هل خطر على بالك يوماً أن تفضيلك لاختيار محدد من بين عدة اختيارات ينطوي على تكلفة إضافية، زيادة على التكلفة الظاهرة يمكن أن نسميها تكلفة الفرصة الضائعة؟

فلو كان لديك 20 ديناراً، وأنت محتار في أن تشتري قميص أو ساعة يد، أو هدية لوالدتك، واخترت شراء قميص، ففي علم الاقتصاد تكلفة القميص لن تكون فقط 20 دينار، بل ستنطوي على تكلفة أفضل خيار تركته بالإضافة لثمن القميص، ببساطة هذا ما يشير إليه علم الاقتصاد بمفهوم تكلفة الفرصة البديلة أو بتعبير آخر تكلفة الفرصة الضائعة.

تعريف الفرصة البديلة

تكلفة الفرصة البديلة

تكلفة الفرصة البديلة

يظهر مفهوم تكلفة الفرصة البديلة في الاقتصاد نتيجة الندرة النسبية في الموارد مقابل الحاجات المتجددة بالنسبة للأفراد والمجتمعات ككل – وقد شرحنا هذا المفهوم بالتفصيل في مقالنا حول مفهوم الندرة-.

حيث أن ندرة الموارد ستضعنا في هذه الحياة أمام واجب الاختيار والتضحية بباقي الخيارات سواء كانت هذه الخيارات مادية أم معنوية، ولهذا يظهر مفهوم تكلفة الفرصة البديلة ليعرض لنا آلية الاختيار بين البدائل المتاحة على اختلافها،حيث يمكن تعريف تكلفة الفرصة البديلة بأنها تكلفة ترك البديل المتاح مقابل التمسّك بالبديل الآخر، وكم تبلغ التكلفة التي سيوفّرها البديل لو قمنا بتنفيذه.

اقرأ أيضاً: حقيقة وجود الندرة الاقتصادية

ويمكن تعريف تكلفة الفرصة البديلة في أنها الفوائد المحتملة التي تفوت وتضيع على الفرد أو الشركة عند  اختيار بديل على آخر.

والجدير بالذكر أن الفرصة البديلة تكون في شتى جوانب الحياة فكم مرة اغرقت التفكير بين عدة قرارات يجب أن تختار إحداها وتقول لنفسك إن اخترت هذا القرار سأندم لاحقا على كذا، فتكلفة الفرصة البديلة لأي نشاط أو اختيار هي البدائل المتروكة في سبيل تحقيق خيارك، تكلفة الفرصة البديلة لحضور مناسبة إجتماعية هي ساعات راحة يمكن أن تقضيها بعد العمل أو وقت تقضيه مع أسرتك أو حتى ساعات عمل إضافية تزيد بها دخلك الشهري.

كذلك مثال على تكلفة الفرصة البديلة دوام الجامعة، الفرصة البديلة له ساعات عمل ممكن القيام بها عند تغيبك عن المحاضرات، ويمكن تبسيطها بشكل أكبر أن أي انسان لديه شيء واحد ليقوم به في وقت محدد، كل مقدار من المال يمكن أن نشتري به شيء استهلاكي أو استثماره ولكن لا يمكن القيام بكليهما بنفس المال، تظهر الفرصة البديلة بشكل واضح في الموارد المحدودو بالأخص الوقت والمال.

وعلى مستوى الدول عند إنشاء الحكومة طريقًا جديدًا، لا يمكن استخدام هذه الأموال للإنفاق على التعليم والرعاية الصحية، ومن ثم فإن تكلفة إنشاء الطريق يجب أن تكون أفضل فرصة من بين الفرص البديلة. فالاختيار هنا مسألة نسبيّة ونظرية، ولكن تخضع للدراسة لمعرفة الفائدة المتوقّعة فلا يمكن إهمال احتساب تكلفة الفرصة البديلة عند اتخاذ القرار.

فائدة حساب تكلفة الفرصة البديلة

تكلفة الفرصة البديلة

تكلفة الفرصة البديلة

يستخدم مفهوم تكلفة الفرصة البديلة في المحاسبية و الإدارة و اتخاذ القرارات الاستثمارية، ويتمّ اللجوء إليه لتقييم البدائل، ولكن لا يظهر في العمليات الحسابية أو في السجلات، وإنما في التقارير والدراسات عند التخطيط لاتّخاذ قرارٍ معيّن، بالتالي فائدة حساب تكلفة الفرصة البديلة أنها توجهنا وترشدنا إلى الخيار الأمثل من بين خيارات متعددة.

وينطبق ذلك أيضاً على الحياة الشخصية واتّخاذ القرارات فيها، فإذا كانت هناك عدّة خيارات يجب التضحية واختيار الأفضل منها لتحقيق فائدة أعلى على المستوى الشخصي، ونذّكر أنّه يجب في هذه الحال القيام بدراسة دقيقة لجميع الخيارات من جوانب مختلفة بعيدًا عن الرغبات، وبعد ذلك يتم الاختيار والتضحية بباقي الخيارات ومعرفة هل الخيار البديل كان أفضل أم لا بعد التطبيق والتنفيذ.

ولابد أن ننبه أن حساب تكلفة الفرصة الضائعة قد يختلف بحسب تقديرات الأفراد أنفسهم وحسب المواقف المختلفة بالنسبة للفرد الواحد، فمثلًا تقدير أهمية وقت الفراغ تختلف من شخص لآخر، ومن ناحية أخرى يختلف تقييمنا للفوائد المتحصلة بعد اتخاذ القرار فقد نواجه إشكالية سوء تقييم الفوائد والموضوعية في تقييمها.

على مستوى الشركات ترشدنا تكلفة الفرصة البديلة لاستغلال الموارد المملوكة للشركة بشكل أمثل عند تقييم الأرباح المحتملة لمختلف الاستثمارات، حيث تبحث الشركات عن الخيار الذي يرجح أن يحقق أكبر عائد، ثم تنظر الشركات في تكلفة الفرصة البديلة لكل خيار متروك.

فمثلا على فرض أنه في حدود مبلغ معين من المال يجب أن يختار صاحب العمل بين استثمار الأموال في سوق الأوراق المالية أو استخدامه لشراء معدات جديدة وزيادة الإنتاج. وهذا ما يطلق عليه بتكلفة الفرصة البديلة لرأس المال أي ماهو الخيار الذي ستوجه له رأس المال وما هي العوائد المتحققة مقارنة بالخيارات الأخرى.

تحليل تكلفة الفرصة البديلة له دورًا حاسمًا في تحديد هيكل رأس مال الشركة، لو أن شركة أرادت زيادة رأس المال سيكون لديها خيارين الأول طرح أسهم جديدة أو الاقتراض مقابل سعر فائدة، ونلاحظ هنا كلا من القروض والأسهم يتطلبان قدرًا من النفقات لتعويض المقرضين والمساهمين عن مخاطر الاستثمار.

وكل خيار منهما ينطوي على تكلفة ضائعة، فدخول مساهمين جدد يعني أنهم سيتحملون نتائج الاستثمار من حيث الربح والخسارة إلا أنهم سيكونون مالكين دائمين بحصة من الشركة ويتمتعون بمزايا المساهمين، في حين أن الاقتراض مقابل سعر فائدة ثابت لن يمنحهم صلاحيات التأثير على الشركة لكن سيأخذ المقرضون عائد ثابت بالإضافة لأصل الدين بغض النظر عن نتيجة الاستثمار.

عند تقييم الربحية المحتملة لمختلف الاستثمارات، تبحث الشركات عن خيار من المتوقع أن يحقق أكبر عائد. في كثير من الأحيان يمكن تحديد ذلك من خلال النظر في معدل العائد المتوقع لمحفظة استثمارية معينة. ومع ذلك يجب على الشركات أيضا أن تنظر في تكلفة الفرصة البديلة لكل خيار.

أمثلة على تكلفة الفرصة البديلة

تكلفة الفرصة البديلة

تكلفة الفرصة البديلة

كما أوردنا سابقًا أن الندرة الاقتصادية جعلتنا بشكل مستمر في حاجة لاتخاذ قرار للاختيار بين الخيارات المتاحة، ولذلك هناك الكثير من أمثلة تكلفة الفرصة البديلة التي يمكن أن نوردها:

المثال الأول : شخص لديه متجر هل يستثمره بتشغيله بنفسه أم يقوم بتأجيره؟
لو أن هذا الشخص استثمر المتجر بتشغيله بنفسه، ستكون الفرصة البديلة هي قيمة الإيجار الّذي سيفوته لو قام فعلاً بتأجير هذا المتجر لشخصٍ آخر، بالإضافة لإجاره هو نفسه لو عمل مقابل مرتب شهري.

وهنا لابد أن يوازن بين عائد الإيجار المضمون بالإضافة للمرتب الذي يمكن أن يأخذه من عمله الشخصي أو حتى تقييمه لوقت الفراغ في مقابل عائد الاستثمار الإحتمالي عند الاستثمار بنفسه.

المثال الثاني: شخص لديه قطعة أرض تساوي 50 ألف دولار، ولديه عدّة خيارات لاستثمارها مثل بناء مشروع تجاري كمحطة وقود أو زراعتها أو تأجيرها بعائد أقل لكن مضمون، ماذا يختار؟
كل خيار من هذه الخيارات ستتضمن  إيجابيات وسلبيات يمكن الموازنة بينها للوصول إلى أفضل خيار يمكن تطبيقه ويحقق أكبر فائدة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر سلوك الأفراد في الأسعار؟

المثال الثالث: شخص لديه محل ملابس وبحاجة لموظف، فعمل في المحل بدلا من إحضار موظف، فإن تكلفة الفرصة البديلة هنا تمثل الدخل الذي سيحصل عليه لو أنه عمل عند شخص آخر.

الأمثلة السابقة تظهر أثر تكلفة الفرصة البديلة في حالة تكاليف الإنتاج فالحالات التي سيقدم مالك الارض أرضه أو يعمل صاحب المتجر بدل عامل ستنطوي على تكاليف ضمنية لن تظهر في الحسابات على الرغم من أنها تؤثر في تكاليف الإنتاج.

وهنا يجب أن نذكر بأنّ اللجوء للاختيار ودراسة تكلفة الفرصة الضائغة هو نتيجة محدوديّة الموارد المادية، فلو كانت الموارد المادية غير محدودة لن يكون هناك حاجة للاختيار بين بدائل المختلفة أو التضحية بشيء منها لأن وفرة الموارد تتيح الحصول على كل الاختيارات، ولكن مع ندرة الموارد يجب الاختيار بينهم فيكون الاختيار و التنفيذ على قدر من المسؤوليّة وتحمل نسبة من المخاطرة.

تكلفة الفرصة البديلة وكيفية احتسابها

هنا سنوضح كيفية احتساب تكلفة الفرصة البديلة، حيث يمكن احتسابها من خلال المعادلة البسيطة التالية:

تكلفة الفرصة البديلة = الخيار الأكثر مردودًا – الخيار المنفذ

فإذا كان النائج قيمة موجبة هذا يعني أننا لم نختر أفضل خيار ممكن.

نفترض أنه في حال وجود مبلغ محدد من المال للاستثمار، ويوجد خياران للاستثمار أن تختار بين استثمار الأموال في الأوراق المالية أو شراء معدات جديدة.

الخيار A في المثال أعلاه نفترض أنه الاستثمار في سوق الأسهم بهدف توليد عوائد، والخيار B هو إعادة استثمار الأموال في شراء معدات تجارية مع توقع أن المعدات الجديدة ستزيد من كفاءة الإنتاج للشركة، مما يؤدي إلى إنخفاض النفقات التشغيلية والحصول هامش ربح أعلى.

اقرأ أيضاً: تعرّف على أنواع الأسهم في الشركات المساهمة

فعلى فرض أن العائد المتوقع على الاستثمار في سوق الأوراق المالية (الخيار A) هو 12٪، ومن المتوقع أن الاستثمار في المعدات (الخيار B) يحقق عائدًا بنسبة 10٪، تكلفة الفرصة البديلة لاختيار المعدات بدلا عن سوق الأوراق المالية هي 12٪ مطروحا منها 10٪، أي أنه هناك فرصة عائد 2٪ يمثل تكلفة الفرصة الضائعة.

ولأن تكلفة الفرصة هي حساب مستقبلي، فإن معدل العائد الفعلي لكلا الخيارين غير معروف على وجه اليقين. وعلى افترض أن الشركة في المثال أعلاه قررت التخلي عن المعدات الجديدة والاستثمار في سوق الأسهم بدلا من ذلك. إذا انخفضت قيمة الأوراق المالية المختارة، فإن الشركة قد ينتهي بها المطاف لفقدان المال بدلا من العائد المتوقع 12٪.

على سبيل المثال، فإن الأموال التي المخصصة لتسديد القروض لا يمكن أن تستثمر في الأسهم أو السندات التي تتيح إمكانية الحصول على دخل من الاستثمار في نفس الوقت. وهنا يجب على الشركة أن تقرر ما إذا كان التوسع الذي يمكن تحقيقه من خلال قوة الدين المردودة سيولد أرباحا أكبر مما يمكن تحقيقه من خلال الاستثمارات.

أما على مستوى الدول فإن ندرة الموارد وحساب تكلفة الفرصة البديلة للخيارات المتاحة، سيوجه الدولة لتخصيص الموارد بشكل أفضل، من خلال الإجابة على تساؤلات : ماذا ننتج، وكيف ننتج، ولمن ننتج؟ وعلى مستوى الأفراد، فإن الفرد يوازن بين تكلفة الفرصة البديلة لكل خيار متاح، ليختار الخيار الذي يحقق له أكبر إشباع ممكن.

اقرأ أيضاً: ما هي أهداف المجتمع الاقتصادي

وختامًا فإن تكلفة الفرصة البديلة هي قيمة التكلفة المتوقّعة التي يمكن خسارتها من المشروع القائم لو تمّ اختيار بديلاً آخر، أي تكلفة البديل الذي تمّ اختياره مقابل المنفعة التي تمّت خسارتها من البديل الأول، وما هو العائد الذي سيحقّقه الخيار الثاني، ببساطة لو أني استثمرت أموالي في مشروع معين فإني سوف اخسر الفائدة البنكية على المال لو أودعته في البنك.

ونذكر بأن تكلفة الفرصة البديلة تدخل في اعتبار الأفراد عند الموازنة بين الخيارات المختلفة، ودائما ما تقدر بالمقارنة ما بين العائد المتوقع للخيار الذي تم تنفيذه ، والعائد المتوقع لأفضل خيار متروك.

هل سبق وأن فكرت في أن كل خيار في حياتك له تكلفة ضمنية غير واضحة بالإضافة للتكلفة الظاهرة؟، من المؤكد أنك ستوازن بين قراراتك المختلفة بأسلوب مختلف.

ما هي تكلفة الفرصة البديلة؟

تشير تكلفة الفرصة البديلة إلى الفوائد التي كان من الممكن أن يحصل عليها الشخص لكنه يتخلى عنها من أجل تحقيق أهداف أخرى

كيف يتم حساب تكلفة الفرصة البديلة؟

عند تقييم العوائد المحتملة للاستثمارات المختلفة، تبحث الشركات عن الخيارات التي من المحتمل أن تزيد العوائد إلى الحد الأقصى ثم تأخذ في الاعتبار تكاليف الفرصة البديلة لكل خيار.

- بالنظر إلى مبلغ معين من المال، يُفترض أن المستثمر يمكنه اختيار استثمار تلك الأموال في سوق الأوراق المالية أو استخدامها للاستثمار في أنشطة أخرى. أيًا كان الخيار الذي تختاره، غالبًا ما يُطلق على المكاسب المحتملة من عدم الاستثمار في الخيار الآخر تكلفة الفرصة البديلة ويتم التعبير عنها بالفرق بين العوائد المتوقعة لكل خيار.

يلعب تحليل تكلفة الفرصة دورًا مهمًا في هيكل رأس مال الشركة، ولكن يتطلب كل من الدين وحقوق الملكية بعض النفقات لتعويض الدائنين والمساهمين عن المخاطر المالية، ولكل خيار تكلفة الفرصة البديلة المرتبطة به.زيادة.

تكلفة الفرصة هي تقدير تطلعي، والربحية الصافية للخيارين غير معروفة، ومن المحتمل أن تتكبد الشركة خسارة إذا قررت التخلي عن المعدات الجديدة والاستثمار في سوق الأسهم عندما تنخفض قيمة الورقة المالية. على علم بما أعاني منه.

ما الفرق بين التكلفة الغارقة وتكلفة الفرصة البديلة وتكلفة المخاطر؟

- التكلفة الغارقة هي الأموال التي تم إنفاقها بالفعل ولا توفر عائدًا على الاستثمار لأنها تستخدم كأصل مثل مبنى أو أرض للإنتاج أو الإدارة.

- إذا قرر المالك استخدام ممتلكاته أو أرضه لأغراض التصنيع أو الصيانة، فإن المبلغ المستحق دفعه مقابل استخدام هذا العقار يمثل تكلفة الفرصة البديلة.

- تقارن تكلفة المخاطر العائد الفعلي على الاستثمار بالعائد المتوقع لنفس الاستثمار، بينما تقارن تكلفة الفرصة البديلة العائد الفعلي على استثمار واحد بالعائد الفعلي على الاستثمارات الجديدة.

ماهي تكلفة الفرصة البديلة ؟
فائدة حساب تكلفة الفرصة البديلة؟
كيف نحسب تكلفة الفرصة البديلة؟