في عالمنا اليوم، تُعتبر الإدارة المالية الشخصية مهارة لا غنى عنها، وهي السبيل لتحسين جودة الحياة والوصول إلى الحرية المالية. مع التحديات الاقتصادية التي نعيشها، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة، ولجوء الكثيرين إلى الديون، وانخفاض الأجور لشريحة كبيرة من الناس، يصبح التحكم في أموالنا أكثر أهمية من أي وقت مضى.

تلعب الإدارة المالية الشخصية دورًا رئيسيًا في تحقيق الأهداف المالية الشخصية والمهنية، فسواء كنت ترغب في تأمين مستقبل مالي مستقر لأسرتك، أو تسعى لشراء منزل، أو حتى ترغب في الاستثمار الشخصي في نفسك، ستكون الإدارة المالية من أهم الأدوات التي تعينك على تحقيق ذلك.

فجميعنا يتعرض للضغط المالي سواء كان ذلك نتيجة للديون، أو ظهور نفقات غير متوقعة، أو نقص الادخار وغيرها من الضغوط المالية. وهنا لابد أن تتذكر أمرين هامين:

  1. لست وحدك، فهناك الكثير من الأشخاص يعانون من الضغط المالي مثلك تمامًا.
  2. هناك الكثير من الطرق المجربة التي تساعدك في التخلص من الضغط والسيطرة على حياتك المالية.

في هذا المقال نستعرض أبرز الطرق التي تساعدك في الإدارة المالية الشخصية، التي يمكنك من خلالها تحسين جودة حياتك المالية، وبناء مستقبل مالي قوي.

اقرأ أيضًا: التخطيط المالي الشخصي : كيف نُعظم منافع النقود ؟

ما هي الإدارة المالية الشخصية؟

يقصد بالإدارة لمالية الشخصية: عملية التخطيط والتنظيم والمراقبة للموارد المالية للفرد أو الأسرة، تهدف هذه العملية لتحقيق أهداف مالية محددة وتحسين جودة الحياة. تتمثل هذه العملية في مجموعة من الأنشطة والعادات والممارسات التي تساعد الفرد على التحكم في أمواله واتخاذ قرارات مالية تتسم بالرشد، وتعتبر الوجهة النهائية لها تحقيق الاستقرار المالي والحرية المالية.

تكمن أهمية الإدارة المالية الشخصية في أنها تساعدنا في تحقيق الاستقرار المالي من خلال تجنب الديون وبناء صندوق ادخار للطوارئ. بالإضافة إلى ذلك وتحسين جودة القرارات المالية مما يقلل الأخطاء التي تؤدي إلى خسائر، وتساهم في زيادة الثروة وبناء الأصول من خلال الاستثمار المدروس وتنويع المخاطر. هذا كله يمكن الفرد من بناء أساس مالي قوي له ولأسرته، ومستقبلًا مستقرًا.

10 طرق تمنحك السيطرة على حياتك المالية

من الجيد أن نعلم أن التمويل الشخصي يعتمد بنسبة 20% على المعرفة و80% على السلوك، بحسب ما يقوله المستشارون الماليون. لذلك، يمكن لأي شخص بسهولة بدء رحلته نحو الحرية المالية من خلال تعلم كيفية إدارة الأموال وتطبيق ذلك في حياته اليومية. وفيما يلي، سنستعرض أهم ما يجب أن تتعلمه وتطبقه في حياتك لتحقيق النجاح المالي المنشود. فيما يلي أهم ما يجب أن تتعلمه وتطبقه في حياتك.

أولًا: تقييم الوضع الحالي

الخطوة الأولى في الإدارة المالية الشخصية أن تعرف الوضع الذي أنت فيه الآن، كن شجاعًا وصريحًا مع نفسك! هات ورقة وقلم وابدأ في تسجيل جميع الدفعات والديون التي عليك مهما كان حجمها. سجل الفواتير غير المدفوعة، والنفقات المتكررة، والديون وبطاقات الائتمان، وأقساط السيارة… لا تستثني أي شيء مهما كان صغيرًا فأنت بحاجة إلى معرفة مقدار دخلك بالضبط، والديون المستحقة، والالتزامات التي تدفعها كل شهر.

هذه الخطوة تحتاج إلى شيء من الشجاعة والصدق مع النفس، خاصة إن ارتكبت أخطاء مالية لا ترغب في التفكير فيها. تذكر أنه لابد من مواجهة الحقائق إذا كنت ترغب في تحقيق تقدم في حياتك المالية.

اقرأ أيضًا: خطوات إعداد ميزانية البيت والأسرة

ثانيًا: ابدأ في إعداد المزانية

تُعتبر الميزانية أفضل طريق الإدارة المالية الشخصية، فمن خلالها تتجنب الارتجال في قراراتك المالية. قد يبدو للبعض أن الأمر سهل ولا حاجة للتقيد بميزانية مكتوبة، ولكن التجربة الواقعية تثبت أن عدم وجود ميزانية يؤدي إلى ضغوط مالية ويدخلنا في حلقة مفرغة. هذا يدفعنا إلى تجنب التفكير في المال لأنه موضوع مقلق وحساس، مما ينتج عنه زيادة في الديون والمزيد من الضغوط، ويستمر الوضع هكذا إلى ما لا نهاية.

لذلك، من الضروري البدء في إعداد ميزانية شخصية مكتوبة للتحكم في أموالك وتحقيق الاستقرار المالي. هناك طرق متنوعة لإعداد الميزانية، لكن الميزانية الصفرية تُعتبر أفضلها. لا يعني ذلك أن نفقاتك تساوي دخلك بحيث لا يتبقى شيء من الدخل في نهاية الشهر، بل تعني أنك تخصِّص كل دولار من دخلك لمكانه الصحيح، سواء كان ذلك للإنفاق، الادخار، أو سداد الديون.

الطريقة بسيطة: ابدأ بكتابة جميع مصادر دخلك ونفقاتك وادخارك. ثم اطرح النفقات من الدخل لمعرفة الفائض أو العجز المتوقع. بعد ذلك، تتبَّع إنفاقك على مدار الشهر وقم بإجراء التعديلات بما يتناسب مع الوضع. تذكر أن الميزانية يجب أن تكون مرنة وليست جامدة.

اقرأ أيضًا: الخروج من الديون | 3 استراتيجيات أساسية.

ثالثًا: تتبع الإنفاق

يُعتبر تتبع الإنفاق من أبرز أدوات الإدارة المالية الشخصية. فإعداد الميزانية وحده لا يضمن بقاءك على المسار الصحيح؛ لذلك، لابد من تتبع الإنفاق أولًا بأول وإجراء التعديلات التي تتناسب مع وضعك المالي. يمنحك تتبع الإنفاق معرفة وضعك المالي الفعلي، بدلًا من العيش في حالة عدم اليقين وما يصاحبها من قلق وتوتر، ويساعدك في بناء علاقة أكثر إيجابية مع المال.

هناك العديد من التطبيقات التي تساعدك في تتبع نفقاتك، مثل تطبيقات الهواتف الذكية المتاحة مثل “Mint” أو “You Need a Budget”، وهناك العديد من التطبيقات العربية مثل تطبيق مصروفاتي (Masrofati)، محفظتي (Mahfazati)، وإن لم تكن ترغب في استخدامها، يمكنك تتبع النفقات يدويًا باستخدام الورقة والقلم.

اقرأ أيضًا: 10 نصائح تضمن لك تسوقاً ناجحاً

رابعًا: تقليل النفقات

من أسهل الطرق الممكن اتباعها للسيطرة على أموالك هي محاولة خفض نفقاتك الشهرية، صحيح أنه من الممكن عدم قدرتك على خفض نفقاتك الثابتة مثل إيجار البيت وأقساط السيارة إلا أن هناك نفقات متغيرة يمكنك التحكم بها مثل استهلاك الكهرباء ونفقات الطعام والنفقات اليومية، والاشتراكات الشهرية مثل الانترنت والنادي الرياضي، كما يمكنك الاستفادة من العروض والخصومات.
غالبًا أنك ستواجه بعض الصوبات في أول شهرين، لكن بمجرد تدريب عقلك على التحكم في نفقاتك والتفكير المسبق بها ستدرك أنك قادر على القيام بذلك. من ناحية أخرى عندما ترى مقدار المال الإضافي الذي تبقى في نهاية الشهر، ستحب الالتزام بخفض النفقات وسرعان ما يصبح ذلك منهج حياة.

اقرأ أيضًا: التخطيط المالي الشخصي : كيف نُعظم منافع النقود ؟

خامسًا: خطط لشراء الأشياء الكبيرة.

قد نربط سعادتنا أو تطوير أنفسنا أو حتى دارستنا بشراء شيء محدد، وهناك الكثير من آليات التمويل التي تحفزك على الشراء الان وفي هذه اللحظة إما من خلال تطبيقات اشتر الان وادفع لاحقًا، أو الشراء بنظام التقسيط، أو حتى استخدام بطاقة الائتمان.

تقديرك لمدى حاجتك الحقيقية للمنتج وتحديد الوقت المناسب لشرائه، هاذان العاملات يلعبان دورًا أساسيًا في نجاح الإدارة المالية الشخصية لك. فرغبتك في المنتج لا تعني قدرتك على اقتناؤها، وهذا يعني إن كنت لا تمتلك ثمن شراء المنتج نقدًا فهذا ليس الوقت المناسب لشرائه.

ممكن تلخيص ما سبق بمصطلح “الإشباع المؤجل”، فإذا كنت ترغب في شراء شيء لكنك لا تقدر على ثمنه نقدًا حاليًا يمكنك إنشاء صندوق ادخار خاص لشرائه. الفائدة من هذا الصندوق أنه يمكنك من شراء أشياء كبيرة من خلال توزيع تكلفتها على مدى فترة زمنية دون أن تضطر للالتزام بدفع أقساط شيء اشتريته منذ أشهر.

اقرأ أيضًا: 5 معلومات أساسية عن صندوق الادخار للطوارئ

سادسًا: إنشاء صندوق ادخار للطوارئ

لا يمكن الحديث عن الإدارة المالية الشخصية دون الحديث عن صندوق الطوارئ، أو ما يُعرف أيضًا بـصندوق تجنب الديون، هو حساب تدخر فيه المال لاستخدامه تحديدًا في الظروف الاستثنائية وغير المتوقعة. يُعتبر هذا الصندوق نقطة أساس في الإدارة المالية الشخصية، حيث يمنحك القدرة على الاستمرار في رحلتك نحو الحرية المالية، ويحميك من الوقوع في الديون مجددًا، ويخفف من التوتر والقلق بشأن المستقبل، لأنه يمنحك راحة البال بمعرفتك أنك مستعد ماليًا لأي حدث مفاجئ.

يمكن البدء بتكوين هذا الصندوق من خلال توجيه مبلغ محدد شهريًا إليه، ولا تُستخدم الأموال فيه إلا في ظروف محددة. التزم بالادخار الشهري فيه مهما كان المبلغ صغيرًا، لأن الخطوات الصغيرة أفضل من الوقوف في مكانك. المبلغ الذي يجب أن يصل إليه الصندوق هو ما يغطي النفقات الضرورية لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. قد يكون هذا الصندوق حسابًا بنكيًا أو حصّالة أو أي وسيلة أخرى تسهّل الوصول إليه عند الأزمات.

قد تتساءل: هل أسدد الديون أولًا أم أبدأ ببناء صندوق الطوارئ؟ الإجابة ترتبط بعدة عوامل مثل حجم الديون مقارنة بالدخل، وتكلفة الدين، والخطط المستقبلية، وغير ذلك. وقد تناولنا هذا الموضوع بشيء من التفصيل في مقال مستقل.

اقرأ أيضًا: القروض النقدية | دليلك لإقراض العائلة والأصدقاء

سابعًا: سداد الديون

من أكثر العوامل التي تؤثر سلبًا على الإدارة المالية الشخصية هو تحمل قدر كبير من الديون، خاصةً ديون بطاقات الائتمان مرتفعة الفائدة. فإذا أردت تحسين حياتك المالية، لابد من إعطاء سداد الديون أولوية في خطتك.

الخطوة الأولى: حصر الديون

ابدأ بحصر جميع الديون التي عليك. أحضر ورقة وقلم وابدأ بكتابة:

  • مبلغ كل دَين.
  • معدل الفائدة أو التكلفة.
  • الحد الأدنى الواجب سداده شهريًا.

هذه الخطوة تساعدك في إدراك وضعك الحقيقي، وتجعلك أكثر وعيًا بحجم التزاماتك المالية.

الخطوة الثانية: تقليل النفقات وتخصيص الأموال لسداد الديون

قم بتقييم نفقاتك الشهرية وحدد ما يمكن تقليله منها. الأموال التي توفِّرها من تقليل الإنفاق ستُوجِّهها نحو سداد الديون. سداد الحد الأدنى فقط من مبلغ الديون يجعل العملية تسير ببطء؛ لذا، تحتاج إلى توجيه مبالغ إضافية لتسريع السداد.

الخطوة الثالثة: اختيار استراتيجية سداد الديون المناسبة
قد تتساءل: كيف يمكنني تسريع عملية الخروج من الديون؟ هناك طريقتان شائعتان:

  • طريقة الانهيار الجليدي (Avalanche):
  1.  رتب الديون من الأعلى إلى الأدنى حسب معدل الفائدة.
  2.  بعد سداد الحد الأدنى لجميع الديون، وجِّه الأموال الإضافية إلى الدَين ذو الفائدة الأعلى.
  3.  عند الانتهاء منه، انتقل إلى الدَين التالي في الترتيب.
  4.  الميزة: تقليل إجمالي تكاليف الفائدة على المدى الطويل.
  •  طريقة كرة الثلج (Snowball):
  1. رتب الديون من الأصغر إلى الأكبر في المبلغ المستحق.
  2. بعد سداد الحد الأدنى لجميع الديون، ابدأ بتوجيه الأموال الإضافية إلى الدَين الأصغر.
  3. عند الانتهاء منه، انتقل إلى الدَين التالي.
  4. الميزة: تحقيق انتصارات سريعة تمنحك شعورًا بالإنجاز وتحفِّزك على الاستمرار.

اختر إحدى الطريقتين واستمر عليها حتى تُصبح خاليًا من الديون. والنصيحة الأهم يا صديقي أوقف استخدام بطاقات الائتمان لتجنُّب زيادة الديون. استخدم النقد في معاملاتك أو بطاقات الخصم المباشر. هذا سيجعلك أكثر تحكمًا في إنفاقك ويمنعك من بدء ديون جديدة.

اقرأ أيضًا: الخروج من الديون | كيف تواجه الاقتراض القهري وتنتصر عليه؟

ثامنًا: ضع أهداف مالية واقعية

من أهم ما ترشدك له الإدارة المالية الشخصية أن تضع أهداف مالية، لذلك امنح نفسك الوقت لتحديد أهداف مالية طويلة الأجل تسعى لتحقيقها، مثل شراء منزل، الادخار للزواج، أو الادخار للتقاعد، وغير ذلك من الأهداف. وجود أهداف محددة أمر بالغ الأهمية لأنها تمثل الحافز للاستمرار في الادخار والاستثمار كل شهر.

عند تحديد الأهداف، يجب أن تكون واقعية وقابلة للتطبيق ومحددة بزمن. فعلى سبيل المثال، ليس من المنطقي أن تحدد هدفًا لسداد قرض بقيمة 40 ألف دولار في عام واحد بينما راتبك 30 ألف دينار. لابد أن تكون قادرًا على تحقيقها، لأن الأهداف غير الواقعية تؤدي إلى الفشل وتثبط عزيمتك، مما قد يدفعك للتخلي عن اتخاذ خطوات لتحسين حياتك المالية.

بالإضافة إلى ذلك، الأهم من وضع الأهداف المالية هو تتبع تقدمك في تحقيقها بمرور الوقت. حدد موعدًا شهريًا لتتبع تقدمك نحو الأهداف، وحاول أن تضع الأهداف في مكان واضح سواء في غرفتك أو مكتبك. كما يُنصح بتقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر وأكثر قابلية للتحقيق، مما يزيد من شعورك بالإنجاز ويحفزك على الاستمرار.

اقرأ أيضًا: كيفية تحديد الأهداف المالية الذكية

تاسعًا: استثمر في مستقبلك

هناك طريقتان لكسب المال:

  • الأولى هي كسبه من خلال العمل، وهذا ما يسمى الدخل النشط. يرتبط تحصيل هذا الدخل بعملك المباشر، وفي حال التوقف عن العمل يتوقف هذا الدخل. يشمل ذلك الرواتب، الأجور، والأعمال الحرة التي تتطلب وجودك ومجهودك.
  • أما الطريقة الثانية فهي الدخل السلبي، وهو الدخل الذي تكسبه أثناء نومك دون الحاجة للعمل المستمر. من الأمثلة على مصادر هذا الدخل: استثمار المال في الأسهم، صناديق الاستثمار، شراء العقارات التي تدر دخلاً، وحقوق الملكية الفكرية.

إذا كنت تخشى الاستثمار، فابدأ بتطوير معارفك حول أساسيات الاستثمار وتوزيع المخاطر، واستشر أصحاب الخبرة في المجال. وفي ذات الوقت، ابدأ بالادخار إلى أن تشعر أنك جاهز لهذه الخطوة.

تذكر أن جميع الوصايا التي تحثك على الادخار فقط هي نصائح منقوصة، لأن الادخار يفقد فائدته دون الاستثمار، حيث إن النقود تفقد من قيمتها بمرور الوقت بسبب التضخم. لذلك، الاستثمار ضروري للحفاظ على قيمة أموالك وزيادتها على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: الدخل السلبي: 12 طريقة لكسب المال وأنت نائم

عاشرًا: استثمر في الخير

إضافةً إلى ما سبق من النصائح لتحسين الإدارة المالية الشخصية، لابد أن نتذكر أن حياتنا لا تنحصر في الدنيا فقط، بل تمتد إلى الآخرة؛ لذا، يجب أن نستثمر في عمل الصالحات كما نستثمر في الاستثمارات المادية. وتذكر أن كثيرًا من الأمور الصعبة تهونها الصدقة.

يقول الله تعالى: “فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ (7)” (سورة الليل)، وأن الصدقة بحد ذاتها سبب من أسباب الرزق، حيث يقول الله تعالى: “إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ، وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا، يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ” (سورة الحديد، الآية 18).

يمكنك تقديم المساعدة النقدية أو العينية للمحتاجين والفقراء. ومع ذلك، لا تنحصر الصدقة في المال فقط؛ فإن لم تستطع التصدق بالمال، فيمكنك المشاركة في الأعمال الخيرية من خلال التطوع في الجمعيات والمشاريع الخيرية. كما يمكنك نشر العلم الذي تعرفه من خلال تقديم الدروس للطلاب الفقراء أو نشر الوعي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك التصدق في مشاريع مستدامة يدوم نفعها لعدة أجيال، مثل بناء المساجد، مراكز تعليم القرآن الكريم، والمستشفيات التي تخدم الفقراء مجانًا.بهذا، لا نحقق فقط الاستقرار المالي في حياتنا بل ندعم استقرارنا الروحي، ونساهم أيضًا في بناء مجتمع أفضل ونستثمر في آخرتنا.

اقرأ أيضًا: ما يجب معرفته عن الزكاة في الإسلام

وفي الختام، عزيزي القارئ، لابد أن نؤكد أن الإدارة المالية الشخصية ليست مجرد ميزانيات أو أرقامًا نتتبعها، وليست مرحلة نطبقها ثم تنتهي، بل هي منهج حياة ينعكس على حياتك واستقرارك النفسي والمادي. ما تم توضيحه من طرق للسيطرة على حياتك المالية يمثل الطريق الممهد نحو الحرية المالية والأمان المالي.

وتذكر أن الإدارة المالية الشخصية الناجحة لا تتحقق بين يوم وليلة، بل هي رحلة لبناء عادات مالية ننجح في الاستمرار عليها أحيانًا، ونفشل في أحيان أخرى وقد نيأس، لكن المهم أن نستمر على الطريق، لأننا نستحق حياة أكثر استقرارًا.

والآن، أخبرني: ما هي الاستراتيجية التي ستبدأ في تطبيقها أولًا؟

ابدأ اليوم باتخاذ خطوة صغيرة نحو تحقيق أهدافك المالية، فالوقت لا ينتظر، ومستقبلك يستحق الجهد.

الأسئلة الشائعة حول الإدارة المالية الشخصية

ما هي الإدارة المالية الشخصية؟

هي عملية التخطيط والتنظيم والمراقبة للموارد المالية للفرد أو الأسرة، تهدف هذه العملية لتحقيق أهداف مالية محددة وتحسين جودة الحياة. تتمثل هذه العملية في مجموعة من الأنشطة والعادات والممارسات التي تساعد الفرد على التحكم في أمواله واتخاذ قرارات مالية تتسم بالرشد، وتعتبر الوجهة النهائية لها تحقيق الاستقرار المالي والحرية المالية.

ما هي أهم 5 جوانب للمالية الشخصية؟

1- الدخل
2- الانفاق
3- الادخار
4- الاستثمار
5- الادخار للطوارئ

لماذا لا يستطيع بعض الأشخاص إدارة شؤونهم المالية الشخصية؟

أهم سبب لعدم القدرة على إدارة الشؤون المالية هي عدم الوعي المالي، وعدم السعي للتثقيف المالي وتطوير المعارف في هذا المجال. من ناحية أخرى قد يكون لدى البعض شيء من الثقافة المالية إلا أن الخوف من مواجهة الواقع هو ما يخيفهم من البدء في رحلة الحرية المالية.

هل إدارة الأموال صعبة؟

قد تواجه بعض الصعوبة في بداية رحلتك في الإدارة المالية الشخصية، لكم بمرور الوقت ستعتاد هذا النمط من التنظيم، لأن الإدارة المالية الشخصية الناجحة لا تتحقق بين يوم وليلة، بل هي رحلة لبناء عادات مالية ننجح في الاستمرار عليها أحيانًا، ونفشل في أحيان أخرى وقد نيأس، لكن المهم أن نستمر على الطريق، لأننا نستحق حياة أكثر استقرارًا.

ما أهمية إدارة الشؤون المالية الشخصية؟

تكمن أهمية الإدارة المالية الشخصية في أنها:
1- تساعدنا في تحقيق الاستقرار المالي من خلال تجنب الديون وبناء صندوق ادخار للطوارئ.
2- تحسين جودة القرارات المالية مما يقلل الأخطاء التي تؤدي إلى خسائر.
3- تساهم في زيادة الثروة وبناء الأصول من خلال الاستثمار المدروس وتنويع المخاطر.
4- تمكين الفرد من بناء أساس مالي قوي له ولأسرته، ومستقبلًا مستقرًا.