جدول المحتويات
يُعتبر التخطيط للتقاعد من العناصر الأساسية لتحقيق الاستقرار المالي بعد انتهاء الحياة المهنية. إلا أنه لا يقتصر على تحديد المبلغ اللازم لحياة ما بعد التقاعد، بل يشمل التخطيط لصورة الحياة التي تود أن تعيشها في هذه المرحلة، والتي تُعتبر مرحلة تحقيق الأحلام المؤجلة، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها، وما يرافقها من تزايد في تكاليف المعيشة وارتفاع معدلات التضخم.
في هذا المقال، سنستعرض أهمية التخطيط المالي والعوامل الواجب مراعاتها لتحقيق الاستقرار والأمان المالي، بالإضافة إلى نصائح عملية لتحديد احتياجاتك للتقاعد.
اقرأ المزيد: كيفية تحديد الأهداف المالية الذكية.
ماهو التخطيط للتقاعد؟
تعريف التخطيط للتقاعد
التخطيط للتقاعد هو عملية وضع خطة مالية تهدف إلى تحقيق حياة مريحة ومستقرة ماليًا بعد انتهاء سنوات العمل. يتضمن ذلك تخصيص جزء من مدخراتك أو دخلك الحالي واستثماره لضمان توفير مصدر دخل كافٍ يلبي احتياجاتك المستقبلية دون الحاجة إلى العمل.
يُعتبر التخطيط للتقاعد بمثابة خريطة طريق لحياة مريحة بعد العمل، حيث يمكنك من الاستمتاع بنمط حياة مريح ومستقر دون العيش تحت ضغط الإلتزامات المالية اليومية، كما يساعدك التخطيط المالي في تحقيق الاكتفاء المالي دون الحاجة للاعتماد على الاخرين، ويمنحك القدرة على عيش نمط الحياة الذي تعيشه.
مع ذلك، قد يبدو التخطيط للتقاعد من الأمور الخارجة عن سيطرتك، خاصةً إذا كان سن التقاعد قريبًا نسبيًا بالنسبة لك. لكن لا تدع الخوف يمنعك من بدء هذه الخطوة المهمة. لم يفت الوقت بعد، ركِّز على ما يمكنك التحكم فيه، مثل اختياراتك وقراراتك المالية، والحلول الممكن اتباعها لتحسين حياة ما بعد التقاعد. وعلى الرغم من تحديات عدم اليقين، يمكنك التخطيط للتقاعد بنجاح إذا بدأت مبكرًا واستثمرت مدخراتك بذكاء، حيث تزداد فرصك في تحقيق أهدافك المالية بفضل الأثر التراكمي للاستثمار ونموه على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: 6 خطوات تخطيط إعداد الميزانية للبيت.
مراحل التخطيط للتقاعد
يعتبر التخطيط للتقاعد عملية مهمة تبدأ في مرحلة مبكرة من الحياة وتستمر عبر المراحل المختلفة، حيث تتميز كل مرحلة ببعض السمات الواجب مراعاتها عند التخطيط للتقاعد لتحقيق أكبر فائدة ممكنة. فيما يلي بعص الارشادات التي تعظم الفائدة من كل مرحلة:
المرحلة الأولى: مرحلة الشباب (من سن 21 إلة 35 عامًا)
تمثل هذه المرحلة بداية حياتك المهنية قد تكون مواردك المالية محدودة، ولا تمتلك فيها فائض مالي للاستثمار، إلا أنك تمتلك الوقت وهو عامل حاسم في تنمية مدخرات التقاعد ذلك بفضل الأثر التراكمي للاستثمار. يمكنك تعظيم الاستفادة من خذخ المرحلة من خلال مراعاة مالي:
- تعزيز المعرفة المالية: في بداية حياتك المهنية استثمر في تعزيز الوعي المالي لديك بشكل عام، وتعلم المهارات المالية اللازمة لادارة الدخل وتنظيم الأولويات، وتعلم أساسيات الاستثمار. يساعدك ذلك في اتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاءً.
- الادخار المنتظم: لا تنتظر أن ينمو دخلك حتى تبدأ بعادة الادخار، ابدأ بالادخار حتى ولو كان جزء بسيط من الدخل. هذه المبالع المدخرة تمثل حجر الأساس الذي ستنطلق منه في الاستثمار سواء في نفسك أو في مشروع. هذه المبالغ البسيطة نجدث فرقًا على المدى الطويل.
- الاستفادة من العائد المركب للاستثمار: كلما بدأت بالاستثمار مبكرًا زادت فرص نمو استثماراتك، استثمار العائد المتحقق من الاستثمار بشكل مستمر يسمح بأن تكسب أرباحًا إضافية على المدى الطويل.
المرحلة الثانية: مرحلة العمر المبكر (من سن 36 إلى 50 عامًا)
قد تواجه ضغوطًا مالية أكبر في هذه المرحلة مثل شراء منزل، أو تكاليف تعلم الأبناء، بالإضافة إلى نفقات المعيشة خاصة مع ازدياد عدد أفراد الأسرة، لكن الأمر المبشر في هذه المرحلة أن الدخل غالبًا ما يكون في أعلى مستوياته خلالها. إليك بعض النصائح التي تساعدم في الاستفادة من هذه المرحلة بأكبر قدر ممكن.
- الاستمرار في الادخار: على الرغم من زيادة الالتزامات المالية في هذه المرحلة، لابد أن تحافظ على استمرارية عادة الادخار للتقاعد. غالبًا ما تكون هذه السنوات هي الأفضل لويادة مدخراتك نظرًا إلى أن الدخل يكون في أعلى مستوياته.
- زيادة معدل الادخار: بما أن دخلك في أعلى مستوياته احرص على زيادة نسبة الدخل مع تحسن وضعك المالي، سيساعدك ذلك في تعويض الانخفاض في المدخرات التي ترافق مرحلة الشباب.
- تنويع الاستثمارات: تعلم أن الادخار ليس هدفًا بحد ذاته، إنما هو وسيلة الاستثمار، ابدأ الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول مثل الأسهم، والعقارات، والصكوك وغيرها من الأصول المدرّة للدخل.
- تحديد الأهداف المالية دقيقة: احرص على تحديد أهداف واضحة سواء للدخل أو الأصول التي ترغب في تحقيقها قبل الوصول إلى مرحلة التقاعد، وابدأ بخطوات عملية واضحة نحو تحقيقها.
اقرأ أيضًا: كيف يكون الادخار المالي أسلوب حياة.
المرحلة الثالثة: منتصف العمر المتأخر (من سن 51 إلى 60 عامًا)
مع الاقتراب من سن التقاعد يصبح التركيز على حماية المدخرات والحد من المخاطر الاستثمارية هو الهدف الأكثر أهمية. ويمكنك تحقيق ذلك من خلال هذه الخطوات:
- مراجعة محفظتك المالية: ابدأ بتقييم استثماراتك لتكون أكثر تحفظًا وأمنًا، من خلال التركيز على الاستثمارات منخفضة المخاطر. مثل الصكوك والودائع الاستثمارية في البنوك الاسلامية، وصناديق الاستثمار المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وغيرها من الصيغ منخفضة المخاطر.
- الاستعانة بمستشار مالي: قد يكون من المفيد الحصول على نصيحة مالية من خبير مالي يساعدك في وضع خطة محكمة لحماية مدخراتك وضمان تحقيق أهداف التقاعد الخاصة بك.
- الاستعداد للتكاليف المستقبلية: مع تقدم العمر قد يظهر بنود انفاق لم جديدة لم تكن بذات الأهمية في الماضي مثل تكاليغ الرعاية الصحية التي تزداد مع تقدم السن، بالإضافة إلى زيادة نفقات المعيشة بشكل عام بسبب التضخم.
المرحلة الرابعة: مرحلة التقاعد (من سن 61 عامًا فما فوق)
عند بلوغك سن التقاعد تبدأ الاستفادة من المدخرات والاستثمارات التي قمت بها على مدار السنوات السابقة. لكن لابد من التنبه لبعض النصائح الهامة خلال هذه المرحلة.
- إدارة الدخل التقاعدي: لابد من تحديد الكيفية التي سيتم بها سحب الأموال في هذه المرحلة، فلابد من العمل على استدامة الأموال طوال فترة التقاعد.
- التخطيط للميزانية: لا يعني الوصول للتقاعد مع توفر المدخرات أن ننفق الأموال دون تخطيط، لذلك لابد من وضع ميزانية تعكس نفقاتك الحالية والمتوقعة، مع مراعاة أن تكون مرنة لمواكبة التغيرات في نمط الحياة.
- العمل بدوام جزئي: إذا كنت ترغب في العمل في هذه المرحلة فالعمل بدوام جزئي يعتبر خيار مناسب يساعد في الحفاظ على النشاط وزيادة الدخل.
- الحفاظ على الصحة: التوقف عن العمل لا يعني التوقف عن الحركة أو النشاط. بل على الغكس تمامًا تمنحك هذه المرحلة الفرصة للتركيز على صحتك من خلال ممارسة الرياضة والانخراط ي أنشكة بدنية. يساعدك الحفاظ على نمط حياة نشيط في الاستمتاع بحياتك وزيادة شعورك بالرضا والسعادة. تذكر أن صحتك في هذه المرحلة هي رأس مالك الحقيقي.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الادخار والاستثمار | طريق الثروة.
أهمية التخطيط للتقاعد
التخطيط للتقاعد ليس مجرد خيار بل هو ضرورة حيوية لضمان الاستقرار المالي والراحة النفسية في مرحلة التقاعد. البدء المبكر في التخطيط للتقاعد يساعدك في تحقيق أهدافك المالية والشخصية كما يمنحك التمتع بمرحلة التقاعد بثقة وراحة. إليك بعض النصائح التي تدفعك للبدء الان في التخطيط للتقاعد:
- يساعدك التخطيط المالي للتقاعد في الحفاظ على مستوى معيشي مناسب في مرحلة التقاعد دون الحاجة للاعتماد على الاخرين.
- مواجهة التغيرات الاقتصادية خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم. مما يوفر حماية من التقلبات الاقتصادية غير المتوقعة.
- يمنحك التخطيط للتقاعد الفرصة في تحقيق أحلامك المؤجلة مثل التفرغ لممارسة هواياتك المفضلة، أو التفرغ للعبادة، أو حتى الانخراط في الأعمال الخيرية. مما يضفي السعادة والرضا عن حياة ما بعد التقاعد بعيدًا عن التوتر والقلق لتوفير سبل العيش.
- الاستفادة من قوة الاستثمار المركبة، كلما بدأت بالادخار والاستثمار مبكرًا زادت فرصتك في الحصول على عوائد أكبر بفضل الاستثمار المتراكم للأموال، مما يعزز مدخراتك التقاعدية.
اقرأ أيضًا: التخطيط المالي الشخصي : كيف نُعظم منافع النقود ؟
العوامل غير المالية التي يجب مراعاتها
عند التخطيط للتقاعد هناك مجموعة من العوامل الواجب أخذها بعين الاعتبار لضمان الوصول للأمان والاستقرار المالي في المستقبل. فيما يلي أبرز الجوانب الواجب مراعاتها:
أولًا: العمر المستهدف للتقاعد.
يعتبر استهداف سن محدد للتقاعد خطوةأساسية في عملية التخطيط للتقاعد، قد يختلف العمر المستخدف للتقاعد من شخص لآخر بناء على أهدافه الشخصية ووضغه المالي. فقد يفضل البعض التقاعد المبكر للاستمتاع بالحياة وقضاء وقت مع العائلة، في حين يفضل البعض الآخر الاستمرار في العمل لفترات أطول للوصول لأهداف مهنية أو زيادة المدخرات الخاصة بالتقاعد.
فكلما كان سن التقاعد مبكرًا زادت الحاجة لمدخرات أكبر لتغطية فترة تقاعد أكبر. لأن التقاعد المبكر يعني فترة أطول بدون دخل منتظم، وهذا يتطلب وجود خطة محكمة لاستدامة الموارد المالية. وهنا تظهر أهمية التخطيط المبكر للتقاعد والاستثمار الذكي اللّذان يساعدان في زيادة المدخرات بفضل الأثر التراكمي للاستثمار.
وهنا لابد من الاشارة إلى ضرورة الاطلاع على القوانين المحلية للتقاعد، فبعض الدول تشترط حد أدنى لسن التقاعد للحصول على المعاش (الراتب) التقاعدي أو الاستفادة من مزايا معينة.
ثانيًا: الاحتياجات والنفقات المستقبلية
من المهم عند التخطيط للتقاعد أخذ الاحتياجات والنفقات المستقبلية بعين الاعتبار، ذلك لضمان العيش بنمط الحياة الذي ترغب فيه بعد التقاعد. يشمل ذلك تقدير تكاليف المعيشة، ونمط الحياة المرغوب فيه، والإلتزامات العائلية.
- تقدير تكاليف المعيشة: قم بالتفكير في التكاليف المعيشية المتوقعة بعد التقاعد مثل السكن هل ستستمر في العيش في منزلك الحالي أم ستنتقل لمنزل آخر ؟ لأن ذلك يؤثر على المخصصات اللازمة للسكن. احسب بشكل تقديري تكليف الغذاء والمواصلات وخطط الترفيه التي ممارستها بعد التقاعد، اضف الى ذلك تقدير تكاليف الرععاية الصحية خاصة أنها تزداد مع تقدم العمر.
- نمط الحياة المرغوب فيه: ماهي صورة الحياة التي ترغب بها بعد التقاعد؟ هل لديك النية في السفر داخل أو خارج البلاد؟ وماهي التكاليف التي تحتاجها لذلك؟ هل تنوي ممارسة هوايات أو تعلم مهارات جديدة تتطلب نفقات إضافية؟ هل تنوي الانتقال إلى مدينة أخرى ذات تكاليف معيشية أقل أو الانتقال إلى العيش في مكان قريب من عائلتك الكبيرة؟ كل ذلك يؤثر على ميزانيتك ولابد من أخذه بعين الاعتبار.
- الإلتزامات العائلية: تتميز الثقافة العربية في الدورالمحوري الذي تلعبه العائلة، إلا أنّ ذلك قد ينطوي على بعض التكاليف المالية مثل الاستمرار في دعم الأبناء في مراحل التعليم والزواج وقد يستمر في بعض الأحيان مع بدء حياتهم المهنية. من ناحية أخرى ثد يمنُّ الله عليك فتكون مسؤولًا عن رعاية والديك أو أحدهما، وهذا يحتاج إلى تخصص بعض الموارد المالية لذلك. بالإضافة إلى المساهمات المالية التي نتميز بها مثل المناسبات الاجتماعية المختلفة والاعياد والمساعدات لذوي الأرحام التي قد تتطلب نفقات إضافية.
ثالثًا: الالتزامات المالية الحالية (قروض، ديون، إلخ)
تعتبر جزءً مهمًا وأساسيًا في التخطيط الناحج للتقاعد، لذا لابد من التعامل معها بحكمة وذكاء. حاول سداد الديون المستحقة قبل الوصول لسن التقاعد سواء أقساط المنزل أو سيارة وغيرها من الديون. قم بوضع خطة طويلة الأجل للسداد تتناسب مع قدراتك المالية الجالية والمستقبلية. والأهم من ذلك كله تجنب الدخول في قروض جديدة. لأن زيادة الديون تؤثر سلبًا على مدخراتك التقاعدية في الوقت الذي يجب عليك التركيز فيه على الادخار والاستثمار لمستقبلك.
رابعًا:التضخم والتغيرات الاقتصادية
تؤثر التغيرات الاقتصادية المختلفة على القيمة الحقيقية لمدخراتك المستقبلية، يؤثر التضخم على القوة الشرائية للأموال، وهذا يعني أن ما يكفيك اليوم من المال لنمط حياة معين قد لا يكون كافيًا في المستقبل. يمكنك مواجهة أثر التضخم من خلال استثمار مدخراتك في استثمارات تحقق عوائد تتجاوز معدل التضخم مثل الاستثمار في الصكوك الاسلامية، والاستثمار العقاري، والأسهم المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، بالإضافة للحرص على تنويع المحفظة الاستثمارية مما يقلل المخاطر.
خامسًا: الوضع الصحي والتكاليف الطبية المحتملة
مع تقدم العمر تزداد تكاليف النفقات الطبية عادة، لذلك لابد من وضع ميزانية مخصصة لتغطيتها مستقبلًا مع مراعاة إمكانية حدوث حالات طارئة قد لا يغطيها التأمين الصحي الخاص بك. من ناحية أخرى احرص على الاستثمار في نمط حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن، لأن ذلك يجسن من جودة حياتك ويقلل التكاليف الطبية على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: 5 معلومات أساسية عن صندوق الادخار للطوارئ
كم تحتاج من المال للتقاعد؟
الرقم السحري أو المبلغ الذي تحتاجه لتحقيق تقاعد مريح، هو أمر شخصي للغاية ويعتمد على عدة عوامل شخصية ومالية يناءً على احتياجاتك المالية المستقبلية. إلا أن هناك قاعدة عامة يستخدمها المحترفون تنص على أنك تحتاج إلى 80% من دخلك الحالي للعيش بشكل مريح بعد التقاعد. فإذا كنت تكسب 100 ألف دولار سنويًا فأنت تحتاج إلى 80 ألف دولار سنويًا لمدة 20 عام تقريبًا، أي ما يعادل 1.6 مليون دولار.في حين يرى آخرون أن الأغلب من الناس يلا يدخر ما يكفي من المال لتلبية هذه القاعدة، إلا أنه من الواجب علينا أن نوازن بين نمط الحياة الحالي والادخار والاستثمار للتقاعد.
من ناحية أخرى يمكنك اتباع الخطوات التالية لتصل للمبلغ المطلوب للتقاعد تقريبًا:
- تحديد النفقات السنوية المتوقعة بعد التقاعد: حاول توقع تكاليف المعيشة السنوية بعد التقاعد، سيكون هناك اختلاف بين ما تنفقه الآن مقارنة مع ما تنفقه بعد التقاعد، فمن الطبيعي اختفاء بعض بنود الإنفاق مثل نفقات الذهاب والرجوع من العمل، وظهور نفقات جديدة مثل ازدياد الفواتير الشهرية بسبب قضاء وقت إضافي في المنزل. لكن كل ما عليك حسابها بشكل تقريبي، تذكر أن الخطة مرنة ويمكننا اجراء التعديلات عند الحاجة.
- حساب مدة التقاعد: الان احسب عدد السنوات المتوقعة للتقاعد. يمكن استخدام متوسط العمر السائد كمرجع للعمر المتوقع، مع الاخذ بعين الاعتبار نمط الحياة المتبع والوضع الصحي.
- مراعاة معدل التضخم: يقلل التضخم من القوة الشرائية، لذلك لابد من زيادة المبلغ المتوقع بنسبة معينة لتعويض تأثير التضخم.
- حساب المبلغ الإجمالي المطلوب: اضرب النفقات السنوية المتوقعة (التي تم تقديرها في النقطة الأولى) في عدد سنوات التقاعد، مع تعديل المبلغ وفقًا للتضخم.
مثال عملي لحساب الاحتياجات المالية
- النفقات السنوية المتوقعة بعد التقاعد= 20,000 دولار
- عدد سنوات التقاعد المتوقعة= 20 سنة
- المبلغ الإجمالي المطلوب (بدون تضخم): 20,000 دولار × 20 سنة = 400,000 دولار
- أخذ التضخم بنسبة 3% سنويًا بعين الاعتبار: سيزيد المبلغ المطلوب ليصل إلى حوالي 550,000 دولار.
اقرأ أيضًا: الدخل السلبي: 12 طريقة لكسب المال وأنت نائم
كيف تبدأ بالاستثمار لمرحلة التقاعد؟
الخطوة التالية للادخار للتقاعد هي بلا أدنى شك البدء للاستثمار فهو الضمان لبناء مستقبل مالي مستقر ومريح عند الوصول لمرحلة التقاعد. يتطلب الاستثمار اتباع خطوات مدروسة والاخذ بعين الاعتبار الخيارات الاستثمارية المتنوعة التي تتناسب مع أهدافك المالية وقدرتك على تحمل المخاطر. فيما يلي بعض الطرق الأساسية للبدء بالاستثمار لمرحلة التقاعد:
- الاشتراك في برامج التقاعد الحكومية: وهي أنظمة توفرها الدول لمواطنيها لضمن حصولهم على دخل منتظم بعد التقاعد، مثل برنامج الضمان الاجتماعي في الاردن، حيث يتيح للمستثمرين الحصول على معاشات تقاعدية وتأمينات اجتماعية أخرى بناءً على الاشتراكات التي تمت خلال فترة العمل. تتميز برامج التقاعد الحكومية بتوفيرها للدخل الثابت وتغطية تأمينية شاملى قد تشمل التأمين الطبي والتأمين ضد العجز أو الوفاة، بالإضافة لسهولة الاشتراك فيها.
- الاستثمار في الصناديق التقاعدية: وهي برامج ادخار واستثمار تديرها مؤسسات مالية متخصصة، تسعى لتنمية المدخرات من خلال الاستثمار في محافظ متنوعة بهدف توفير دخل مستقر بعد التقاعد. تتميز هذه الصناديق بتولي إدارتها لخبراء ماليون، كما أنها تستثمر في مجموعة متنوعة من الأصول لتقليل مخاطر تقلبات السوق، والأهم من ذلك امكانية تحديد مقدار المساهمة بما يتناسب مع دخلك وأهدافك المالية.
- الاستثمار في الأسهم والصكوك: تتميز هذه الأدوات في أنها تتوافق مع الشريعة الإسلامية، وأنها تمثل حصة في أصول أو مشاريع، بالتالي فهي توفر عوائد محتملة مرتفعة، كما يساعد تنويع المحفظة الاستثمارية في توزيع المخاطر على قطاعات مختلفة.
- الاستثمار في العقارات: يشمل شراء العقارات بهدف تأجيرها أو إعادة بيعها بسعر أعلى لاحقًا، ويعتبر من الاستثمارات الملموسة والآمنة نسبيًا. يتميز هذا النوع من الاستثمار بأنه يوفر دخل ثابت من الايجارات، كما أنه قيمة الأصول تزداد مع مرور الوقت، بالإضافة إلى أنه أداة تحوط ضد التضخم فعادة ما ترتفع قيمة العقارات مع زيادة تكاليف المعيشة.
اقرأ أيضًا: تعرّف على أنواع الأسهم في الشركات المساهمة
نصائح للتخطيط الناجح للتقاعد
حتى تنجح في التخطيط للتقاعد لابد من اتباع طرق مدروسة والالتزام طويل الأمد بخططك حتى تصل للأمان والاستقرار المالي في سن التقاعد، إليك بعض النصائح التي تساعدك في الوصول إلى تقاعد آمن:
- البدء المبكر بالاستثمار: لا تؤجل عملية البدء بالاستثمار بحجة أنك مازلت في بداية الطريق، البدء المبكر يزيد من فرصتك في الاستفادة من الفائدة التراكمية لاعادة استثمار الارباح، لا تستهين بأي مبلغ تبدأ بادخاره. تذكر أن أنسب وقت للبدء في الادخار هو مع حصولك على أول راتب من العمل.
- الالتزام بخطة ادخار منتظمة: وضع الخطط بحد ذاته لا يعتبر هدف، إنما الالتزام بالخطة هو ما يوصلك لهدفك فيعيش حياة مريحة عند التقاعد، قم بإنشاء تحويل شهري تلقائي إلى حساب الادخار لضمان الالتزام الدائم. تأكد أنك بعد مدة لن تشعر ستتأقلم مع المال المتاح من الدخل.
- مراجعة وتحديث خطة التقاعد بانتظام: يمنحنا التخطيط للتقاعد المرونة في إجراء التعديلات بما يتناسب مع أهدافنا الجديدة أو حتى تغير الوضع المالي بمرور الوقت. من ناحية أخرى فإن مراجعة الاستثمارات تساعدك في التخلص من الأصول ذات الأداء الضعيف، والاستفادة من الفرص الجديدة. اجعل المراجعة لخطة التقاعد والاستثمارات الخاصة بك عادة ثابتة، وخصص موعد ثابت لضمان الالتزام بذلك.
- الاستعانة بمستشار مالي محترف: قد تحتاج في بعض الأحيان لاستشارة متخصص في وضع خطة مالية مناسبة لك. يساعدك ذلك في تفادي الأخطاء الشائعة التي قد تؤثر سلبًا على مستقبلك المالي. لكن احرص على التأكد من أهلية وخبرة المستشار الذي تلجأ إليه.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الوديعة في المصارف الإسلامية والبنوك التجارية
التحديات التي تواجه التخطيط للتقاعد في العالم العربي
يواجه التخطيط للتقاعد في العالم العربي مجموعة من التحديات التي قد تعيق الأفراد عن تحقيق أهدافهم المالية والوصول إلى حياة مريحة بعد التقاعد. فيما يلي أبرز هذه التحديات:
- عدم إدراك بأهمية التخطيط للتقاعد وذلك ناتج عن الضعف في الوعي المالي بشكل عام، وغياب ثقافة الادخار والاستثمار مما يؤجل التخطيط للتقاعد أو حتى يتجاهله تمامًا.
- الاعتماد على المعاشات التقاعدية الحكومية: تكمن مشكلة الاعتماد على المعاشات الحكومية في التقاعد أن هذه المعاشات غالبًا ما تكون غير كافية لاحتياجات المتقاعدين، خاصة مع الارتفاع العام في الأسعار الذي يحدث نتيجة للتضخم.
- التغيرات الاقتصادية والسياسة: تؤثر الاضطرابات السياسية على تحقيق الاهداف التقاعدية، وعلى قدرة ورغبة الافراد في الاستمرار في التخطيط للتقاعد. من ناحية أخرى فإن التضخم وتقلبات أٍعار العملات يؤثر سلبًا على قيمة المدخرات مما يزيد في صعوبة تحقيق الأهداف التقاعدية.
اقرأ أيضًا: التضخم الاقتصادي السارق الخفي.
التخطيط للتقاعد خطوة هامة وحاسمة في حياتك المالية لا يجب تأجيلها أو التعاون فيها، واعلم أن أفضل وقت لبدء التخطيط للتقاعد هو الآن وفي هذه اللحظة. وتذكر كلما بدأت مبكرًا زادت فرصتك في بناء مدخرات واستثمارات قوية تمثل دعامة قوية في مستقبلك المالي.
اسئلة اعرف المزيد:
كيف يؤثر التخطيط للتقاعد على حياتي المستقبلية؟
التخطيط للتقاعد له تأثير كبير وإيجابي على حياتك المستقبلية، حيث يساهم في:
- الاستقرار المالي: يمنحك الادخار والاستثمار القدرة على بناء مدخرات كافية لتغطية نفقاتك بعد التقاعد، مما يوفر لكالأمان المالي دون الحاجة للآخرين.
- راحة البال: تخيل أن تعيش دون قلق أو توتر بشأن الأمور المالية.
- تحقيق الأهداف الشخصية: التخطيط للتقاعد يمنحك فرصة تحقيق كل أحلامك المؤجلة مثل السفر، وممارسة الهوايات أو البدء بمشروع خاص.
- مواجهة التحديات غير المتوقعة: يحقق لك التخطيط للتقاعد شبكة أمان في مواجهة أي تغيرات طارئة سواء على المستوى الشخصي أو حتى التقلبات الاقتصادية.
- العيش في نمط الحياة المرغوب به: يساعدك التخطيط للتقاعد في العيش بالمستوى الذي اعتدت عليه، دون اللجوء إلى تقليص نفقاتك بشكل كبير بعد التقاعد.
- دعم العائلة والأحباء: يمكنك تقديم الدعم للعائلة إن لزم الأمر دون التأثير على استقرارك المالي.
باختصار، التخطيط للتقاعد هو استثمار في مستقبلك يمنحك الحرية المالية والقدرة على الاستمتاع بحياتك بعد سنوات العمل، مع الحفاظ على الكرامة والاستقلالية.
الأسئلة الشائعة حول التخطيط للتقاعد
ماهو التخطيط للتقاعد؟
يقصد بالتخطيط للتقاعد عملية وضع خطة مالية تهدف إلى تحقيق حياة مريحة ومستقرة ماليًا بعد انتهاء سنوات العمل. يتضمن ذلك تخصيص جزء من مدخراتك أو دخلك الحالي واستثماره لضمان توفير مصدر دخل كافٍ يلبي احتياجاتك المستقبلية دون الحاجة إلى العمل.
كم احتاج من المال للتحقيق تقاعد مريح؟
الرقم السحري أو المبلغ الذي تحتاجه لتحقيق تقاعد مريح، هو أمر شخصي للغاية ويعتمد على عدة عوامل شخصية ومالية يناءً على احتياجاتك المالية المستقبلية. إلا أن هناك قاعدة عامة يستخدمها المحترفون تنص على أنك تحتاج إلى 80% من دخلك الحالي للعيش بشكل مريح بعد التقاعد. فإذا كنت تكسب 100 ألف دولار سنويًا فأنت تحتاج إلى 80 ألف دولار سنويًا لمدة 20 عام تقريبًا، أي ما يعادل 1.6 مليون دولار.في حين يرى آخرون أن الأغلب من الناس يلا يدخر ما يكفي من المال لتلبية هذه القاعدة، إلا أنه من الواجب علينا أن نوازن بين نمط الحياة الحالي والادهار والاستثمار للتقاعد.
كيف احسب المبلغ المطلوب للتقاعد؟
تحديد النفقات السنوية المتوقعة بعد التقاعد: حاول توقع تكاليف المعيشة السنوية بعد التقاعد، مع مراعاة اختلاف طبيعة النفقات بسبب اختلاف نمط حياتك بعد التقاعد. كل ما عليك حسابها بشكل تقريبي، تذكر أن الخطة مرنة ويمكننا اجراء التعديلات عند الحاجة.
حساب مدة التقاعد: الان احسب عدد السنوات المتوقعة للتقاعد. يمكن استخدام متوسط العمر السائد كمرجع للعمر المتوقع، مع الاخذ بعين الاعتبار نمط الحياة المتبع والوضع الصحي.
مراعاة معدل التضخم: يقلل التضخم من القوة الشرائية، لذلك لابد من زيادة المبلغ المتوقع بنسبة معينة لتعويض تأثير التضخم.
حساب المبلغ الإجمالي المطلوب: اضرب النفقات السنوية المتوقعة (التي تم تقديرها في النقطة الأولى) في عدد سنوات التقاعد، مع تعديل المبلغ وفقًا للتضخم.