تطرقنا في مقال سابق للحديث عن زكاة المال في الإسلام، وقد بينا ما هي الزكاة وماهي شروط زكاة المال في الإسلام، وكذلك بينا شروط وجوب الزكاة والأموال التي تجب فيها وكذلك المصارف المستحقة للزكاة. في هذا المقال سنتعرف على كيفية حساب الزكاة على المال المتغير على اختلاف أشكال المال النقدي.
اقرأ أيضًا: ما يجب معرفته عن الزكاة في الإسلام
-
زكاة الذهب والفضة
تجب زكاة المال في زكاة الذهب والفضة ودليل ذلك قول الله تعالى: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” التوبة| 34، وتجب الزكاة فيهما سواء كانت مسكوكة أم تبر لم تسك.
نصاب زكاة الذهب عشرون دينار ذهبي وهو يعادل في وقتنا المعاصر 85 غرام من الذهب، والزكاة الواجبة فيه 2.5% فالزكاة الواجبة في العشرين دينار نصف دينار ذهبي، وإذا زاد النصاب عن عشرون دينار فيحسب كنسبة من نصاب الزكاة، يقول صلى الله عليه وسلم: (ليس عليكَ شيءٌ- يعني في الذَّهَبِ- حتى تكونَ لكَ عِشرونَ دينارًا، فإذا كانت لكَ عشرونَ دينارًا وحال عليها الحَوْلُ، ففيها نِصفُ دينارٍ، فما زاد فبِحِسابِ ذلك).
فعلى سبيل المثال لو أن أحدهم امتلك 120 غرام من الذهب وتحققت في المال والمالك شروط وجوب زكاة الذهب، فإن الزكاة تحسب كالتالي (120*%2.5= 3) فالواجب في 120 غرام ذهب 3 غرام فقط.
أما الفضة فنصابها خمسة أواق كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس أواق صدقة، الأوقية تقريبا 200 درهم ويقدر بالوزن المعاصر 595 غرام، المقدار الواجب إخراجه 2.5 % منها، وما زاد عن حد النصاب يحسب كنسبة منه.
اقرأ أيضًا: 9 ممارسات اقتصادية تميز بها الاقتصاد الإسلامي |الجزء الأول
-
زكاة الأوراق النقدية
النقود الورقية هي صورة من صور النقود الاصطلاحية التي توافق الناس على التعامل فيها في مبادلاتهم التجارية والوفاء بالديون، وكل عملة دولة تعتبر نقدًا مستقلًا، وهي أمر مستحدث نسبيًا حيث كان الناس يتعاملون بالذهب والفضة ثم تم اللجوء إليها كنائب عن الذهب وبعد ذلك استقلت بالتداول النقدي دون الرجوع لقيمة الذهب وتعتبر زكاه الاوراق النقدية احدي اهم صور كيفية حساب الزكاة على المال المتغير التي يريد ان يتعرف عليها الجميع
تجب الزكاة في النقود الورقية كما جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي وفق أحكام زكاة الذهب والفضة، أي ما قيمته 85 غرام من الذهب تجب فيها نسبة 2.5%.
والان لنتعرف على كم نصاب زكاة المال بالدولار كما يلي:
- نرى سعر غرام الذهب من عيار 24 كم يساوي بالدولار، فلنفرض أنه يساوي 70 دولار مثلًا.
- نصاب الذهب يساوي 85 غرام.
- نصاب الزكاة المال من الدولار تساوي 85*70 دولار = 5950 دولار.
- بالتالي من يملك 5950 دولار تجب فيها الزكاة إذا تحققت باقي شروط زكاة المال.
- لحساب ما يجب إخراجه كزكاة نضرب 5950 دولار بقيمة 2.5% ويساوي 148.75 دولار هي الزكاة الواجبة فيه.
فكل مبلغ مالي بلغ النصاب وتحققت به شروك زكاة المال ما نسبته 2.5% من قيمة المبلغ، ويمكن حساب قيمة النصاب لكل بلد بضرب سعر جرام الذهب من عيار 24 كما أشرنا بنصاب الذهب 85 جرام.
-
كيفية حساب زكاة المال المدخر من الراتب
قد يدخر الأهل لأبنائهم المال في صغرهم ليستفيدوا منه مستقبلًا، وقد يدخر البعض المال للاستثمار مستقبلي، وغير ذلك من الأسباب، هل تجب الزكاة على هذه الأموال؟
كيفية حساب زكاة المال المدخر من الراتب بغض النظر عن سبب الادخار تجب الزكاة في المال المدخر متى بلغ النصاب وهو 85 غرام ذهب وحال عليه الحول وتحققت فيه باقي شروط وجوب زكاة المال، فيجب إخراج 2.5% من المبلغ كزكاة لأن الزكاة عبادة مالية تجب في المال حال توافرت شروطها.
اقرأ أيضًا: 8 أمور لابد معرفتها عن الاقتصاد الإسلامي
-
زكاة الراتب الشهري
قد يسأل البعض عن وجوب الزكاة في المرتب الشهري، وهنا لابد أن نلاحظ أن الراتب الشهري غالبا ما ينفق على شؤون صاحبه ومن يعول من زوجة وأولاد وغيرهم، بالتالي فهو مشغول بحاجة معتبرة في نظر الشرع، فلا تجب عليه الزكاة من حيث الأصل.
لكن ما يزيد عن الحاجة ويدخر إذا بلغ نصاب الذهب واستوفى شروط زكاة المال وحال عليه الحول (عام قمري) وجبت فيه الزكاة وفق أحكام زكاة الذهب.
-
زكاة المال المستفاد
المال المستفاد له صورتين من الزكاة المال في الاسلام:
- الصورة الأولى: المال المستفاد المتولد (ربح) عن مال أصله لدى المكلف تحققت فيه شروط زكاة المال وحال عليه الحول، مثل رجل لديه مال تحققت فيه شروط الزكاة وتاجر به وربح، فالربح هو المال المستفاد وهذا المال يزكى عند زكاة أصله.
- المال الثانية: مال ملكة الفرد المكلف بالزكاة أثناء الحول (خلال السنة) ولكنه ليس ناتجًا عن أصل مالي لديه، مثل ميراث أو جائزة مالية أو مكافأة نهاية الخدمة، ومثال هذه الصورة رجل وجبت في ماله الزكاة ثم حصل على أرث فهل تجب الزكاة في الأرث ويضم إلى مال الزكاة في هذا العام؟، جمهور العلماء على أن هذا المال يجب أن يحول عليه الحول كي تجب فيه الزكاة.
وهذا المال يزكى بإحدى الطريقتين: أن يبدأ الحول منذ استلام المال وحين يحول عليه الحول يزكى، الطريقة الثانية أن يضم المال المستفاد إلى الأموال التي لديه ويزكيه معها وإن لم يحل عليه الحول، وهذا فيه تسامح من المزكي وتغليب مصلحة الفقير لأنه لم تجب في الزكاة.
اقرأ أيضًا: العدالة التوزيعية في النظم الاقتصادية، أيها أكثر عدلاً؟
-
زكاة الدَين
إذا كان المزكي دائن (له دين على الناس) فهل هذه الأموال تجب فيها الزكاة؟، سواء كان المبلغ بذاته نصابًا أو أنه إذا ضمه لبقية ماله بلغ نصابًا فهل تجب الزكاة فيه.
عند الحديث عن الدين يميز العلماء بين نوعين من الديون:
- دين مرجو السداد: وهو دين يكون على شخص مليء ماليًا فير مماطل قادر على الوفاء بالدين في حين الطلب أو عند الأجل المحدد للوفاء بالدين وسداده، هذا الدين يضم إلى باقي الأموال ويزكي في كل عام.
- الدين غير مرجو السداد: ويكون هذا الدين على مدين مماطل أو فقير غير قادر على الأداء، لا تجب في هذه الأموال الزكاة إلا حين قبضها الفعلي ويزكيها عن عام واحد فقط حتى لو مرّ على الدين عدة أعوام.
-
زكاة الذهب الملبوس
شرع الإسلام للمرأة اتخاذ الزينة من الذهب والفضة ومنعها على الرجال، زينة النساء من الذهب والفضة من حيث الأصل لا زكاة عليها إن كانت زينة معتادة دون مبالغة فلا تجب زكاة المال فيه لأنه مشغول بحاجة حقيقية احترمها الشرع، لكن إن زاد ما يُخصص للتحلي عن المعتاد أو كان حيلة للتهرب من زكاة الذهب على اعتبار أنه مخصص للزينة وليس للادخار وهنا تجب زكاة الذهب فيما جاوز الحد المعتاد للزينة بنسبة 2.5 % وفقًا لأحكام زكاة الذهب والفضة.
أما فيما يخص الذهب الملبوس للرجال من الذهب والفضة فاستخدامها محرم على الرجال إلا ارتداء خاتم فضة لورود نهي نبوي عن ذلك، لكن من حيث وجوب زكاة المال عليها فتجب الزكاة عليها إذا بلغت قيمتها قيمة نصاب الزكاة حتى ولو لم تبلغ النصاب وزنًا.
اقرأ أيضًا: كيف أصبح الدولار حجر أساس في النظام النقدي العالمي؟
-
كيفية حساب الزكاة على المال المتغير
المال المتغير هو المال الذي يختلف مقداره خلال العام بعد بلوغه النصاب، وفي زكاة المال المتغير ينظر لأمرين:
- إذا نقص هذا المال عن النصاب خلال العام، فإنه لا يزكى ونبدأ باحتساب حول جديد عند وصوله للنصاب مجددًا.
- إذا زاد المال وكانت هذه الزيادة ناتجة عن أصل المال كالاتجار في المال، فإن هذه الأرباح تزكى مع أصل المال.
وفي الختام عزيزي القارئ لابد أن نذكرك بأهمية الزكاة وأنها ركن من أركان الإسلام التي لا يمكن التساهل بها أو إغفالها، وتذكر احتساب الأجر والثواب من الله تعالى و تنقية للنفس من التعلق بالدنيا وأعلم أن ما عند الله خير وأبقى.
وللحصول على الفضل المضاعف لإخراج الزكاة، من الممكن إخراجها للاجئين والمحتاجين في المخيمات
جميل جدا، ماشاء الله مقالة جامعة وشاملة