- محدودية الوصول للشركات الصغيرة: تصدر الأوراق التجارية من شركات ذات تصنيف ائتماني مرتفع، نظرًا لما تتمتع به من ثقة عالية من الجمهور، بالتالي لا تستفيد الشركات الصغيرة أو ذات التصنيف الائتماني المنخفض من هذه الأداة التمويلية.
- عدم ملاءمتها للتمويل طويل الأجل: تستخدم الأوراق التجارية بشكل رئيس لتغطية الاحتياجات المالية قصيرة الأجل، بالتالي هذه الأداة التمويلية لا تناسب الاستثمارات طويلة الأجل.
- مخاطر السوق: تتأثر الأوراق تجارية بتقلبات السوق، مثل الظروف الاقتصادية العامة، والتغيرات في أسعار الفائدة، مما يؤثر في إقبال المستثمرين عليها.
- عدم توفر سوق ثانوي نشط: قد يصعب بيع الأوراق التجارية قبل تاريخ الاستحقاق؛ بسبب قلة السيولة في السوق الثانوي، وهذا يقلل من مرونتها المالية.
العيوب | المزايا |
مخاطر الائتمان | تكلفة تمويل منخفضة |
محدودية الوصول للشركات الصغيرة | سرعة وسهولة الإصدار |
عدم ملاءمتها للتمويل طويل الأجل | مرونة في فترات الاستحقاق |
مخاطر السوق | قابلية التداول |
عدم توفر سوق ثانوي نشط | لا تتطلب ضمانات |
أنواع الأوراق التجارية

الكمبيالة
ما هو تعريف الكمبيالة؟
صك “وثيقة” يحرر بشكل قانوني محدد، يتضمن أمرًا من شخص “الساحب”، إلى شخص آخر يسمى “المسحوب عليه” بأن يدفع مبلغًا معينًا من المال لصالح شخص ثالث “المستفيد”، في تاريخ معين أو عند الاطلاع عليه. وتعتبر الكمبيالة من أقدم الأوراق التجارية وأكثرها تفصيلًا من الناحية القانونية.
أطراف الكمبيالة:
- الساحب: وهو الشخص الذي يصدر الكمبيالة، ويأمر بدفع قيمتها.
- المسحوب عليه: وهو الشخص المكلف بدفع قيمتها.
- المستفيد: وهو الشخص الذي يقبض قيمة الكمبيالة.
مثال تطبيقي على الكمبيالة:
لنفرض أن الشركة (أ) اشترت بضائع من الشركة (ب) بقيمة 100 ألف دولار، لكن الشركة (أ) ليس لديها السيولة الكافية للدفع فورًا. وهنا قررت أن تصدر كمبيالة تأمر فيها شريكها التجاري (ج) بأن يدفع للشركة (ب) مبلغ 100 ألف دولار بعد 90 يومًا من تاريخ إصدار الكمبيالة. في هذه الحالة أطراف الكمبيالة هم:
- الساحب: هي الشركة (أ).
- المسحوب عليه: هي الشركة\ الشريك التجاري (ج).
- المستفيد: هي الشركة (ب).
ما الفرق بين الشيك والكمبيالة؟
- الكمبيالة: تنطوي على أمر بالدفع في المستقبل أو عند الاطلاع، وغالبًا ما تستخدم بين التجار لتأجيل السداد.
- الشيك: هو أداة سداد نقدي مباشر، حيث يتضمن أمرًا فوريًا بالدفع عند تقديمه للبنك.
السند لأمر “السند الأذني”
ما هو السند الأذني؟
السند الأذني هو صك مكتوب يتعهد فيه محرره بدفع مبلغ معين لصالح شخص آخر يسمى (المستفيد) في تاريخ محدد أو قابل للتحديد أو بمجرد الاطلاع. بالتالي فإنه تعهد من المقترض أن يسدد المال إلى المقرض في تاريخ محدد.
. وتنحصر العلاقة في السند الأذني بين طرفي:
- المحرر: وهو الشخص الذي يصدر السند، ويلتزم بدفع القيمة.
- المستفيد: هو الشخص الذي يستحق قبض قيمة السند.
أنواع السندات الأذني (السند لأمر)
- السند المضمون: يدعم هذا النوع بضمانات عينية أو شخصية تضمن الوفاء بقيمته عند الاستحقاق.
- السند غير المضمون: لا يستند إلى ضمانات خاصة باستثناء الالتزام الأخلاقي من قبل الشخص المحرر.
- سند التقسيط: في هذا النوع يتم دفع القيمة على دفعات متتالية وفقًا لجدول زمني متفق عليه.
- سند الطلب: وهو السند الذي يستحق الوفاء بمجرد الاطلاع عليه.
مثال تطبيقي على السند لأمر
اقترض أحمد من سعد مبلغ خمسة آلاف دولار، مع الوعد بسدادها بعد ستة أشهر. وهنا يمكن لأحمد إصدار سند لأمر يتعهد فيه بدفع مبلغ 5 آلاف دولار لسعد بعد ستة أشهر من تاريخ إصداره. وهنا أطراف السند الأذني:
- أحمد: وهو المحرر.
- سعد: وهو المستفيد.
ما هو الفرق بين الكمبيالة والسند؟
- عدد الأطراف: في السند لأمر يتضمن طرفين فقط، في حين تتضمن الكمبيالة ثلاثة أطراف.
- طبيعة الالتزام: يتضمن السند لأمر تعهد من المحرر بدفع مبلغ معين. في حين تتضمن الكمبيالة أمرًا من الساحب إلى المسحوب عليه.
- القبول: لا يخضع السند لأمر لعملية القبول من طرف ثالث. في حين تخضع الكمبيالة لإجراء القبول من المسحوب عليه (أي أن يكتب عليها مقبول أي أنه موافق على الدفع).
اقرأ أيضاً: كيف يؤثر البنك المركزي على النشاط الاقتصادي؟
الشيكات
ماهو تعريف الشيك؟
هو صك يحرر وفقًا لشكل معين، يتضمن أمر يصدره الساحب إلى المسحوب عليه “غالبًا ما يكون بنكاً”، بدفع مبلغ معين لطرف ثالث أو لحامله. ويُعد الشيك أداة وفاء وليس أداة ائتمان، فلابد من وجود رصيد كافٍ لدى البنك المسحوب عليه لتغطية قيمة الشيك.
الأطراف الأساسية في الشيك:
- الساحب: الشخص الذي يصدر الشيك (صاحب الحساب).
- المسحوب عليه: البنك أو المؤسسة المالية التي يُسحب الشيك.
- المستفيد: الشخص الذي يحصل على المبلغ المكتوب في الشيك.
القوانين في معظم الدول، منها الدول العربية، تحيط الشيك بحماية مشددة، حيث يعتبر إصدار الشيك دون وجود رصيد جريمة قانونية، قد تصل عقوبتها إلى الحبس عدة سنوات، أو دفع غرامات مالية، إدراج اسم الساحب في القائمة السوداء بالبنوك. مما يجعل الشيك أداة دفع قوية ومعتمدة لدى الأفراد والشركات.
أنواع الشيكات
يوجد عدة أنواع للشيكات، تختلف بحسب الحاجة والضمانات والترتيبات التي تتيحها:
- الشيك المسطر:
شيك يصدر وفق شكل معين، يتميز بوجود خطين متوازيين على صدر الشيك، يشير هذين الخطين إلى عدم الوفاء بقيمة الشيك إلا لأحد عملاء المصرف المسحوب عليه الشيك حيث يتم إيداعه في حساب العميل مباشرة، ولا يصرف كاش، أو يحول إلى مصرف آخر فقط.
الهدف الأساس من الشيك المسطر حماية حامل الشيك وتقليل خطر السرقة أو الفقدان، لأن السحب يتم عبر البنوك وليس بصورة نقدية مباشرة. - الشيك المصدق:
هو شيك يقوم البنك المسحوب عليه بالتأشير عليه بما يفيد باعتماده ووجود رصيد كافٍ لتغطية قيمته، غالبًا ما يضع البنك عبارة “مصدق” أو “معتمد” على وجه الشيك مع توقيع الموظف المختص وتاريخ الاعتماد.
يتميز الشيك المصدق بضمان ووجود رصيد كافٍ لدى البنك، حيث يجمد البنك المبلغ المذكور في الشيك من حساب العميل، ويلتزم البنك بسداد قيمته، لذلك يعتبر وسيلة آمنة للمعاملات المالية الكبيرة. - الشيك المقيد بالحساب:
هو شيك يضيف عليه الساحب عبارة تفيد عدم جواز صرف قيمته نقداً، بل يتم قيد قيمته في حساب المستفيد لدى البنك، كأن يكتب “يقيد بالحساب” أو “لا يصرف نقدًا”.
يوفر هذا النوع من الشيكات حماية إضافية ضد السرقة والتزوير، ويضمن انتقال الأموال عبر القنوات المصرفية الرسمية، ويسهل عملية المراجعة والتدقيق، كما يساعد على مكافحة غسيل الأموال والتهرب الضريبي. - الشيكات السياحية “شيكات المسافرين”:
شيكات تصدرها البنوك بقيم محددة، ليتمكن المسافرون من الحصول على نقد بالعملات المحلية في البلدان التي يزورونها.
تصدر الشيكات السياحية بقيم متفاوتة ومحددة مسبقًا، وتتطلب توقيع المستفيد مرتين الأولى عند الشراء والأخرى عند صرفه، كما يمكن استرداد قيمتها في حال الفقدان عن طريق تقديم إثبات الشراء، وتلقى هذه الشيكات قبولًا عالميًا واسعًا، لما تتميز به من مستويات عالية من الأمان ضد التزوير. - الشيك المصرفي المعتمد:
هو شيك يصدره البنك من حساباته الخاصة بناءً على طلب العميل، حيث يودع العميل قيمة الشيك لدى البنك ابتداءً، ثم يصدر البنك شيكًا من حسابه الخاص لصالح المستفيد.
يتمتع الشيك المصرفي المعتمد بمستوى عالٍ من الثقة لصدوره من البنك نفسه، لذلك فهو يستخدم في المعاملات التي تتطلب ضمانات عالية، والمعاملات المالية الكبيرة، ويكون البنك هو الملتزم بقيمة الشيك. - شيكات التحويلات المصرفية:
شيكات تصدرها البنوك لتحويل الأموال من حساب العميل إلى حساب آخر سواء في نفس البنك أو في بنك آخر محلي أو دولي. يتيح هذا النوع إجراء تحويلات مالية بين الحسابات المصرفية بصورة آمنة، ويُمَكن من توثيق المعاملات المالية للأغراض المحاسبية والضريبية. - الشيك الإلكترونية:
يعتبر هذا النوع من الشيكات من التطورات الحديثة التي طرأت على الأوراق التجارية، وهو البديل الرقمي للشيك الورقي التقليدي.
تتمتع الشيكات الرقمية بتبسيطها لعملية الدفع، وتسهيل التتبع والتسوية، وتقليل مخاطر الاحتيال وسرقة الهوية.
ما هو الفرق بين الشيك والكمبيالة والسند؟
البند | الشيك | الكمبيالة | السند لأمر (السند الأذني) |
الوظيفة | أداة وفاء (دفع فوري) | أداة ائتمان (دفع مؤجل) | أداة ائتمان (دفع مؤجل) |
عدد الأطراف | ثلاثة أطراف (الساحب، المسحوب عليه، المستفيد) | ثلاثة أطراف (الساحب، المسحوب عليه، المستفيد) | طرفان فقط (المحرر، المستفيد) |
المسحوب عليه | بنك فقط | أي شخص طبيعي أو معنوي | لا يوجد مسحوب عليه، المحرر هو الملتزم |
تاريخ الاستحقاق | يستحق الدفع فوراً (عند الاطلاع) | يستحق في تاريخ مستقبلي أو بعد مدة | يستحق في تاريخ مستقبلي أو عند الطلب |
القبول | لا يحتاج إلى إجراء القبول | يحتاج إلى قبول من المسحوب عليه | لا يخضع لإجراء القبول |
طبيعة الالتزام | أمر بالدفع من الساحب إلى البنك | أمر بالدفع من الساحب إلى المسحوب عليه | تعهد مباشر بالدفع من المحرر |
الحماية القانونية | حماية جنائية (عقوبة عند إصدار شيك بدون رصيد) | حماية مدنية (دعوى تجارية) | حماية مدنية فقط |
اقرأ أيضاً: 6 فروق يجب معرفتها ما بين البنوك الإسلامية والتقليدية
عمليات تتم على الأوراق التجارية

خلال حديثنا فيما سبق من المقال أشرنا في أكثر من موضع إلى بعض العمليات التي تتم على الأوراق التجارية، سنوضح فيما يلي أهم ما يتم عليها من عمليات على نحو أكثر تفصيلًا.
تظهير الأوراق التجارية
التظهير هو تصرف قانوني يتيح تداول الورقة التجارية من شخص لآخر، حيث يقوم شخص يطلق عليه “المظهِر” بالتوقيع على ظهر الورقة التجارية، أو على ظهر ورقة مرفقة بها لشخص آخر يسمى “المظهر إليه”، وينتج عن هذا التصرف:
- نقل الملكية: بهذا الإجراء يُنْقَل الحق باستلام المبلغ إلى المظهر إليه.
- التوكيل بالتحصيل: يُفوّض المُظهِر الشخص المُظهَر إليه بتحصيل المبلغ نيابةً عنه، لكن دون نقل الملكية.
- الرهن: حيث ترهن الورقة التجارية لصالح الدائن، وتستخدم كضمان للحصول على تمويل.
في جميع الحالات لابد أن يكون التظهير خاليًا من الشروط، كما يعتبر التظهير الجزئي باطلًا، ويجوز أن يكون التظهير بدون تحديد اسم المظهر إليه، ويطلق عليه (تظهير على بياض)، مما يسهل تداول الأوراق التجارية.
خصم الأوراق التجارية
خصم الأوراق التجارية هي عملية مالية يتم خلالها تحويل الورقة التجارية إلى نقد قبل تاريخ الاستحقاق، حيث يقوم حامل الورقة ببيعها إلى بنك أو مؤسسة مالية، لكن بقيمة أقل من قيمتها الاسمية، بالمقابل يحصل على السيولة المالية فورًا دون الحاجة إلى الانتظار إلى حين موعد الاستحقاق. إلا أن عملية الخصم تنطوي على بعض التكاليف:
- الفائدة عن الفترة الممتدة ما بين تاريخ الخصم إلى تاريخ الاستحقاق.
- العمولة وهي الرسوم التي يتقاضاها البنك مقابل تقديم هذه الخدمة.
- مصاريف التحصيل وهي تكاليف إضافية تتعلق بعملية التحصيل.
عادة ما يتم اللجوء إلى عملية خصم الأوراق التجارية للحصول على السيولة بسرعة، لكنها تتطلب أن تكون الورقة التجارية مستوفية للشروط القانونية، وأن يتمتع الموقعون بالملاءة المالية.
تحصيل الأوراق التجارية
يقصد بالتحصيل استلام قيمة الورقة التجارية عند حلول تاريخ الاستحقاق المتفق عليه، يمكن أن يقوم بهذه العملية حامل الورقة نفسه، أو من يفوضه بذلك مثل بنك أو مؤسسة مالية. تتم عملية التحصيل من خلال الخطوات التالية:
- تقديم الورقة للمسحوب عليه لتحصيل قيمتها.
- إجراء الاحتجاج في حال رُفِض الدفع من قبل المسحوب عليه، حيث يُحَرَّر احتجاج رسميًا لإثبات امتناع المسحوب عليه عن السداد.
- المطالبة القضائية إذا لم يتم التسديد بعد الاحتجاج، يتاح لحامل الورقة اللجوء إلى القضاء لتحصيل حقه.
التنفيذ على الورقة التجارية
في حال امتناع المسحوب عليه (المدين) عن سداد قيمة الورقة في تاريخ الاستحقاق، يمكن لحاملها اللجوء إلى القضاء لتحصيل حقه. وفي هذه الحال تعتبر الورقة سندًا تنفيذيًا يمكن بموجبه:
- الحجز على أموال المدين لضمان استيفاء الدين.
- بيع الأصول المحجوزة في المزاد العلني لاستفاء القيمة.
الحجز على الورقة
هو إجراء قانوني لحماية حقوق الدائنين، تهدف إلى منع المدين من التصرف في الورقة التجارية بطريقة تضر الدائن. بالتالي يعتبر الحجز وسيلة تحفظية لضمان استيفاء الدين المستحق.
ينطوي الحجز على نوعين رئيسين:
- الحجز التحفظي: حيث يعتبر إجراء وقائي في حال وجود خطر على حقوق الدائن من المدين. وهنا يتم تقديم طلب للمحكمة المعنية مرفقًا بالأدلة التي تثبت وجود الدين وخطر من تصرف المدين في الورقة التجارية.
- الحجز التنفيذي: يكون بعد صدور الحكم القضائي بإثبات الدين لمستحقه. وبناء على هذا الحجز يمكن للدائن تنفيذ الحكم عن طريق الحجز على الورقة التجارية واستيفاء قيمة الدين من خلال بيعها في المزاد العلني.
تجديد الورقة التجارية
إجراء يتم باتفاق الأطراف المعنية (الساحب، والمسحوب عليه، والمستفيد) يهدف إلى إصدار ورقة تجارية جديدة تحل محل الورقة الأصلية، يتم فيها تعديل تاريخ الاستحقاق أو شروط السداد.
يُلْجَأ إلى هذا الإجراء عادة عند اعتذار المدين عن الوفاء بقيمة الدين في الورقة الأصلية في الموعد المتفق عليه، ويطلب منح مهلة إضافية للسداد.
مستقبل الأوراق التجارية في العصر الرقمي

لم تكن الأوراق التجارية بمنأى عن التطورات المتسارعة في العصر الرقمي، حيث باتت الرقمنة توجهًا أساسيًا لتعزيز الكفاءة، والأمان، والمرونة في التعاملات المالية. ولم يقتصر التحول على استبدال الورق بالشاشات، بل شمل إعادة صياغة مفهوم الأوراق التجارية ودورها في الاقتصاد الحديث.
حيث أصبح الاعتماد على الوسائل الإلكترونية في إصدار الأوراق التجارية وتداولها خطوة جوهرية في تطوير الأعمال وسرعة إنجازها، وتوفير بيئة مالية أكثر استدامة. وقد أسهم التوقيع الرقمي والتبادل الإلكتروني في تقليل فقدان الوثائق أو تلفها، ومنح الشركات قدرة أكبر على إدارة وتنظيم مستنداتها بفعالية.
وتعد الشيكات الرقمية من أبرز أمثلة الأوراق التجارية التي اتخذت شكلًا جديدًا مع موجة الرقمنة. الشيكات الإلكترونية تمثل النظير العصري للشيكات الورقية، وتعمل ضمن أنظمة خاصة مثل غرفة المقاصة الآلية (ACH) مما يعزز أمان المعاملات ويضمن موثوقيتها.
وتسهم الشيكات الإلكترونية في تبسيط عمليات الدفع، وتحسين إدارة التدفقات النقدية، وخفض الرسوم، وتسهيل تتبع وتسوية المعاملات المالية. إلا أن هذا التحول الرقمي يتطلب تحديث الأطر التشريعية والتنظيمية لضمان حماية الحقوق، وتعزيز الثقة بالتعاملات الإلكترونية، خاصةً مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخولها على خط العمليات المالية.
اقرأ أيضًا: مقدمة أساسية في التكنولوجيا المالية
تتنوع الأوراق التجارية بحسب الدور الذي تؤديه في المعاملات المالية، وقد جاء تطورها استجابة لحاجة المجتمع المتنامية لتنظيم عمليات الدفع والتعاملات بين الأفراد والمؤسسات. ومع حاجتنا إلى هذا النوع من التعاملات المالية أصبح من الضروري أن تكون لدينا المعرفة الكافية للتعامل مع هذه الأدوات، وما يرتبط بها من حقوق والتزامات.
هل سبق وأن تعاملت بورقة تجارية؟ هل واجهت موقفًا بسبب فقدان شيك أو سند؟ شاركنا تجربتك أو استفسارك في التعليقات، لنتبادل المعرفة ونستفيد جميعًا.
الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الأوراق التجارية:
ما المقصود بتظهير الأوراق التجارية ؟
التظهير: تصرف قانوني يتيح تداول الورقة التجارية من شخص لآخر، حيث يقوم شخص يطلق عليه “المظهر” بالتوقيع على ظهر الورقة التجارية لشخص آخر “المظهر إليه”، وينتج عن هذا التصرف أما نقل ملكية الورقة التجارية، أو التوكيل باستيفاء قيمتها، أو رهنها بعبارة تفيد ذلك.
ما هي وظائف الأوراق التجارية؟
وظائف الأوراق التجارية هي:
– أداة للوفاء بالالتزامات: تستخدم كأداة لسداد الديون بين الأفراد والشركات، مثل الشبك الذي يستخدم للدفع المباشر.
– أداة للائتمان: تتيح بعض أنواع الأوراق التجارية مثل الكمبيالة والسند لأمر شراء بضائع والدفع في تاريخ لاحق.
– أداة لتداول الحقوق: يمكن نقل الحقوق المالية المرتبطة بالورقة التجارية من شخص لآخر من خلال تظهير الورقة التجارية مما يسهل تداولها.
– توثيق المعاملات المالية: تعد مستندات رسمية لإثبات وجود دين أو التزام مالي، كما يمكن استخدامها كدليل أمام المحاكم.
– وسيلة للتمويل: عادة ما تستخدم الشركات الأوراق التجارية للحصول على تمويل قصير الأجل، من خلال خصمها لدى البنوك أو بيعها للمستثمرين.
ما هي الكمبيالات التجارية؟
الكمبيالة التجارية هي وثيقة مكتوبة تتضمن أمرًا من شخص يسمى (الساحب) إلى شخص آخر يسمى (المسحوب عليه) بأن يُدْفَع مبلغًا معينًا من المال لشخص ثالث يسمى (المستفيد) في تاريخ معين أو بمجرد الاطلاع.
ما هي أنواع الأوراق المالية؟
الأوراق المالية: هي أدوات مالية تستخدم للاستثمار والتداول في الأسواق، في حين الأوراق التجارية ترتبط بالمعاملات التجارية والديون. وهناك أنواع أساسية من الأوراق المالية:
– الأوراق المالية للملكية: مثل الأسهم التي تمثل حصة في ملكية الشركة.
– الأوراق المالية الدَينية: مثل السندات التي تمثل إقراضًا للجهة المصدرة، والصكوك التي تشبه السندات، لكنها متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
متى تفقد الورقة التجارية صفتها؟
تفقد الورقة التجارية قيمتها عندما تفقد وظيفتها كأداة وفاء أو ائتمان، ويكون ذلك في الحالات التالية:
– دفع قيمتها بالكامل.
– انقضاء المدة القانونية للمطالبة بها.
– إذا تم إلغاؤها أو إبطالها بحكم قضائي.
– إذا فقدت أحد أركانها الأساسية مثل عدم وجود توقيع، أو نقص في البيانات.
ما أسم مصدر هذا الكلام ارجو الرد وما أسم الكاتب