أهلًا بك يا صديقي، لابد أنك استخدمت التكنولوجيا المالية في حياتك اليومية علمت ذلك أم لم تعلم، فالتكنولوجيا المالية أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، وقد وفرت الكثير من الوقت والجهد، ومن أقرب الأمثلة لذلك تطبيقات البنوك، والمحافظ الإلكترونية، وحلول الدفع المختلفة.
التكنولوجيا المالية لا تنحصر فقط في مجال المدفوعات، فهي عالم واسع من الحلول المالية التي تنمو بشكل متسارع، وتغير طريقة تعاملنا مع القطاع المالي. في هذا المقال سنلقي نظرة فاحصة على مفهوم التكنولوجيا المالية، وكيف تعمل؟ وما هي أبرز خدماتها ومجالاتها، ونرى تأثيرها على حياتنا.
اقرأ أيضًا: ما هي انواع العملات الافتراضية؟.
ما هي التكنولوجيا المالية؟
مفهوم التكنولوجيا المالية
التكنولوجيا المالية، المعروفة أيضاً بـ “فينتك”، و “التقنية المالية”، عبارة عن مزيج بين كلمتين هما التكنولوجيا والمالية. هي ببساطة استخدام التكنولوجيا لتحسين وأتمتة الخدمات المالية. فهي ابتكارات في مجال الخدمات المالية باستخدام التكنولوجيا، ينتج عنها نماذج أعمال جديدة سواء عمليات، أو منتجات، أو تطبيقات، تؤثر جوهريًا على طريقة تقديم الخدمات المالية.
أما عن “شركة التكنولوجيا المالية”، فهي أي شركة تستخدم التكنولوجيا لتعديل أو تحسين أو أتمتة الخدمات المالية للشركات أو المستهلكين.
من الأمثلة على خدمات التكنولوجيا المالية: الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول (التي تقدمها البنوك من خلال تطبيق البنك على الهاتف المحمول)، أو خدمات الدفع من النظير إلى النظير (مثل تطبيق Apple Pay)، وخدمات مدير المحافظ المالية مثل منصة ثروة في الإمارات العربية المتحدة، ومنصة ثمار في السعودية، بالإضافة إلى منصات التداول الرقمية مثل Robinhood، وتطوير وتداول العملات الرقمية.
اقرأ أيضًا: التمويل الجماعي طريق رواد الأعمال.
تاريخ التكنولوجيا المالية | النشأة والتطور
قد تبدو التكنولوجيا المالية سلسلة حديثة من الاختراعات المالية، إلا أن المفهوم الأساسي موجود منذ عقود. فقد كانت متاحة للجمهور منذ بداية الخمسينات مع انتشار بطاقات الائتمان التي أغنتهم عن حمل الأموال في حياتهم اليومية، وصولًا إلى الصيرفة الإلكترونية التي تشمل الحواسيب المركزية للبنوك، وتداول الأسهم عبر الإنترنت في التسعينات.
تطورت التكنولوجيا المالية على عدة مراحل، يمكن إيجازها في ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى | 1866- 1967 م
يعود تاريخ التكنولوجيا المالية إلى أوائل القرن التاسع عشر حيث تم تأسيس البنية التحتية التي ساعدت على عولمة الخدمات المالية. فتم إنشاء أول كابل أطلسي (Fedwire) سنة 1918 في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبر Fedwire أول نظام إلكتروني لتحويل الأموال.
تلى ذلك ظهور التليغراف عام 1938م حيث سمح لأول مرة بنقل المعلومات المالية بشكل سريع عبر الحدود. عام 1960م بدأت البنوك باستخدام أجهزة الكمبيوتر المركزية لحفظ السجلات وتخزين البيانات. استمرت هذه المرحلة حتى 1966 عندما تم أول اتصال عبر كابل عبر المحيط الأطلسي، الذي سهل الاتصال بين أمريكا الشمالية وأوروبا من 10 أيام إلى 17 ساعة.
المرحلة الثانية | 1967- 2008 م
في هذه المرحلة ظهرت تقنيات المعلومات والاتصالات، وانتشرت شبكة الإنترنت، ونتج عن ذلك رقمنة الخدمات المالية التقليدية، واقتصر استخدام التكنولوجيا المالية على قطاع الخدمات المالية التقليدية.
في هذه المرحلة تم إطلاق أول حاسبة محمولة، وتثبيت أول جهاز صراف آلي من قبل بنك Barclays عام 1967. كما تم تأسيس (SWIFT) وهي جمعية الاتصالات المالية العالمية لتسهيل المدفوعات الكبيرة عبر الحدود.
الثمانينات شهدت ظهور أجهزة الكمبيوتر وتم من خلالها تقديم الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، ونمت وازدهرت في التسعينات مع تطور نماذج الأعمال الرقمية.
المرحلة الثالثة | 2008 – إلى وقتنا الحالي
بعد الأزمة المالية في 2008 التي أصبحت أزمة اقتصادية عالمية، ونتج عنها اختلال الثقة في النظام المصرفي التقليدي، حفّز ذلك عملية البحث عن حلول تكنولوجية تخفف الآثار التي نتجت عن الأزمة الاقتصادية.
حيث ظهرت شركات تبتكر خدمات مالية جديدة أطلق عليها شركات التكنولوجيا المالية، التي فتحت المجال لشريحة واسعة من الجمهور للوصول والاستفادة من هذه الخدمات. كما ظهر في هذه المرحلة العملات المشفرة، وتطبيقات الهواتف الذكية لإنجاز المعاملات المالية.
اقرأ أيضًا: ما هي عملة البيتكوين وكيف تتمكن من جمعها ؟
نمو التكنولوجيا المالية
شهدت التكنولوجيا المالية نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. في الأمريكيتين فقط زاد عدد شركات التكنولوجيا المالية من 5867 شركة عام 2018 إلى 11651 شركة عام 2023.
إلا أن عام 2021 شهد تباطؤًا في نمو الصناعة، حيث وصل التمويل العالمي للتكنولوجيا المالية إلى رقم قياسي في عام 2021، حيث وصل إلى 132 مليار دولار، وهذا الرقم يمثل 21% من إجمالي أموال رأس المال الاستثماري. في حين تقلص التمويل العالمي لشركات التكنولوجيا المالية في عام 2022 إلى 75.2 مليار دولار بانخفاض يقدر بـ 46% عن العام السابق.
لكن عند مقارنته بعام 2020 نلاحظ أن تمويل التكنولوجيا المالية شهد ارتفاع بنسبة 52% مما قد يعني أن الانخفاض الذي شهده عام 2021 من المحتمل أن يكون تصحيحًا للسوق وليس مؤشرًا على انخفاض الصناعة. كما يلاحظ أن معدلات الاعتماد على تطبيقات التكنولوجيا المالية زادت بنسبة 38% من عام 2020 إلى عام 2022. هذه الأرقام تنبئ بزيادة الاعتماد على التكنولوجيا في الخدمات المالية مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تخفيف مخاطر الاحتيال، وزيادة الشمول المالي، والتوسع في مجال المدفوعات المالية.
اقرأ أيضًا: دليلك إلى الإجارة المنتهية بالتمليك.
التقنيات التي تدعم التكنولوجيا المالية
يعتمد مستقبل التكنولوجيا المالية على مجموعة من التقنيات المتطورة التي ستعزز التطور في طريقة تقديم الخدمات المالية وتحسن تجربة المستخدم. أبرز هذه التقنيات:
الذكاء الاصطناعي | AI
الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) هو فرع من فروع علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشريًا. يمكن أن تشمل هذه المهام التعلم، الاستدلال، حل المشكلات، الفهم والتفاعل اللغوي، والتعرف على الأنماط.
يندرج ضمن الذكاء الاصطناعي العديد من التطبيقات والتقنيات مثل تعلم الآلة (Machine Learning) الذي يتيح للآلة القدرة على التعلم من البيانات وتحسين أدائها بمرور الوقت دون تدخل بشري مباشر.
كما تشمل الشبكات العصبية الاصطناعية (Artificial Neural Networks) وهي نظم حسابية مستوحاة من الشبكة العصبية البشرية، تعمل على ابتكار شبكة عصبية اصطناعية تستطيع تحليل البيانات الضخمة غير المنظمة مثل اللغات والصور وترجمتها. تستخدم بشكل شائع في التعليم العميق (Deep Learning) لمعالجة البيانات المعقدة والتعرف على الأنماط.
تشير تقديرات معهد ماكينزي إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تضيف ما يصل إلى 4.4 تريليون دولار سنويًا إلى الاقتصاد العالمي.
تكنولوجيا السجلات الموزعة | Distributed Ledger Technology (DLT)
وتعرف أيضًا بالسجلات المشتركة أو اللامركزية هي نوع من تكنولوجيا قواعد البيانات يتم فيها تخزين البيانات عبر شبكة من الحواسيب المتصلة بدلاً من قاعدة بيانات مركزية واحدة. فالسجلات الموزعة قواعد بيانات متزامنة بشكل مشترك تشكل سجلًا قابلًا للتحقق ومرئي لأي شخص داخل الشبكة.
تتميز هذه التقنية بأنها توفر الشفافية، الأمان، واللامركزية في إدارة البيانات. ومن أشهر أنواع السجلات الموزعة تقنية البلوكشين (Blockchain). تعمل هذه التقنية على السماح بتخزين المعاملات المالية في أماكن متعددة في وقت واحد، وتستخدم في تقنيات مثل العقود الذكية، وإثبات المعرفة الصفرية (طريقة لإثبات أن لديك جزءًا من المعلومات دون الكشف عن ماهية المعلومات)، وتخزين البيانات الموزعة وتبادلها.
تكنولوجيا العملات المشفرة | Cryptocurrencies
العملات المشفرة هي عملات افتراضية بالكامل وليس لها أي تمثيل مادي في الواقع، يتم تأمينها بواسطة التشفير وهذا يمنع التزوير أو الإنفاق المزدوج. تعمل العملات المشفرة وفق تقنية السجلات اللامركزية. الأصل في العملات المشفرة أنها نظام لتحويل النقود الإلكترونية من شخص لآخر دون الحاجة إلى مزود مدفوعات مركزي.
تكنولوجيا العقود الذكية | Smart Contracts
هي عقود ذاتية تعتمد على تقنية البلوكشين، يتم تحويل شروط وأحكام العقد بين البائع والمشتري على هيئة تعليمات برمجية، بحيث يتم تنفيذ العقد عند تحقيق شروط معينة.
تتواجد هذه الاتفاقيات عبر شبكة السجلات اللامركزية، حيث تتحكم الخوارزميات في التنفيذ، وهذه المعاملات قابلة للتتبع وغير قابلة لعكس العملية. كما تسمح العقود الذكية في تنفيذ الاتفاقيات بين أطراف متباينة ومجهولة الهوية دون الحاجة لنظام قانوني أو سلطة خارجية أو أي جهة تنفيذ خارجية.
الحوسبة السحابية | Cloud Computing
توفر مجموعة واسعة من الخدمات الحاسوبية عبر الإنترنت (السحابة)، بما في ذلك تخزين البيانات، معالجة البيانات، والبرمجيات، مما يسمح للشركات والأفراد بالوصول إلى هذه الموارد واستخدامها حسب الحاجة دون الحاجة إلى إدارة بنية تحتية مادية معقدة. في مجال التكنولوجيا المالية (Fintech)، تلعب الحوسبة السحابية دورًا حيويًا في تحسين العمليات، توفير التكاليف، وتعزيز الابتكار.
تتميز الحوسبة السحابية بالأمان، والمرونة، تقليل التكاليف، كما تمتاز بالتعافي السريع من الكوارث لما توفره من ميزة النسخ الاحتياطي.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن صناديق الاستثمار ؟
تأثير شركات التكنولوجيا المالية
شركات التكنولوجيا المالية أو ما يعرف بشركات الفينتك | Fintech كان لها تأثير كبير ومتعدد الأبعاد على النظام المالي العالمي ككل، وعلى حياة المستهلكين اليومية، من خلال مجموعة من الخدمات المالية المتشعبة في المعاملات اليومية. إليك بعض الجوانب الرئيسية لتأثيرها:
- توفير الراحة: قد يكون هذا الأثر الأكثر وضوحًا للمستهلكين حيث وفرت التكنولوجيا المالية الوقت من خلال حلول الدفع وتحويل الأموال عبر تطبيقات على الهاتف المحمول، فلم يعد هناك حاجة للذهاب للبنك أو الخروج لدفع الفواتير والانتظار لعدة ساعات.
- خفض التكاليف: تقدم شركات الفينتك خدمات بتكاليف أقل مقارنة بالمؤسسات المالية التقليدية، مثل رسوم أقل على الحوالات المالية والمعاملات الدولية.
- التعليم المالي والأدوات الذكية: تقدم العديد من شركات الفينتك أدوات وتطبيقات تساعد الأفراد على إدارة أموالهم بشكل أفضل، مثل التطبيقات التي تساعد في تتبع الإنفاق، وتحليل الادخار، والتخطيط للاستثمار.
- تعزيز الشمول المالي: ساعدت ملايين الأشخاص في المناطق النائية وأصحاب الدخل المحدود حول العالم من إمكانية الوصول للمنتجات المالية لأول مرة، فالآن يمكن فتح حساب توفير أو الاشتراك في خدمات الاستثمار من خلال الهاتف المحمول.
- تحديات التنظيم والخصوصية: مع النمو السريع لشركات الفينتك، تظهر تحديات تتعلق بالتنظيم المالي وحماية بيانات المستهلكين، مما يستدعي تطوير قوانين وتشريعات جديدة لضمان التوازن بين الابتكار وحماية المستهلك.
- تأثير على البنوك التقليدية: شركات الفينتك قد تمثل تهديدًا للبنوك التقليدية بسبب قدرتها على تقديم خدمات المالية بشكل أسرع وأرخص، مما يدفع البنوك للابتكار حلول والعمل على تحسين خدماتها للبقاء في المنافسة.
- تغيير سلوكيات المستهلك: بفضل التكنولوجيا المالية، أصبح المستهلكون أكثر استعدادًا وقابلية لاستخدام الحلول الرقمية لإدارة أمورهم المالية، مما يعكس تحولًا كبيرًا في سلوك الجمهور فيما يتعلق بالاستهلاك والادخار.
- التمويل الجماعي والإقراض النظير للنظير: تمكن التكنولوجيا المالية الأفراد من المشاركة في التمويل الجماعي والإقراض النظير للنظير، مما يتيح لهم الاستفادة من فرص استثمارية وتمويلية كانت محصورة في السابق على المستثمرين الكبار أو المؤسسات المالية التقليدية.
اقرأ أيضًا: أساسيات الاستثمار العقاري.
منتجات التكنولوجيا المالية
البنوك الرقمية | Digital Banking
البنوك الرقمية هي مؤسسات مالية تقدم جميع خدماتها عبر الإنترنت دون الحاجة إلى فروع فعلية. تعتمد هذه البنوك على التكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة مصرفية مريحة وسهلة الاستخدام، مما يتيح للعملاء إدارة أموالهم عبر تطبيقات الهواتف الذكية أو منصات الويب. توفر البنوك الرقمية مجموعة من الخدمات المصرفية بما في ذلك فتح الحسابات، التحويلات المالية، القروض، وإدارة الميزانية بشكل إلكتروني بالكامل.
تحقق البنوك الرقمية مجموعة من الميزات فهي تحقق الراحة للعميل من حيث سهولة الوصول والتحكم به وإدارته بشكل كامل في أي وقت وأي مكان، كما تضمن له التفاعل السريع من حيث الدفع عبر الإنترنت والتحويلات الرقمية، في ذات الوقت تضمن الأمان للبيانات من خلال التشفير، وتطبيقات الأمان مثل التعرف على الوجه والبصمة. من ناحية أخرى تخفض البنوك الرقمية من التكاليف التشغيلية لعدم الحاجة لتشغيل الفروع على أرض الواقع.
من الأمثلة على البنوك الرقمية في العالم العربي بنك Liv، وبنك Bankiom في الإمارات العربية المتحدة، وبنك PayTabs وبنك Meem by Gulf International Bank في السعودية والبحرين.
المدفوعات الرقمية | Digital Payments
يعتبر قطاع المدفوعات الرقمية من أكثر قطاعات التكنولوجيا المالية استخدامًا، فهو نظام يتيح تحويل الأموال إلكترونيًا بدلاً من استخدام النقد أو الشيكات. يعتمد هذا النظام على التكنولوجيا لتوفير تجربة دفع سريعة وآمنة وسهلة الاستخدام، مما يسهم في تسهيل العمليات التجارية والمالية. تشمل المدفوعات الرقمية مجموعة متنوعة من الأدوات والخدمات مثل المحافظ الإلكترونية، بطاقات الدفع، بوابات الدفع الإلكتروني، والتحويلات المالية عبر الإنترنت.
يمتاز نظام المدفوعات الرقمية بالراحة والسهولة خاصة فيما يتعلق بدفع الفواتير، كما يمتاز بالأمان من خلال تقنيات التشفير، كما أنه يعزز الشمول المالي حيث يتيح للأفراد غير المتعاملين مع البنوك الوصول إلى الخدمات المالية بسهولة، وتوفير حلول دفع مبتكرة تسهم في تحقيق الشمول المالي في المناطق النائية والنامية.
من الأمثلة على حلول المدفوعات الرقمية في العالم العربي شركة Fawry في مصر، وشركة eFawateerCom في الأردن، وشركة Mada في السعودية، وشركة Ooredoo Money في قطر.
الإقراض الرقمي | Digital Lending
الإقراض الرقمي هو عملية تقديم القروض وإدارة عملية الإقراض عبر الإنترنت باستخدام التكنولوجيا الرقمية. يشمل هذا النوع من الإقراض منصات على الإنترنت التي تربط بين المقرضين والمقترضين، سواء كانوا أفرادًا أو شركات، دون الحاجة إلى الوسطاء التقليديين مثل البنوك. يتيح الإقراض الرقمي سرعة وكفاءة أكبر في معالجة الطلبات، تقليل التكاليف، وتوفير الشفافية للمقترضين والمقرضين.
يمتاز الإقراض الرقمي بالسرعة والكفاءة حيث يتم معالجة طلبات القروض عبر الإنترنت أسرع من طلبات القروض التقليدية، كما يمتاز بالوصول الواسع للقروض حيث يساعد الإقراض الرقمي في توفير التمويل للأفراد والشركات الصغيرة التي قد تواجه صعوبات في الوصول إلى القروض التقليدية. كما توفر المنصات الرقمية معلومات واضحة وشفافة عن شروط القروض ومعدلات الفائدة.
من أمثلة حلول الإقراض الرقمي منصة Liwwa في الأردن، ومنصة Beehive ومنصة Aqeed في الإمارات العربية المتحدة، ومنصة MoneyFellows في مصر، ومنصة Lendo في السعودية.
الاستثمار والتداول | Investment and Trading
الاستثمار والتداول هما جزءان أساسيان من النظام المالي العالمي، ويهدفان إلى تحقيق عوائد مالية من خلال شراء وبيع الأصول المختلفة مثل الأسهم، السندات، العملات، السلع، والعملات المشفرة. التكنولوجيا المالية قد أحدثت ثورة في هذه المجالات من خلال تقديم أدوات ومنصات رقمية تتيح للأفراد والشركات التداول والاستثمار بسهولة وفعالية.
يوفر الاستثمار والتداول الرقمي وصولًا سهلًا وسريعًا إلى الأسواق المالية مما يعني إمكانية التداول في أي مكان ووقت، كما أنه يقلل من التكاليف المتعلقة بالوسطاء الماليين، بالإضافة إلى توفير معلومات دقيقة وآنية عن الأسعار وحالة السوق، وهذا يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مستنيرة. أضف إلى ذلك إمكانية استخدام أدوات التحليل والتوقعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين استراتيجيات الاستثمار والتداول.
من الأمثلة على منصات الاستثمار والتداول الرقمي منصة Sarwa للاستثمار الرقمي التي تقدم خدمات الروبوت الاستثماري في الإمارات، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لإدارة محافظ الاستثمار. ومنصة Wahed Invest هي منصة استثمار رقمي متوافقة مع الشريعة الإسلامية تقدم خدمات الروبوت الاستثماري في السعودية.
بورصة البحرين توفر منصة تداول إلكتروني للأسهم والسندات والأوراق المالية الأخرى، Noor Capital وهي شركة استثمار وتداول تقدم مجموعة واسعة من الخدمات المالية والاستثمارية في الإمارات.
التأمين الرقمي | InsurTech
قطاع فرعي من التكنولوجيا المالية يستخدم التكنولوجيا الحديثة لتحسين خدمات التأمين. يهدف التأمين الرقمي إلى تقديم تجربة أفضل للعملاء من خلال استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة (Big Data)، وإنترنت الأشياء (IoT)، والتعلم الآلي (Machine Learning). يتيح التأمين الرقمي للشركات تقديم خدمات مبتكرة تتسم بالشفافية والمرونة والأمان.
يمتاز التأمين الرقمي بأتمتة العمليات من خلال استخدام التكنولوجيا لأتمتة إجراءات التأمين مثل معالجة المطالبات، تقديم العروض، وإدارة السياسات، مما يقلل من الوقت والتكاليف. كما يتيح تقديم منتجات تأمينية مخصصة تعتمد على استخدام العميل وسلوكه، مثل التأمين على السيارات بناءً على الكيلومترات المقطوعة.
من الأمثلة على التأمين الرقمي عربيًا شركة Lemonade وشركة Souqalmal في الإمارات العربية المتحدة، وشركة Tameeni في السعودية.
منصات إدارة الأصول والثروات الرقمية | Digital Wealth and Asset Management Platforms
منصات إدارة الأصول والثروات الرقمية تقدم حلولًا تكنولوجية لإدارة الثروات والاستثمارات بشكل أكثر كفاءة وشفافية. تستخدم هذه المنصات تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، والبيانات الكبيرة لتحليل الأسواق وتقديم استراتيجيات استثمار مخصصة. تهدف هذه الأدوات إلى مساعدة الأفراد والشركات في تحقيق أهدافهم المالية من خلال إدارة فعالة لمحافظهم الاستثمارية.
تستخدم هذه المنصات تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات الضخمة وتقديم توصيات استثمارية مدروسة، كما تقدم حلول استثمارية مخصصة بناءً على الأهداف المالية والمخاطر المفضلة لكل مستثمر. بالإضافة إلى تقليل التكاليف المرتبطة بالإدارة التقليدية من خلال أتمتة العمليات وتقليل الحاجة إلى المستشارين البشريين.
من الأمثلة على منصات إدارة الأصول والمنصات الرقمية منصة Al Raedah في السعودية، ومنصة Noor Capital في الإمارات العربية المتحدة التي تقدم عدة خدمات منها إدارة الأصول.
اقرأ أيضًا: المحفظة الاستثمارية | مقدمة تأسيسية.
أصبحت التكنولوجيا المالية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث أثرت بشكل كبير على كيفية تعاملنا مع الخدمات المالية. من خلال حلول مبتكرة، أسهمت في تحسين الكفاءة، وتقليل التكاليف، وزيادة الشمول المالي. كما أن التقنيات المتطورة التي تدعم التكنولوجيا المالية تلعب دورًا حيويًا في تعزيز مستقبل التكنولوجيا المالية.
مع استمرار التطور والابتكار في هذا المجال، يمكننا أن نتوقع أن تصبح الحلول المالية أكثر سهولة وأمانًا وملاءمةً للجميع، مما يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحسين جودة الحياة في مختلف أنحاء العالم.
إن فهمنا واستفادتنا من هذه الابتكارات يمكن أن يتيح لنا الاستفادة الكاملة من الفرص التي تقدمها التكنولوجيا المالية، سواء على مستوى الأفراد أو الشركات. لذا، من المهم متابعة التطورات المستمرة في هذا المجال والاستعداد للتكيف مع التحولات المستقبلية التي ستستمر في تشكيل قطاع الخدمات المالية العالمي.